منذ سنين مضت، كان العالم يتساءل باستغراب وتوجّس عن حقيقة زراعة شريحة إلكترونيّة في جسم الإنسان.. وكان الاستغراب يزداد عمقا كلّما كثر الحديث عن تقدّم العلوم والتّكنولوجيا المخيف، وخاصّة ما بات يعرف بالذّكاء الاصطناعيّ؛ الذي غزا كلّ المجالات، وكاد يفسد على النّاس اجتهادهم ويصيب بعضهم بكسل يُبطل مؤهّلاتهم!…
إنّ الأمر مخيف حقّا.. فقد أصبح الاستخدام في مجالات قد تعود على البشريّة بالدّمار؛ كالسّلاح في الحروب، وحتى في المجالات الاجتماعيّة كالتّزوير والطّباعة، وأصبح المرء لا يفرّق بين ما هو حقيقيّ طبيعيّ، وبين ما هو مفبرك ومزوّر بفعل فاعل.
ورغم طمأنة بعض العلماء والخبراء في المجال نفسه؛ على أنّ طرق استعمال واستخدام الذّكاء الاصطناعيّ هي ذاتها ما سيحدّد مدى خطورته من عدمه، والفوائد المبهرة والكبيرة المرجو وقعها على البشريّة جمعاء… وحسب الفريق المحايد لجهود الذّكاء الاصطناعيّ؛ فإنّ التّقنيات التي تُعتمد يمكن استخدمها في أمور سلمية مفيدة، وأخرى سيّئة خطيرة للغاية.
إلّا أنّ المخاطر كبيرة جدّا، بل وتفوق التّصوّر في حال استخدام الذّكاء الاصطناعيّ في الأمور السّلبيّة كما سبق الذكر، وهذا هو بيت القصيد. إذ لا أحد بمقدوره إيقاف عجلة التّكنولوجيا التي انطلقت بصمت حتى فوجئ الجميع بنتائجها...
قد تُسنّ قوانين رادعة من أجل الحدّ من المخاطر.. ومع ذلك فسوف يظلّ الأمر معقّدا، ومن الصّعب منع أو توقيف قطار انطلق وعليه كثير ممّن يستهويهم السّفر على متنه.. والله نسأل أن يقينا مخاطر المُصنَّع، وأن يجيرنا من التّصنّع!..