الخميس 6 فبراير 2025
رياضة

تغييب الهوية المغربية عن شعار المونديال يشعل السجال والجدل

تغييب الهوية المغربية عن شعار المونديال يشعل السجال والجدل الشعار الرسمي لملف نهائيات كأس العالم سنة 2030
بمجرد الكشف عن الشعار الرسمي لملف نهائيات كأس العالم سنة 2030، الذي سينظم بشكل مشترك في المغرب وإسبانيا والبرتغال، الثلاثاء 19 مارس 2024، بمقر الجامعة البرتغالية لكرة القدم بالعاصمة البرتغالية لشبونة، انطلق نقاش على مستوى واسع حول مضمون وطبيعة وشكل الهوية البصرية التي تم اعتمادها بين الأطراف الثلاثة كشعار للملف.
وتجاوز النقاش المجتمع الرياضي إلى جهات أخرى أبدت رأيها في الشعار، وتنوعت بين مؤيد ورافض، وهو السجال الذي وصل إلى منتديات المفكرين واللغويين وبعض الفنانين، خاصة على مستوى وسائط التواصل الاجتماعي.
جاء الشعار عبارة عن تصميم كارتوني يضم الألوان الثلاثة المشتركة بين المغرب وإسبانيا والبرتغال،  .“YALLA VAMOS”مع عبارة من كرة محاطة بثلاث دوائر تمثل البلدان المحتضنة للتظاهرة، مع ألوان مشتركة وهي الأحمر والأخضر والأصفر، تعلوها شمس مضيئة، وهو الشعار الذي حصل إجماع في شأنه بين الاتحادات الثلاث: البرتغال وإسبانيا ثم المغرب في دجنبر 2023.
فتح باب النقاش والجدل عبر وسائل التواصل الاجتماعي بسبب "تغييب" الهوية المغربية عن الشعار،على مستوى العبارات والشكل، بل إن الكثيرون قالوا إن عبارة "يالا" التي أقحمت في الشعار على أساس أنها تعني باللهجة الدارجة المغربية "لنمشي" أو دعوة للانطلاق، لا تقدم نفس المعني بلهجتنا.
واعتبر الدكتور منصف اليازغي الباحث المغربي المتخصص في السياسات الرياضية، أن النقاش في الهوية البصرية لكأس العالم 2030 أمر صحي لأنه أمر يهم المغاربة، لذلك يبدون رأيهم وتصورهم حول هذا الموضوع. وقال "قد نتفق مع بعضنا البعض وقد نختلف، فلكل منا انطباعاته، صحيح أن هناك انطباعات تخرج على الموضوعية وربما قد تتجاوز سقف المعقول لكنها تبقى مرتبطة بأصحابها، فبالنسبة للهوية البصرية كما صدرت، فإن النقطة الأولى والتي تتعلق باللغة العربية، فهي إلى غاية الآن ليست لغة معتمدة في الأمم المتحدة كلغة رسمية، أكثر من ذلك فإن عدد الناطقين باللغة العربية يظل رقما محتشما مقارنة مع الصينية والانجليزية والهندية، أضف إلى ذلك أنه حتى قطر لم تدرج في هويتها البصرية لكأس العالم 2022 أي كلمة باللغة العربية وحتى "هيا" لم تكن داخل الهوية البصرية لمونديال 2022.
وإذا كانت أبرز الصحف الإسبانية والبرتغالية قد وصفت شعار الملف بكونه يمثل صورة حداثية ورمزية، إلا أن المدافعين عن اللغة العربية، ألحوا على ضرورة وجودها أو تدارك ما اعتبروه تقصيرا في حق لغتنا.
 وفي هذا الصدد يوضح الباحث في السياسة الرياضية منصف اليازغي: " ربما البعض وسط زحمة الحديث عن اللغة العربية تناسى أشياء أخرى فيها امتياز داخل الهوية البصرية لكأس العالم 2030 أولها أن عبارة "يلا" التي تعني "هيا بنا" تسبق باموس بالاسبانية، إلى جانب أمر آخر فإن أسماء الدول أسفل الهوية البصرية، المغرب له السبق من حيث الترتيب فهناك "المغرب ثم البرتغال فإسبانيا" الشيء الذي يعني بأن المغرب أعطيت له الأولوية في تلك الهوية وهو أمر ليس بالسهل، فإذا أخذنا بالاعتبار تنظيم كوريا الجنوبية واليابان لكأس العالم 2002 يتوجب أن ندرك أن صراعا كبيرا نشب حول من سيكون اسمه هو الأول، فقد كانت تفضل كوريا الجنوبية أن يتم اعتماد الترتيب الأبجدي الفرنسي والإسباني حتى تكون هي في بداية الشعار في حين كانت ترغب اليابان أن يتم اعتماد الترتيب الانجليزي حتى تكون هي الأولى، وكل ذلك من أجل أن يكون الاسم في بداية الهوية البصرية، لذا  لا يتوجب الوقوف عند حدود أنه لم يتم كتابة كلمة باللغة العربية لأن الأمر له مبرراته لكن لا يتوجب نسيان أشياء كانت فيها الأفضلية للمغرب. في آخر المطاف لابد من الإشارة إلى أن هذا النقاش لن ينسينا أن المغرب سيحتضن سنة 2030 المونديال وهو الأمر الذي كان عصيا على المغرب طيلة 38 سنة تقريبا."