تابعت هذا الفنان منذ بداياته ولاحظت كغيري أنه يحمل هم الوطن، ويعبر ببساطة وعمق عن قضايا مجتمعه. الكوميديا فن راق ولا يدخله ويرسخ مكانته فيه إلا من توفرت لديه المعرفة والموهبة والاجتهاد وكثير من الصبر. الكوميديا الجميلة هي التي تنتزع الضحك من أعماق المتفرج دون تحدث صوتا أو قهقهة. وأظن أن باسو المتواضع بطبيعته، ونشأته في بيئة تغرس الصدق في النفس، راكم العلم والعمل، ورسم لنفسه مسارا تطبعه خفة الروح والإحترام الكبير للإنسان المغربي في كافة مكونات ثقافته. لم يسبق لي أن لاحظت أنه يتهكم على بعض مواطنيه ليضحك البعض الأخر.
باسو يتوج اليوم مرحلة من مسيرته الفنية بمهنية عالية. جميع من أعرفهم وكثير ممن قرأت مقالاتهم يجمعون على القيمة الفنية التي تطبع أعمال باسو من خلال "الكالة". دفعتني الرغبة في المقارنة إلى استحضار بداية الثنائي باز وبزيز في السبعينيات. ووجدت أن باسو وفي مثل هذا الثنائي لقضايا مجتمعه وجرأته قوية مثلهما.
باسو يتوج اليوم مرحلة من مسيرته الفنية بمهنية عالية. جميع من أعرفهم وكثير ممن قرأت مقالاتهم يجمعون على القيمة الفنية التي تطبع أعمال باسو من خلال "الكالة". دفعتني الرغبة في المقارنة إلى استحضار بداية الثنائي باز وبزيز في السبعينيات. ووجدت أن باسو وفي مثل هذا الثنائي لقضايا مجتمعه وجرأته قوية مثلهما.
ولكن الذي يتميز به باسو هو البحث في تفاصيل القضايا وربطها بأسبابها ربطا ينم عن دقة كتابة السيناريو. باسو لا يترك الفراغات في إنتاجاته، وهو ما ينقص الكثيرين ممن يعتبرون أنفسهم ممارسين لفن الكوميديا. الارتجال غير المتحكم فيه يقتل إهتمام ومتابعة الجمهور. باسو قوي حين يكتب ويدقق في إيقاع وقوة تسلسل الأفكار الحاملة لتوصيف واقعي لأمراض تدبير الشأن العام. لا يمكن أن تتابع فن باسو دون أن تضع الأسماء الحقيقية للشخوص الواردة على لسانه. تدبير العقار العمومي ومناورات المنتخبين في مجال التعمير وتصعيد غير الاكفاء للمؤسسات ومراكمة الثروات عبر المنصب، كلها مظاهر يشهد على كثافة حضورها في حياتنا القاصي والداني.
شكرا باسو لأنك فتحت باب الأمل في إمكانية خلق كوميديا راقية و واقعية ومحبوكة بمهنية كبيرة. شكرا لأنك قمت بتعرية واقع الكوميديا و واقع تدبير مؤسساتنا المنتخبة وغيرها. شكرا لأنك لا تصدر أحكاما ضد أحد ولا توجه التهم ولا تهين مؤسسة. هذا هو الفن المسؤول الذي لا يلعب دور التفريغ وتنفيس الضغوط، ولكن يضع الأصبع على مكامن الداء بوعي. أمثالك ينتظر منهم الكثير في وطن تسلل إلى مؤسساته من لا يعرفون قيم الصالح العام والنزاهة والاستقامة.
شكرا باسو لأنك فتحت باب الأمل في إمكانية خلق كوميديا راقية و واقعية ومحبوكة بمهنية كبيرة. شكرا لأنك قمت بتعرية واقع الكوميديا و واقع تدبير مؤسساتنا المنتخبة وغيرها. شكرا لأنك لا تصدر أحكاما ضد أحد ولا توجه التهم ولا تهين مؤسسة. هذا هو الفن المسؤول الذي لا يلعب دور التفريغ وتنفيس الضغوط، ولكن يضع الأصبع على مكامن الداء بوعي. أمثالك ينتظر منهم الكثير في وطن تسلل إلى مؤسساته من لا يعرفون قيم الصالح العام والنزاهة والاستقامة.