الدرس الحسني الافتتاحي الذي ألقاه أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أمام جلالة الملك حول "تجديد الدين في نظام إمارة المؤمنين "يكتسي أهمية بالغة، خاصة إذا علمنا ان اختيار أول درس يكون دائما مواكبا لكل المستجدات السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية.
إِنْ على المستوى الوطني أو الإقليمي أو الدولي.كما انه يهدف دائماً إلى إرشاد الرأي العام وتنويره وتوجيهه .
وهكذا تناول الوزير درسه في ثلاثة محاور رئيسية: خص الأول لتجديد الدين كما طرح عند المسلمين وغيرهم ،اما الثاني فلمس فيه التجديد في نظام إمارة المؤمنين، بينما الثالت وهو الأكثر راهنية في تقديري ،تناول فيه "آفاق التجديد الديني على مستوى الأمة " لأنه يوجّه رسائل واضحة وغير مشفرة. أهمها دعوة الوزير للعلماء -وهو العارف بخبايا الأمور وتشعباتها -وفي حضرة الملك إلى النزول إلى الميدان لتعليم المواطن ان التدين مسؤولية ومحاسبة للنفس وخدمة للصالح العام
وبذلك تكون هذه الدعوة ليست توجيها نظريا صرفا ،بل ضرورة اجرائية مستعجلة ،للتصدي للواقع الذي ينفلت بين أصابعنا فكلنا نتذكر الخطاب الملكي لـ 2003 سنة الأحداث الارهابية لـ 16 ماي بالدار البيضاء، حيث دعا جلالة الملك إلى اعادة النظر في منظومة الشأن الديني ببلادنا وعلى ضوئه تمت صياغة استراتيجية متكاملة في هذا المجال كان أحد أركانها مراجعة منظومة التكوين والتأطير وتوفير الاطر الدينية الكافية ،فتم القيام بعدة مبادرات على مستوى المؤسسات القائمة كدار الحديث الحسنية وجامع القرويين أوإحداث مؤسسات أخرى جديدة، كمعهد محمد السادس لتكوين الائمة المرشدين مع ما صاحب ذالك من تحديث للمجلس العلمي الأعلى بمراجعة اختصاصاته مع توسيع شبكته وطنيا. اضافة إلى اعادة تنشيط الرابطة المحمدية للعلماء وإطلاق قناة محمد السادس للقرآن الكريم …إلخ .
الآن بعد مرور عشرين سنة على الخطاب الملكي والمجهود المتميز الذي ثم القيام به في الشأن الديني فقد آن الأوان لكل هذه الاطر التي تم تكوينها على الإسلام الوسطي الذي قوامه العقيدة الأشعرية والمذهب المالكيّ والتصوف على الطريقة الجنيدية أن تضاعف من مجهودها وتطوير وسائل عملها بالنزول إلى الملعب حيث يجري التدافع المجتمعي عوض الاعتكاف بالمساجد فقط وفي احسن الأحوال الحضور في المأتم والمقابر .
إن غياب اللاعبين المهنيين من الميدان الواقعي احيناًوالافتراضي مطلقا، فسح المجال لأشباه الفقهاء والجهلة والمتطفلين والمتطرفين الاستحواذ على الفضاء العمومي والخاص والافتراضي ليروجوا خطاب الكراهية والانغلاق والتزمت فيكفروا هؤلاء ويزندقون أولئك ويصدرون فتاوى داعشية بعيدة كل البعد عن المغاربة وإسلامهم الوسطي .مع العلم ان متابعيهم ومورديهم يعدون بالملايين خاصة من الشباب.
فكم هم رواد المساجد ؟وكم هم متابعوا الفضاء الأزرق؟ .بل هؤلاء "الأمراء الافتراضيين " يحلون ضيوفا كبار على المعاهد الجامعية العليا ويستقبلون استقبالا لم يخصص سابقا لا لعلال الفاسي ولا لعبدالله كنون ولا لمحمد عابد الجابري ولا لعبد الله العروي .
إن عشرين سنة من إصلاح الشأن الديني تقتضي وقفة لتمحيصها باعتبارها رؤية عمومية للشأن الديني حددت أهدافا استراتيجية وأخرى انية كما أنها بدون شك رسمت مؤشرات دقيقة لحسن إنزالها ومتابعة تنفيذها.
ولعل من حسنات الدروس الحسنية التي اطلقها المغفورله الحسن الثاني منذ 61 سنة كانت كل مرة تثير نقاشا يكون حادا احيانا بين المهتمين وما لايعرفه العموم هو انه بعد كل درس يفتح نقاش في اليوم الموالي مع صاحب الدرس من طرف العلماء الذين حضروه .بل في مرات عديدة وعلى المباشر ناقش المرحوم الحسن الثاني المحاضر في حينه حتى ان الحديث الشريف الذي أسّس عليه الوزير أحمد توفيق محاضرته (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها)كان يوسف القرضاوي قد استشهد به سنة 1983 في درسه امام الملك حين فاجأه الحسن الثاني ان هذه ليست القراءة الوحيدة لهذا الحديث وان المشهور على الأسن (…من يجدد لها امر دينها)
وللتذكير فقط فان الدروس الحسنية عند احيائها سنة 1963 كان العالم مقسم إلى كتلة شرقية يقودها الاتحاد السوفياتي وأخرى غربية تتزعمها امريكا وفي العالم العربي كانت الناصرية في أوجها ومناهضة للملكيات العربية كما ان دول العالم الثاث كانت حديثة الاستقلال وبالتالي كان المد الشيوعي قويا باعتباره رمزا لمناهضة الظلم والاستعباد انذاك في هذه الأجواء قام المرحوم الحسن التاني بالعديد من المبادرات للحد من الفكر اليساري الماركسي والشيوعي والناصري باعتباره فكر إلحادي وجب تحصين المجتمع المغربي منه.فتم حينها ادخال إمارة المؤمنين في دستور 1962 وإطلاق الدروس الحسنية سنة 1963 يدعى اليه العلماء المسلمين من جميع الاتجاهات بل كان مرشدو الإخوان المسلمين من الاوائل الذين القوا الدروس الحسنية كمرشد الإخوان بسوريا عبد الفتاح أبو غدة، ومرشد الإخوان في العراق محمود الصواف .كما التيار الشيعي كان بدوره حاضرا في الدروس الحسنية أما لمتابعتها او لاعتلاء منبر الدرس حتى.كما هو الحال فيي سنة 1978 بالنسبة لأشهر أئمة الشيعة الزعيم السياسي والديني موسى الصدر الذي كان وراء إنشاء “المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى” سنة 1967، وهو بمثابة المرجعية الرسمية لدى الطائفة الشيعية في لبنان، إلى جانب وقوفه وراء تأسيس حركة “أمل”، ثاني تكتل شيعي بعد حزب الله .
الآن وبعد ان فُكِكَ الاتحاد السوفياتي ،وسقط حائط برلين، وأصبحت مرحلة الناصرية مجرد قوس واغلق، والعالم اليوم تحت قيادة احادية ،وظهرت القاعدة وداعش وغيرهما كثير.
وفي الوقت الذي تطورت فيه الدروس الحسنية بدورها، وأصبحت تواجه فكر الإسلام السياسي الجهادي، المتطرف الذي يهدد كيان الأمة وهويتها، نجد بعض علمائنا سامحهم الله، يخطئون المعركة ولا زالوا يتعقبون من يختلفون معهم من المسلمين حول زواج القاصرات وولاية المرأة وحدود التعصيب ..عوض النزول إلى الميدان
مع أنهم اكثرنا علما ان الفرق شاسع بين معركة الوجود واختلاف الحدود.
إِنْ على المستوى الوطني أو الإقليمي أو الدولي.كما انه يهدف دائماً إلى إرشاد الرأي العام وتنويره وتوجيهه .
وهكذا تناول الوزير درسه في ثلاثة محاور رئيسية: خص الأول لتجديد الدين كما طرح عند المسلمين وغيرهم ،اما الثاني فلمس فيه التجديد في نظام إمارة المؤمنين، بينما الثالت وهو الأكثر راهنية في تقديري ،تناول فيه "آفاق التجديد الديني على مستوى الأمة " لأنه يوجّه رسائل واضحة وغير مشفرة. أهمها دعوة الوزير للعلماء -وهو العارف بخبايا الأمور وتشعباتها -وفي حضرة الملك إلى النزول إلى الميدان لتعليم المواطن ان التدين مسؤولية ومحاسبة للنفس وخدمة للصالح العام
وبذلك تكون هذه الدعوة ليست توجيها نظريا صرفا ،بل ضرورة اجرائية مستعجلة ،للتصدي للواقع الذي ينفلت بين أصابعنا فكلنا نتذكر الخطاب الملكي لـ 2003 سنة الأحداث الارهابية لـ 16 ماي بالدار البيضاء، حيث دعا جلالة الملك إلى اعادة النظر في منظومة الشأن الديني ببلادنا وعلى ضوئه تمت صياغة استراتيجية متكاملة في هذا المجال كان أحد أركانها مراجعة منظومة التكوين والتأطير وتوفير الاطر الدينية الكافية ،فتم القيام بعدة مبادرات على مستوى المؤسسات القائمة كدار الحديث الحسنية وجامع القرويين أوإحداث مؤسسات أخرى جديدة، كمعهد محمد السادس لتكوين الائمة المرشدين مع ما صاحب ذالك من تحديث للمجلس العلمي الأعلى بمراجعة اختصاصاته مع توسيع شبكته وطنيا. اضافة إلى اعادة تنشيط الرابطة المحمدية للعلماء وإطلاق قناة محمد السادس للقرآن الكريم …إلخ .
الآن بعد مرور عشرين سنة على الخطاب الملكي والمجهود المتميز الذي ثم القيام به في الشأن الديني فقد آن الأوان لكل هذه الاطر التي تم تكوينها على الإسلام الوسطي الذي قوامه العقيدة الأشعرية والمذهب المالكيّ والتصوف على الطريقة الجنيدية أن تضاعف من مجهودها وتطوير وسائل عملها بالنزول إلى الملعب حيث يجري التدافع المجتمعي عوض الاعتكاف بالمساجد فقط وفي احسن الأحوال الحضور في المأتم والمقابر .
إن غياب اللاعبين المهنيين من الميدان الواقعي احيناًوالافتراضي مطلقا، فسح المجال لأشباه الفقهاء والجهلة والمتطفلين والمتطرفين الاستحواذ على الفضاء العمومي والخاص والافتراضي ليروجوا خطاب الكراهية والانغلاق والتزمت فيكفروا هؤلاء ويزندقون أولئك ويصدرون فتاوى داعشية بعيدة كل البعد عن المغاربة وإسلامهم الوسطي .مع العلم ان متابعيهم ومورديهم يعدون بالملايين خاصة من الشباب.
فكم هم رواد المساجد ؟وكم هم متابعوا الفضاء الأزرق؟ .بل هؤلاء "الأمراء الافتراضيين " يحلون ضيوفا كبار على المعاهد الجامعية العليا ويستقبلون استقبالا لم يخصص سابقا لا لعلال الفاسي ولا لعبدالله كنون ولا لمحمد عابد الجابري ولا لعبد الله العروي .
إن عشرين سنة من إصلاح الشأن الديني تقتضي وقفة لتمحيصها باعتبارها رؤية عمومية للشأن الديني حددت أهدافا استراتيجية وأخرى انية كما أنها بدون شك رسمت مؤشرات دقيقة لحسن إنزالها ومتابعة تنفيذها.
ولعل من حسنات الدروس الحسنية التي اطلقها المغفورله الحسن الثاني منذ 61 سنة كانت كل مرة تثير نقاشا يكون حادا احيانا بين المهتمين وما لايعرفه العموم هو انه بعد كل درس يفتح نقاش في اليوم الموالي مع صاحب الدرس من طرف العلماء الذين حضروه .بل في مرات عديدة وعلى المباشر ناقش المرحوم الحسن الثاني المحاضر في حينه حتى ان الحديث الشريف الذي أسّس عليه الوزير أحمد توفيق محاضرته (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها)كان يوسف القرضاوي قد استشهد به سنة 1983 في درسه امام الملك حين فاجأه الحسن الثاني ان هذه ليست القراءة الوحيدة لهذا الحديث وان المشهور على الأسن (…من يجدد لها امر دينها)
وللتذكير فقط فان الدروس الحسنية عند احيائها سنة 1963 كان العالم مقسم إلى كتلة شرقية يقودها الاتحاد السوفياتي وأخرى غربية تتزعمها امريكا وفي العالم العربي كانت الناصرية في أوجها ومناهضة للملكيات العربية كما ان دول العالم الثاث كانت حديثة الاستقلال وبالتالي كان المد الشيوعي قويا باعتباره رمزا لمناهضة الظلم والاستعباد انذاك في هذه الأجواء قام المرحوم الحسن التاني بالعديد من المبادرات للحد من الفكر اليساري الماركسي والشيوعي والناصري باعتباره فكر إلحادي وجب تحصين المجتمع المغربي منه.فتم حينها ادخال إمارة المؤمنين في دستور 1962 وإطلاق الدروس الحسنية سنة 1963 يدعى اليه العلماء المسلمين من جميع الاتجاهات بل كان مرشدو الإخوان المسلمين من الاوائل الذين القوا الدروس الحسنية كمرشد الإخوان بسوريا عبد الفتاح أبو غدة، ومرشد الإخوان في العراق محمود الصواف .كما التيار الشيعي كان بدوره حاضرا في الدروس الحسنية أما لمتابعتها او لاعتلاء منبر الدرس حتى.كما هو الحال فيي سنة 1978 بالنسبة لأشهر أئمة الشيعة الزعيم السياسي والديني موسى الصدر الذي كان وراء إنشاء “المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى” سنة 1967، وهو بمثابة المرجعية الرسمية لدى الطائفة الشيعية في لبنان، إلى جانب وقوفه وراء تأسيس حركة “أمل”، ثاني تكتل شيعي بعد حزب الله .
الآن وبعد ان فُكِكَ الاتحاد السوفياتي ،وسقط حائط برلين، وأصبحت مرحلة الناصرية مجرد قوس واغلق، والعالم اليوم تحت قيادة احادية ،وظهرت القاعدة وداعش وغيرهما كثير.
وفي الوقت الذي تطورت فيه الدروس الحسنية بدورها، وأصبحت تواجه فكر الإسلام السياسي الجهادي، المتطرف الذي يهدد كيان الأمة وهويتها، نجد بعض علمائنا سامحهم الله، يخطئون المعركة ولا زالوا يتعقبون من يختلفون معهم من المسلمين حول زواج القاصرات وولاية المرأة وحدود التعصيب ..عوض النزول إلى الميدان
مع أنهم اكثرنا علما ان الفرق شاسع بين معركة الوجود واختلاف الحدود.