الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

فؤاد زويريق: ما هي نسبة رضا الجمهور المغربي على برامج التلفزيون؟

فؤاد زويريق: ما هي نسبة رضا الجمهور المغربي على برامج التلفزيون؟ فؤاد زويريق
بالنسبة لنسب المشاهدة التي يتباهى ويقرفنا بها بعض منتجي ومخرجي الدراما في بلادنا بل ويتنافسون من أجلها، سأوضح شيئا مهما لأن هناك قطعة من البازل غائبة أو غيِّبت عن قصد:
إذا اطلعتم على بيان الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري المعروفة اختصارا ب ''الهاكا'' الذي أصدرته بتاريخ 04 يونيو 2020 رداًّ على شكايات المواطنين بخصوص البرامج والإنتاجات الرمضانية وخصوصا السيتكومات (وهو موجود على موقعها الرسمي) ستجدون فيه هذه العبارة (... شدد المجلس الأعلى على أهمية وضرورة التفعيل المناسب والأمثل للآليات الداخلية المنصوص عليها في دفاتر تحملات متعهدي الاتصال السمعي البصري، خصوصا العموميين، المرصودة لدعم التفاعل مع الجمهور واستطلاع انتظاراته وتقوية الإنصات لتطلعاته إزاء العرض السمعي البصري... ) أرجو أن تضعوا خطا عريضا على عبارته الأخيرة هذه (استطلاع انتظاراته وتقوية الإنصات لتطلعاته).
 عدت إلى دفتر التحملات الذي أشار إليه بيان "الهاكا" والمنشور في الجريدة الرسمية بتاريخ (22 أكتوبر 2012) فوجدت العبارة مدونة فعلا في المادة 13 المعنونة ب(قياس نسبة المشاهدة والإستماع)، جاء فيها (...إضافة الى قياس الكمي للمشاهدة والاستماع، خصوصا من حيث عدد الأشخاص الذين يشاهدون قنوات الشركة ويستمعون إلى اذاعتها ومدة المشاهدة والإستماع، تسعى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة إلى استطلاع رأي وانتظارات وتطلعات الجمهور، أخذا بعين الاعتبار الفئات المستهدفة من طرف كل قناة وإذاعة حسب الوظائف المنوطة بها. إذ تصدر لهذا الغرض بارومترات نوعية منتظمة لقياس العناصر التالية بالنسبة لكل فئة ملائمة: - رضا الجمهور، خصوصا المستهدف من طرف القناة أو الإذاعة...) ما يهمنا من هذه المادة أنها لم تكتفِ فقط بالقياس الكمي أي عدد المشاهدين، بل أضافت قياسات أخرى أهم وهي استطلاع رأي وانتظارات وتطلعات الجمهور، يعني أن رضا الجمهور عن الأعمال والبرامج التلفزية يتوازى وعدد المشاهدات، بل قد يعتبر الأهم في دفتر التحملات، لكن ما نشاهده هو أن القنوات التلفزية المغربية لا تصرح سوى بنسب المشاهدة في غياب تام لنسب رضا الجمهور، واستطلاع رأيه وانتظاراته، فالأرقام التي تصرح بها قنواتنا دائما وتتباهى وتتاجر بها لا تعبر بالضرورة عن رضا المشاهدين، ففي أغلب الأوقات يشاهد المغاربة مرغمين الأعمال الرمضانية التي تعرض عليهم دون اختيار منهم وخصوصا في وقت الإفطار، وأغلبهم لا يهاجر الى قنوات أخرى لأنه بحاجة الى شاشة تتكلم باسمه وبلغته وتشاركه إفطاره، لكن هذا لا يعني أن المغاربة راضون عما يشاهدون، وهنا يأتي دور الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، فهي ملزمة حقيقة على الوقوف على مثل هذه التفاصيل وإجبار القنوات على قياس نسب رضا الجمهور واستطلاع آرائه بكل حياد لاتخاذ اللازم، لكن للأسف هذا لا يحدث، كما لا تحدث محاسبة المسؤولين على هذا القطاع إعلاميا وأمام البرلمان أيضا، محاسبة جادة ومسؤولة ، ومادام الأمر كذلك فالأمور لن تتغير أبدا.