الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

 الصادق العثماني: رمضان أجمل فرصة لنزع الغل والبغض والأحقاد من النفوس

 الصادق العثماني: رمضان أجمل فرصة لنزع الغل والبغض والأحقاد من النفوس  الصادق العثماني
من يظن بأن شهر رمضان هو للصوم عن الطعام والشراب والجماع، فهو لم يعرف حقيقة هذه الشهر الفضيل ولم يتذوق رياحينه وروحانيته؛ فرمضان في الحقيقة هو مصلح اجتماعي كبير..
وعندما نقول هذا، فهو فعلا كذلك، بحيث يحاول ما استطاع أن يغرس فينا قيم الحب والصفح والعفو،والتسامح ويحاول دائما أن يغرس فينا هذه القيم وألا يبقى في صدورنا أي غلٍ أو حقد على أحد، وهذا الأمر يحقق الراحة النفسية للمتسامح ولطالب العفو، وللمتحابين في جلاله، كما يعلي من قيمته الإجتماعية أمام الآخرين. لأن الإسلام جاء ليقيم أركان المجتمع الإنساني على مكارم الأخلاق والصفات النبيلة التي منها الصفح،والعفو عن الإساءة والأذى، وأن يضع بدل الإساءة إحساناً ومكان الغضب عفواً وحلماً، فالمسلم في هذا الشهر يجب أن يعفو ويبدأ هو بالتسامح ليتحلى بأخلاق كريمة يتزود بها طوال العام. قال تعالى : "وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ" .
فشهر رمضان هو المدرسة الأولى والنواة الحقيقية لغرس قيم التعارف والتسامح والمحبة والعفو، تأتي الأسرة كذلك خصوصاً الأبوين، اللذين تخرجا من هذه المدرسة لتربية أولادهما على هذه الخصال الحميدة، وأن يتسامحوا مع أصدقائهم وجيرانهم، والمدرسة أيضاً لها دور كبير جداً؛ حيث يقضي الشباب سنوات طويلة من حياتهم فيها، إضافة إلى الإعلام لما له من دور كبير في المجتمع،فرمضان يأتي لزيارتنا كل عام؛ لكي يقف الإنسان مع نفسه وعيوبه وأمراضه النفسية والإجتماعية وقفات جادة وسط صخب وملهيات الحياة وشهواتها..
فرمضان أجمل فرصة لنزع الغل والبغض والأحقاد من النفوس وفتح صفحة جديدة، والتخلص من الشوائب في القلوب؛ لهذا ينبغي أن يستقبل الصائم شهر رمضان المبارك بالصفح والتسامح مع التغاضي عن المعايب وطي صفحة الماضي وترك التشفي قال سبحانه وتعالى: "وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ".  
 
الصادق العثماني- البرازيل