الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

محمد عزيز الوكيلي: انفصاليو الريف المغربي.. قنبلة موقوتة ستنسف أيدي صانعيها بكل تأكيد!!

محمد عزيز الوكيلي: انفصاليو الريف المغربي.. قنبلة موقوتة ستنسف أيدي صانعيها بكل تأكيد!! محمد عزيز الوكيلي
"عش‭ ‬نهار‭ ‬تسمع‭ ‬خبار"‭...‬
هذا‭ ‬هو‭ ‬دأبنا‭ ‬مع‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأغبياء،‭ ‬الذين‭ ‬يحكمون‭ ‬بلداً‭ ‬اسمه‭ ‬الجزائر‭... ‬لكن‭ ‬هؤلاء‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬يطردون‭ ‬ملل‭ ‬الاستقرار‭ ‬ورتابته‭ ‬بهذه‭ ‬الجهة‭ ‬من‭ ‬الكوكب‭ ‬الأرضي،‭ ‬لأنهم‭ ‬بين‭ ‬اليوم‭ ‬والآخر‭ ‬يطلعون‭ ‬عليها‭ ‬بتقليعات‭ ‬جديدة‭ ‬تثير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬السخرية‭ ‬والضحك‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬الخريطة‭ ‬السياسية‭ ‬العربية‭ ‬والجهوية‭ ‬والعالمية!!.
 
أمام‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة،‭ ‬الجزائرية‭ ‬بامتياز،‭ ‬يمكن‭ ‬للمرء‭ ‬أن‭ ‬يتفهّم‭ ‬كيف‭ ‬يدعو‭ ‬بعض‭ ‬مؤثرينا‭ ‬الظرفاء‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بأصدق‭ ‬الدعاء،‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬التفكّه،‭ ‬بالصحة‭ ‬والعافية‭ ‬وطول‭ ‬العمر،‭ ‬الفيزيقي‭ ‬والوظيفي،‭ ‬ليبقى‭ ‬أناسٌ‭ ‬مثل‭ ‬تبون‭ ‬وشنقريحة‭ ‬أحياءً‭ ‬وممارسين‭ ‬للسلطة‭ ‬هناك،‭ ‬حتى‭ ‬يستمروا‭ ‬في‭ ‬إتحافنا‭ ‬وطرد‭ ‬الملل‭ ‬والضجر‭ ‬عن‭ ‬مجالسنا،‭ ‬نحن‭ ‬المتندرون‭ ‬على‭ ‬أحوال‭ ‬ذلك‭ ‬الجار،‭ ‬المسكين‭ ‬بكل‭ ‬دلالات‭ ‬المَسكَنَة!!!.

ولِمَ‭ ‬لا؟‭ ‬ما‭ ‬داموا‭ ‬يعجزون‭ ‬عن‭ ‬الإتيان‭ ‬بأي‭ ‬تجديد‭ ‬أو‭ ‬تطوير‭ ‬أو‭ ‬تحسين‭ ‬لأحوالهم‭ ‬السوء،‭ ‬التي‭ ‬ستظل‭ ‬أسئلة‭ ‬العالم‭ ‬مطروحة‭ ‬بصددها‭ ‬مادام‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬المريض‭ ‬والكسيح‭ ‬جاثماً‭ ‬على‭ ‬صدور‭ ‬شعب‭ ‬جزائري‭ ‬يفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الرجولة‭ ‬والرجال،‭ ‬وإلاّ‭ ‬لكان‭ ‬قد‭ ‬استرجع‭ ‬قصب‭ ‬المبادرة‭ ‬وصار‭ ‬«فاعلاً»‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬البقاء‭ ‬«مفعولا‭ ‬به»،‭ ‬ولكان‭ ‬خرج‭ ‬إلى‭ ‬الشارع‭ ‬خرجة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬شدة‭ ‬وضراوة‭ ‬عن‭ ‬الخرجة‭ ‬التونسية‭ ‬التي‭ ‬أعقبت‭ ‬مجرد‭ ‬صفعة‭ ‬تلقاها‭ ‬مواطن‭ ‬تونسي‭ ‬بسيط؛‭ ‬أو‭ ‬الخرجة‭ ‬المصرية‭ ‬التي‭ ‬أطاحت‭ ‬بنظام‭ ‬حسني‭ ‬مبارك‭... ‬فأين‭ ‬هم‭ ‬رجال‭ ‬الجزائر،‭ ‬بلد‭ ‬«الملايين»‭ ‬من‭ ‬الشهداء‭ ‬الذين‭ ‬يبدو‭ ‬من‭ ‬تصريحات‭ ‬حكامهم‭ ‬أنهم‭ ‬يتناسلون‭ ‬في‭ ‬قبورهم‭ ‬بهمةٍ‭ ‬عالية‭ ‬حتى‭ ‬فاق‭ ‬عددهم‭ ‬الآن‭ ‬ستة‭ ‬ملايين‭ ‬نفر‭ ‬حسب‭ ‬هَلْوَسات‭ ‬الرئيس‭ ‬تبون‭ ‬التي‭ ‬يعبر‭ ‬عنها‭ ‬بعظمة‭ ‬لسانه؟!!.

يالها‭ ‬من‭ ‬سخرية‭ ‬قياسية،‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أحياء‭ ‬الجزائر‭ ‬خانعين‭ ‬مستسلمين‭ ‬وعقيمي‭ ‬الفكر‭ ‬والفعل،‭ ‬ويكون‭ ‬موتاها‭ ‬هم‭ ‬وحدهم‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬التناسل‭ ‬والتكاثر‭ ‬والإعمار،‭ ‬وعلى‭ ‬اختراق‭ ‬إحصائيات‭ ‬الشهداء‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬خطاب‭ ‬رسمي‭ ‬وآخر‭... ‬قمة‭ ‬في‭ ‬الغباء‭ ‬والعجائبية!!!.
 
آخر‭ ‬تقليعة‭ ‬خرج‭ ‬بها‭ ‬إلينا‭ ‬بهلوانات‭ ‬الجزائر،‭ ‬إقدامهم‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬على‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬بلجيكا‭ ‬لتأسيس‭ ‬حزب‭ ‬ريفي‭ ‬اختاروا‭ ‬له‭ ‬اسما‭ ‬لا‭ ‬يتداوله‭ ‬ريفيو‭ ‬وريفيات‭ ‬المغرب‭ ‬الأقحاح،‭ ‬وخصصوا‭ ‬له‭ ‬كالعادة‭ ‬أرصدة‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬يتعيّش‭ ‬منها‭ ‬أعضاؤه‭ ‬ويقتاتون،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬عددهم‭ ‬عشرين‭ ‬أو‭ ‬ثلاثين‭ ‬نفراً‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬أحوالهم،‭ ‬ثم‭ ‬العودة‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬الجزائر‭ ‬ليصنعوا‭ ‬لهم‭ ‬علما‭ ‬سداسي‭ ‬النجمة‭ ‬(!!!)‭ ‬ونشيداً‭ ‬ريفيا‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬هُراءً‭ ‬عن‭ ‬النشيد‭ ‬الوطني‭ ‬الجزائري‭ ‬المسروقة‭ ‬كلماتُه‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬عبد‭ ‬الناصر،‭ ‬والموضوعة‭ ‬موسيقاه‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬ديغول،‭ ‬وسلّموا‭ ‬لهم‭ ‬مفاتيح‭ ‬فيلا‭ ‬فخمة،‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬فخم،‭ ‬هو‭ ‬حي‭ ‬البِيار،‭ ‬ثم‭ ‬جلسوا‭ ‬معهم‭ ‬للتخطيط‭ ‬للخطوات‭ ‬الموالية،‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تعدم‭ ‬أن‭ ‬تصيبنا‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬بموجات‭ ‬ضحك‭ ‬هستيري،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬رفعهم‭ ‬الغطاء‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬سيأتي،‭ ‬بقولهم‭ ‬إن‭ ‬صناديد‭ ‬الريف‭ ‬المفربي‭ ‬هؤلاء‭ ‬توسّلوا‭ ‬إليهم‭ ‬بجعل‭ ‬الخير‭ ‬خيرَيْن،‭ ‬والترخيص‭ ‬لهم‭ ‬بالاستفادة‭ ‬من‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬الأسلحة‭ ‬النارية‭ ‬وعلى‭ ‬فبركة‭ ‬المتفجرات،‭ ‬حتى‭ ‬قيل‭ ‬إنهم‭ ‬وجهوا‭ ‬طلبا‭ ‬رسميا‭ ‬بذلك‭ ‬إلى‭ ‬"الرحّالة‭ ‬العالمي"‭ ‬ابن‭ ‬بطوش،‭ ‬وكأنّ‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬وشرذمته‭ ‬حققوا‭ ‬بتسلّحهم‭ ‬وتداريبهم‭ ‬أيَّ‭ ‬منفعة‭ ‬لقضيتهم‭ ‬الخاسرة،‭ ‬لكي‭ ‬يتسنى‭ ‬لهم‭ ‬أن‭ ‬يشرفوا‭ ‬على‭ ‬تداريب‭ ‬أنفار‭ ‬آخرين‭... ‬ وهل‭ ‬في‭ ‬وسع‭ ‬ريافة‭ ‬الجزائر،‭ ‬المفبرَكين‭ ‬محلّياً‭ ‬هناك،‭ ‬ان‭ ‬يُحققوا‭ ‬شيئا‭ ‬أنفع‭ ‬مما‭ ‬حققه‭ ‬مدرّبو‭ ‬المستقبل‭ ‬البطّوشيون؟!.
 
أعتقد‭ ‬أن‭ ‬العَتَهَ‭ ‬الجزائريَّ‭ ‬قد‭ ‬بلغ‭ ‬مداه‭ ‬وأقصاه‭ ‬بهذه‭ ‬الفعلة‭ ‬المضحكة/المبكية،‭ ‬لأنها‭ ‬زادت‭ ‬في‭ ‬تعرية‭ ‬ذلك‭ ‬النظام‭ ‬الفاسد‭ ‬أمام‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬والعالم‭ ‬كافة،‭ ‬وجعلت‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬يتيقّن‭ ‬من‭ ‬كون‭ ‬مقولة‭ ‬"تقرير‭ ‬مصير‭ ‬الشعب‭ ‬الصحراوي"‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬ذريعة‭ ‬واهية‭ ‬يتدارى‭ ‬وراءها‭ ‬حكام‭ ‬الموراديا‭ ‬البالغين‭ ‬أقصى‭ ‬درجات‭ ‬الجبن‭ ‬والخِسّة،‭ ‬وأن‭ ‬حقيقة‭ ‬أمرهم‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يطيقون‭ ‬مشاهدة‭ ‬مغرب،‭ ‬على‭ ‬مرمى‭ ‬حجر‭ ‬منهم،‭ ‬يصعد‭ ‬ويتسامى‭ ‬بسياسته‭ ‬ودبلوماسيته‭ ‬واقتصاده‭ ‬واجتماعه‭ ‬إلى‭ ‬الأعلى‭ ‬لمساقرة‭ ‬الكبار،‭ ‬ويربأ‭ ‬بنفسه‭ ‬ورجالاته‭ ‬وشبابه‭ ‬المتجدد‭ ‬أن‭ ‬يعيرهم،‭ ‬هم‭ ‬الصغار،‭ ‬أدنى‭ ‬التِفات‭ ‬أو‭ ‬يَرُدّ‭ ‬على‭ ‬حماقاتهم‭ ‬قيد‭ ‬شعرة‭... ‬ومصيبتهم‭ ‬أنهم،‭ ‬في‭ ‬غمرة‭ ‬فعلهم‭ ‬هذا،‭ ‬لا‭ ‬ينتبهون‭ ‬إلى‭ ‬أنهم‭ ‬يجثمون‭ ‬على‭ ‬صدور‭ ‬شعب‭ ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬شبهاً‭ ‬بالمواطنين‭ ‬المغاربة‭ ‬الريفيين،‭ ‬وهو‭ ‬شعب‭ ‬القبائل،‭ ‬مع‭ ‬فارق‭ ‬جوهري‭ ‬بين‭ ‬الشعبَيْن:‭ ‬ففيما‭ ‬يعيش‭ ‬ريفيات‭ ‬وريفيو‭ ‬المغرب‭ ‬حياتهم‭ ‬في‭ ‬سلام‭ ‬وأمن‭ ‬وطمأنينة‭ ‬مساهمين‭ ‬بنصيب‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬وطنهم،‭ ‬يوجد‭ ‬"ريافة‭ ‬قبائل"‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬لا‭ ‬يُحسدون‭ ‬عليه،‭ ‬بين‭ ‬القمع‭ ‬والاعتقال‭ ‬التعسفي،‭ ‬والقتل‭ ‬العمد،‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬معربدي‭ ‬مخابرات‭ ‬عبلة،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأواخر‭ ‬ينصبون‭ ‬لهم‭ ‬محارق‭ ‬غابوية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تشتيت‭ ‬شملهم‭ ‬وإجبارهم‭ ‬على‭ ‬مغادرة‭ ‬منطقة‭ ‬القبايل‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يبقى‭ ‬فيها‭ ‬أي‭ ‬حالمٍ‭ ‬بالتحرر،‭ ‬وبالاستقلال‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬النظام‭ ‬الوضيع!!!.
 
بالمناسبة،‭ ‬ماذا‭ ‬سيحصل‭ ‬لو‭ ‬قرر‭ ‬المغرب،‭ ‬أقصد‭ ‬الدولة،‭ ‬أن‭ ‬يعاملهم‭ ‬بالمِثل،‭ ‬فيعمِد‭ ‬إلى‭ ‬استضافة‭ ‬رئيس‭ ‬جمهورية‭ ‬القبائل‭ ‬وحكومته‭ ‬المؤقتة،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬بالأمس‭ ‬القريب‭ ‬يستضيف‭ ‬ويحتضن‭ ‬حكومة‭ ‬فرحات‭ ‬عباس‭ ‬المؤقتة‭ ‬ويقودها‭ ‬بكل‭ ‬دلالات‭ ‬الكلمة،‭ ‬بالعون‭ ‬والسنَد‭ ‬غيرِ‭ ‬المشروطَيْن‭ ‬إلى‭ ‬النصر،‭ ‬وإلى‭ ‬أين‭ ‬يمكن‭ ‬لهذا‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إذا‭ ‬زاد‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬الخير‭ ‬خيرَيْن؛‭ ‬فسلّح‭ ‬أهل‭ ‬القبائل‭ ‬المنفيين‭ ‬بعد‭ ‬نقلهم‭ ‬من‭ ‬منفاهم‭ ‬الباريسي‭ ‬والأوروبي‭ ‬والكندي‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬تكون‭ ‬قاب‭ ‬قوسين‭ ‬أو‭ ‬أدنى‭ ‬من‭ ‬حدودنا‭ ‬الشمالية‭ ‬مع‭ ‬الجزائر،‭ ‬ومدّهم‭ ‬بالمال‭ ‬والرجال،‭ ‬ثم‭ ‬دَرّبَهم‭ ‬أحسن‭ ‬تدريب‭ ‬على‭ ‬أيدى‭ ‬عناصر‭ ‬الكتائب‭ ‬الخاصة‭ ‬بالقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية،‭ ‬التي‭ ‬يسجل‭ ‬التاريخ‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬صَوْلاتٍ‭ ‬وجَوْلاتٍ‭ ‬على‭ ‬أصعدة‭ ‬عربية‭ ‬وإفريقية‭ ‬ودولية‭ ‬تستأثر‭ ‬فيها‭ ‬تلك‭ ‬الكتائب‭ ‬بأسمى‭ ‬المراتب‭ ‬وأرقى‭ ‬الثناءات؟!.
 
دعونا‭ ‬نترك‭ ‬الدولة‭ ‬جانباً،‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬المعروف‭ ‬عالمياً‭ ‬بحِكمته‭ ‬المتأصِّلة‭ ‬والمتجدِّرة،‭ ‬يُفضّل‭ ‬استبعاد‭ ‬شبح‭ ‬أيِّ‭ ‬تورطٍ‭ ‬مغربي‭ ‬رسمي‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬الغوغائية‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬والمعاملة‭ ‬بالمثل،‭ ‬ولْنلتفِتْ‭ ‬صوب‭ ‬مجتمعنا‭ ‬المدني،‭ ‬الذي‭ ‬يتمتع‭ ‬دستوريا‭ ‬بخيارات‭ ‬أوسع‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬خيارات‭ ‬المغرب‭ ‬الرسمي،‭ ‬والذي‭ ‬في‭ ‬وسعه،‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنظور،‭ ‬أن‭ ‬يوجّه‭ ‬لنظام‭ ‬العجزة‭ ‬بالجزائر‭ ‬صفعات‭ ‬أقل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقال‭ ‬عنها‭ ‬إنها‭ ‬ستكون‭ ‬بدون‭ ‬ادنى‭ ‬شك‭ ‬أكثرَ‭ ‬من‭ ‬موجِعة،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬قاضيةً‭ ‬كاللكمات،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أننا‭ ‬نعني‭ ‬بكلامنا‭ ‬هذا‭ ‬اللُّحمةَ‭ ‬المجتمعيةَ‭ ‬المغربيةَ‭ ‬برمّتها،‭ ‬بدءاً‭ ‬بالأحزاب،‭ ‬ومروراً‭ ‬بمختلف‭ ‬الهيئات‭ ‬والمنظمات،‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بالمنظومة‭ ‬الجمعوية،‭ ‬وبالفعاليات‭ ‬الشخصية‭ ‬الوازنة‭ ‬والفاعلة،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تُقيم‭ ‬هذه‭ ‬فيما‭ ‬بينها،‭ ‬أو‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬تشكيلاتها‭ ‬المتعددة‭ ‬والمتنوعة،‭ ‬حداً‭ ‬معقولا‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬المنسَّق،‭ ‬حتى‭ ‬يتكامل‭ ‬الجهد‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬مختلِفِ‭ ‬أشكاله‭ ‬وأنماطه،‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬أهدافه‭ ‬المسطرة‭ ‬مُقَدَّماً‭ ‬على‭ ‬نحوٍ‭ ‬كالآتي:
1‭‬- البدء‭ ‬بربط‭ ‬الاتصال‭ ‬بحكومة‭ ‬المنفى‭ ‬القبائلية،‭ ‬وإيفاد‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬المغربي‭ ‬إلى‭ ‬مقرها‭ ‬بباريس‭ ‬لدراسة‭ ‬إمكانية‭ ‬وضع‭ ‬برنامج‭ ‬للدعم‭ ‬المدني،‭ ‬بدءاً‭ ‬بتنظيم‭ ‬لقاءات‭ ‬وندوات‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إبراز‭ ‬معاناة‭ ‬نساء‭ ‬ورجال‭ ‬وأطفال‭ ‬القبائل‭ ‬داخل‭ ‬وطنهم‭ ‬وخارجه؛‭ ‬ومرورا‭ ‬بنشر‭ ‬وبث‭ ‬تقارير‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬عبر‭ ‬شبكات‭ ‬الاتصال‭ ‬والتواصل‭ ‬التي‭ ‬تستخدمها‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬المغربية‭ ‬وقنواتها‭ ‬الاتصالية‭ ‬الخاصة؛‭ ‬ووصولاً‭ ‬إلى‭ ‬القيام‭ ‬بعمل‭ ‬أدبي‭ ‬إعلامي‭ ‬مشترك،‭ ‬تستفيد‭ ‬فيه‭ ‬حكومة‭ ‬القبائل‭ ‬المؤقتة‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬الإمكانيات‭ ‬الإعلامية‭ ‬والدعائية‭ ‬التي‭ ‬يمتلكها‭ ‬الجانب‭ ‬المدني‭ ‬المغربي.
 
2‬- استصدار‭ ‬ترخيص‭ ‬خاص‭ ‬من‭ ‬السلطات‭ ‬المغربية‭ ‬المختصة،‭ ‬الوزارية‭ ‬والولائية،‭ ‬لدعوة‭ ‬الرئيس‭ ‬فرحات‭ ‬مهنى‭ ‬وحكومته‭ ‬المؤقتة،‭ ‬ومختلف‭ ‬اعضاء‭ ‬دائرته‭ ‬النضالية‭ ‬بالمنفى،‭ ‬للقيام‭ ‬بزيارات‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الأمر‭ ‬محدَّدة‭ ‬المواعيد‭ ‬والبدايات‭ ‬والنهايات،‭ ‬وتمكينهم‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬مواقفهم،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬ندوات‭ ‬ولقاءات‭ ‬يتم‭ ‬تنظيمها‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬فصيح‭ ‬صريح‭ ‬هو‭ ‬"دعم‭ ‬نضال‭ ‬الشعب‭ ‬القبائلي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬والاستقلال".
 
3‬- التشجيع‭ ‬على‭ ‬تكثيف‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬والتاريخي‭ ‬الأكثر‭ ‬تعريفاً‭ ‬بتاريخ‭ ‬منطقة‭ ‬القبائل،‭ ‬والأوفى‭ ‬إلماماً‭ ‬بأصول‭ ‬شعبها‭ ‬الأمازيغي‭ ‬الأصيل،‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يشبه‭ ‬في‭ ‬شيء‭ ‬جموع‭ ‬البحّارة‭ ‬القراصنة‭ ‬الذين‭ ‬وجدتهم‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية‭ ‬ومن‭ ‬بعدها‭ ‬فرنسا‭ ‬الكونت‭ ‬دارتوا،‭ ‬أو‭ ‬شارل‭ ‬العاشر،‭ ‬لدى‭ ‬مجيئهما‭ ‬بنية‭ ‬الاستعمار‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة،‭ ‬وبالمناسبة،‭ ‬فلا‭ ‬مجال‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬اي‭ ‬فتح‭ ‬إسلامي‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬الدايات‭ ‬الأتراك‭ ‬التوسّعيين.
 
4‬- وضع‭ ‬برنامج‭ ‬مشترك‭ ‬لتمثيليات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬يشتمل‭ ‬على‭ ‬برامج‭ ‬دعم‭ ‬مختلفة‭ ‬يقدمها‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬المغربي‭ ‬لشعب‭ ‬القبائل‭ ‬الأصيل،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬يسمح‭ ‬به‭ ‬دستورُ‭ ‬المملكة‭ ‬وتشريعاتُها،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬التعامل‭ ‬المنتظِم‭ ‬جارياً‭ ‬بين‭ ‬جمعيات‭ ‬مغربية‭ ‬وأخرى‭ ‬قبائلية‭ ‬اجتناباً‭ ‬لتسييس‭ ‬هذا‭ ‬المسعى،‭ ‬واتّقاءً‭ ‬بالتالي‭ ‬لوضع‭ ‬جمعياتنا‭ ‬وهيئاتنا‭ ‬المجتمعية‭ ‬المدنية‭ ‬في‭ ‬خطأ‭ ‬التقاطع‭ ‬مع‭ ‬الأعمال‭ ‬والأنشطة‭ ‬السياسية‭ ‬الحزبية‭...‬
 
وبمناسبة‭ ‬ذكر‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬الحزبي،‭ ‬حبذا‭ ‬لو‭ ‬جعلنا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬الداعم‭ ‬لإخواننا‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬القبائل‭ ‬ذريعةً‭ ‬لإيقاظ‭ ‬أحزابنا‭ ‬من‭ ‬سُباتها‭ ‬الشتوي‭ ‬الطويل،‭ ‬الذي‭ ‬عادةً‭ ‬ما‭ ‬يستمر‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬الاقتراعية‭ ‬الموالية‭ ‬جاعلا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأحزاب،‭ ‬بلا‭ ‬استثناء،‭ ‬مجرد‭ ‬دكاكين‭ ‬انتخابية‭ ‬تعمل‭ ‬وتنشط‭ ‬مرتين‭ ‬فحسب،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬عند‭ ‬حلول‭ ‬موعد‭ ‬الحملات‭ ‬الانتخابية‭ ‬الجماعية‭ ‬والتشريعية،‭ ‬لعلها‭ ‬بمناسبة‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬المقترح‭ ‬تجد‭ ‬لها‭ ‬مبررا‭ ‬جديداً‭ ‬للبقاء،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬لإطالة‭ ‬فترة‭ ‬صحوتها،‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬سياسي‭ ‬أثقل‭ ‬وزنا،‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد،‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬الجمعوي‭ ‬السالف‭ ‬ذكره،‭ ‬لأنها‭ ‬والحالة‭ ‬هذه‭ ‬تمتلك‭ ‬وسائل‭ ‬نقل‭ ‬دعمها‭ ‬المفترَض‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬المغرب،‭ ‬وإلى‭ ‬أي‭ ‬منطقة‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ممكنات‭ ‬استغلال‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬أحزاب‭ ‬أجنبية‭ ‬من‭ ‬القارات‭ ‬الخمس,‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستصدر‭ ‬منها‭ ‬بعضَ‭ ‬أشكالٍ‭ ‬من‭ ‬العون‭ ‬لأشقائنا‭ ‬القبائليين،‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬النطاق‭ ‬السياسي‭ ‬والإعلامي‭ ‬والدعائي،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتيسر‭ ‬رفع‭ ‬مستواه‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬المادي‭ ‬أو‭ ‬المالي‭ ‬أو‭ ‬غيره‭...‬
 
نعتذر‭ ‬للأحزاب‭ ‬المغربية‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬"الإيقاظ‭ ‬قبل‭ ‬الأوان"،‭ ‬فالضرورات‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬فقهاؤنا‭ ‬تُبيح‭ ‬المحظورات!!!
مرحى‭ ‬إذَنْ،‭ ‬باستمرار‭ ‬المغرب‭ ‬الرسمي‭ ‬في‭ ‬تجاهله‭ ‬لبهلوانيات‭ ‬كابرانات‭ ‬الجزائر‭ ‬الرعاديد،‭ ‬الفاقدين‭ ‬لحس‭ ‬الرجولة،‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬وأبرز‭ ‬ميزاته‭ ‬انه‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الجار‭ ‬ووحدته‭ ‬والدفاع‭ ‬عنه‭ ‬عند‭ ‬اللزوم‭... ‬ولكن،‭ ‬أرجو‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنبر‭ ‬أن‭ ‬تُليّن‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬موقفها‭ ‬المبدئي‭ ‬هذا،‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬تتخلى‭ ‬عنه‭ ‬قيد‭ ‬أنملة،‭ ‬وذلك‭ ‬بترخيصها‭ ‬للمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬بالدفاع‭ ‬عن‭ ‬حوزة‭ ‬الوطن‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬أيضاٍ،‭ ‬وبوسائله‭ ‬وطرقه‭ ‬وممكناته‭ ‬المعنوية‭ ‬والمادية‭ ‬بقدر‭ ‬الإمكان،‭ ‬وللدولة‭ ‬إن‭ ‬رأت‭ ‬جدوى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬تعاكس‭ ‬الجمعيات‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر،‭ ‬وأن‭ ‬تمنعها‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬ايضاً،‭ ‬حتى‭ ‬تبقى‭ ‬بالفعل‭ ‬لا‭ ‬بالقول‭ ‬فقط،‭ ‬في‭ ‬منأى‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬مواجهة‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬نظام‭ ‬كرغولي‭ ‬لا‭ ‬ضمير‭ ‬له‭ ‬ولا‭ ‬حياء‭ ‬ولا‭ ‬ذمّة!!!.
 
ويبقى‭ ‬القول،‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬تفعله‭ ‬الطُّغمة‭ ‬العسكرية‭ ‬الجزائرية‭ ‬الغبية‭ ‬مَعَنا،‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬حقيقته‭ ‬إلا‭ ‬لُغمٌ‭ ‬مَوْقوتٌ‭ ‬يوشك‭ ‬أن‭ ‬ينفجر‭ ‬عند‭ ‬أول‭ ‬تَماس،‭ ‬وإننا‭ ‬لَنتبيّنُ‭ ‬فيه‭ ‬رائحة‭ ‬النتانة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تترك‭ ‬أيَّ‭ ‬ثغرةِ‭ ‬نزاعٍ‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬العربية‭ ‬والمسلمة‭ ‬إلا‭ ‬حشرت‭ ‬فيها‭ ‬أنفها‭ ‬الإبليسي‭ ‬البغيض،‭ ‬وإننا‭ ‬لنوشك‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬سقوط‭ ‬نظام‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬حبائل‭ ‬خليله‭ ‬الفارسي‭ ‬سقطةً‭ ‬لا‭ ‬قَوْمَةَ‭ ‬بعدها‭...‬
والأيام‭ ‬بيننا‭ ‬يا‭ ‬"شمايت‭ ‬الجزائر"!!!
 
 
محمد عزيز الوكيلي/ إطار تربوي