الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: إلى الإخواني العربي زيتوت.. أنتم عصابة واحدة في الجزائر تتناحرون حول مصالحكم

يوسف غريب: إلى الإخواني العربي زيتوت.. أنتم عصابة واحدة في الجزائر تتناحرون حول مصالحكم يوسف غريب
لا أخفيك سرّاً أيها الإخواني  والضابط عهد بوخروبة والمعارض الآن للجناح الحاكم في بلده أنّي فوجئت بمستواك الأكاديمي،خاصة وقد قدّمت للعموم بقناة الجزيرة ذات زمان بالدبلوماسي الجزائري المحنّك والمعارض الشرس للنظام..
والحقيقة - وبكل صدق - لا تعدو أن تكون إطلالاتك وإلى حدود الأمس، عبارة عن نشرات أخبار /فضائح لنظام قبيلتك من جهة.. أقصاها ترديد لقصاصة جرائد أجنبية تناولت الوضع العام بالجزائر خاصة الانگلوساكسونية..
هو انت منذ أن أعادتك قناة الجزيرة إلى الخدمة، وسوّقتك كأحد عرّاب ما سمّي بالربيع العربي وكنت فعلاً إحدى ظواهره الصوتية المبشّرة بسقوط عروش أغلبية الأنظمة العربية..وصلت بك حماسة التنجيم انك حددت يوميات لهذا السقوط..
وها ربيعك تحوّل إلى خريف.. وتحوّلت إطلالاتك اليومية إلى تخاريف دفعتك نرجسية الأضواء أن تلبس وجهك قناع القائد الملهم للشعوب العربية، وتحديد خارطة طريق النجاة من أنظمتها والتخلص من جبروتها.. ولم تترك ولا بلدا واحدا غير دولة قطر.. وليس سرّاً تفسير هذا الإستثناء..
كما ليس سرّاً أيضاً إقحام أنفك في شؤون وطننا وجارك الغربي، جعلني اتذكر وقاحتك وقلة مروءتك يوم خاطبتنا كمغاربة بلغة التحذير والتخويف من تلك الإتفاقيات الموقعة بين بلدنا بقيادة عاهل البلاد ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، موصفاً إياها اتفاقيات تخريب البلاد والعباد..دون أن يسمع لك ولا مرة واحدة عن الإستثمارات الإماراتية التي دخلت الجزائر منذ استقدام ع/ العزيز بوتفليقة كرئيس!!..
أليس في الأمر ما يدعو إلى التشكيك في نواياك السيئة اتجاه وطننا..وبتلك النعرة البومدانية الأبدية أمام أي انتصار مغربي وعلى جميع المستويات و الأصعدة؟؟..
نعم انت معارض لجزء من العصابة الحاكم اليوم بالجزائر وهذا شانك..لكن انت ايضا واحد من العصابة الكبيرة ورثة الإرث البومدياني بعقده اتجاه بلدنا ومؤسساتنا السيادية وحدود وطننا.. بدليل أنك تناولت موضوع تمثيلية " جمهورية اللايف" بالجزائر بأسلوب خبيث وماكر ومخادع وانت تسوق للناس تبريرسلوك عصابة بلدك التي قامت برد الفعل فقط أمام محاولات “المخزن المغربي “دعم منظمة الماك القبائلية..
بهذا الربط / الخبث يسقط قناع وجهك كي تتشابه مع العصابة في اطروحتها الإنفصالية منذ أزيد من نصف قرن، ولعلك تتذكر أعمالك القذرة بليبيا ودورك في دعم جبهة البوليزاريو، وتوفير قنوات التمويل والتموين من خزينة القذافي.. وإلى حدود اليوم وبقبعة المعارض بلندن ما زلت انفصاليا اتجاه اقاليمنا الجنوبية التي تحاول تصويغها ضمن ما تسميه بمشروع الوطن المغاربي.. وتلك لغة إنشاء فقط.. َ
والأكثر وبنوع من التحدي المباشر لأكاذيبك ، أدعوك أن تأتي ولو بسطر عما يتبث تورط المغرب في دعم الإنفصال داخل الجزائر.. منذ بداية نزاع الصحراء المفتعل ونحن في وضع حرج لوجيستيكيا وعسكريا مقابل جزائر بومدين القوية آنذاك.. لم يصدر من قيادتنا ما يهدد وحدة الجزائر فكيف الآن أيها الخبيث.. ليس خوفاً ففي الحرب لا وقت لنا لتعداد عدد الموتى.. بل لأن تاريخنا الإمبراطوري يقف حاجزا أمام تشويهه بالفكر الإنفصالي.. لذلك فهو مستمر وإلى الآن.. وأرقام تواجد جيشنا في بعثات السلام الأممي خير دليل على ذلك بل شهداء في عدة مناطق التوتر في العالم وقارتنا خاصة..
نحن أمة المرابطين.. الموحدين المرينيين السعديين وآخرهم عرش العلويين..
نحن أمّة ولسنا دولة عابرة تأسست  بقرار كولونياليّ!!
نحن أمّة وقبل أن ترسو اليوم سفينتنا على الجودي مررنا بجميع تقلبات الجو..عرفنا الإنقلابات العسكرية ولم نغرق مثلكم.. والتجاذبات السياسية بمختلف تشعباتها وعنفها ولم نساوم الوطن والوحدة..عرفنا السجون والمعتقلات وتصالحنا مع ذواتنا وتاريخنا بدون مركب نقص عبر هيئة الإنصاف والمصالحة..كل ذلك ونحن مرابطون في الصحراء نقاوم فعلكم الشنيع كنت احد أدواته وما زال..
نحن أمّة بصحرائه وعلى امتداد الوطن نتقاسم الحزن من قائد البلاد حتى آخر واحد فينا.. مررنا بتجربة ابننا ريان.. وقدم العزاء باسمنا ملك البلاد.. فرحنا جميعا لحظة انتصار رمزي رياضي وفي المقدمة عاهل البلاد بقميص الوطن.. ولحظة زلزال الحوزهب الجميع من سكان الريف حتى أرياف مدينة الگويرة.. واختلط الدم المغربي بدون تمييز بين ملك البلاد والعباد..
هذا ما تجهله أيها الخبيث انت وعصابتك ومن ولاك، وفي كل مرة تحاولون إظهار هذا العداء للمؤسسة الملكية من خلال إذكاء نزعة الفصل بينه وبين الشعب المغربي..
انتم دعاة الإنفصال ليس في المغرب فحسب.. بل في شمال مالي اليوم وقبله في تونس لحظة هجوم غادر عهد بومدين.. وفي موريتانيا والحدود مع النيجر.. وقبل أسابيع احتجت دولة الكونغو على قرار دعم شنقريحة للإنفصال هناك أثناء زيارته الأخيرة إلى اوغاندا..
هذا هو تاريخ بلدكم أيها الإخواني الإنفصالي.. هو قصير لكنه مليء بصفحات دماء بينكم... وعلى محيط دول الجوار..
وقبل الختم.. لا تحاول أن تجعل من هذا العداء لوطننا  تذكرة العودة إلى بلدك وتقديم حسن السيرة والسلوك لأحد الأجنحة المتصارعة داخل العصابة الكبيرة بالجزائر والبرهان على عودة جناح السجناء من الجنرالات..
انتم عصابة واحدة تتناحرون حول مصالحكم..
وتجتمعون على قاعدة واحدة :
العداء للمغرب ولمؤسساته ووحدة أراضيه
وذاك شقاؤكم.. وإلى الأبد.
 
يوسف غريب، كاتب / إعلامي