الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

أحمد مازوز: رُهبان الفتنة وشيوخ الشر والكراهية في خطاب التَّكَسُّب من اليوتوب!!  

أحمد مازوز: رُهبان الفتنة وشيوخ الشر والكراهية في خطاب التَّكَسُّب من اليوتوب!!   أحمد مازوز
“قل هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَٰذَا ۖ فَإِن شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ ۚ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ».صدق الله العظيم.
 
لمَن يُنصّبون أنفسهم دعاة الوعظ وأوصياء على المعتقد الديني للناس، يَذُمُّونَ هذا ويلعنونَ آخَر، ويشيطنون بطعم الشرك كل من يمارس هويته في زمن الإنفتاح والحرية والإعتدال والتسامح، لو التفتوا قليلاً لأنفسهم ومحيطهم، لوجدوا هراءاتهم فارغة هشّة ومليئة بالعيوب انصرفوا عن أحوالهم لينشغلوا بالآخر، مصرّين على الغلو في الإرشاد والنصح لتشويه كل جميل في هذه الحياة بخطاب التحريم والخروج عن منهج السلف، وخاصة حين يتعلق الأمر بالمكونات الأمازيغية (فن الروايس)ومظاهر الإحتفال بالموروث الثقافي الأمازيغي (ءيض يناير) واللقاءات الدينية ومنهم من بلغ به تسلط لسانه تسفيه حد الشكر في حق طلبة المدارس العتيقة واصفا اياهم بـ (القبوريين)!!وما إلى ذلك من مقذوفات لفظية ضد كل ما يمت إلى الهوية الأمازيغية من صلة، وصلت حد الطعن والإستهزاء بما تمثله المدارس العتيقة من روابط روحية وعلاقتها بالمجتمع الديني..
كما أن كثيرا من هذه النماذج من بعض المحبطين الفاشلين اجتماعيا و المناسباتيين الباحثين عن ثروة (اليوتوب YouTube) بكل الطرق الدعوية الملبوسة الخاطئة وغير المستقيمة في توجيه خطابها؛يسعون فقط  في كل  إطلالاتهم إلى صناعة مواقف منفردة بأفكار شاردة شاذة تخبط خبط عشواء تصيب حقوق الآخر في حريته وقناعاته الفكرية وتزيغ عن جادة الوسطية والإعتدال في القول الناصح.
انه لا يجوز مطلقا أن ينصب أمثال هؤلاء من قساوسة الفتنة  انفسهم اوصياء على الناس ويتخدون من الدين غطاء لتمرير صخباتهم الفكرية الضالة والمتاجرة  بخطاب التوحيد ويحرمون بغير حديث قطعي ولا نص قرأني وبكلام فض غليظ مبهرج بالسخرية والتهكم فقط لكسب المتابعين  والرفع من المشاهدة لضمان الأرباح المالية وخلق أجواء الألم والعصيان الإجتماعي لدى من يغترون بهم ويثقون بجهالة في هلوساتهم الفكرية المستوردة من تيارات هدامة!!.
ثقافة التخويف يراهن بها هذا الجنس ممن يلبس عباءة الإديولوجية الدينية،ويدعي غاية النصح والوعض لقضاء اغراضه الإنتمائية او الشخصية بغض النظر عن خدمة أجندة متطرفة ترهيبية تسعى إلى تكريه الناس في حرية اختياراتهم الحياتية من فن ومسرح ورقص وموسيقى وقناعات فكرية وايديولوجية..وأحيانا يطول لسانه إلى التنكيل بهم هجاء للجسد وذكر العيوب الخلقية بصورة مضحكة همزا او لمزا. فما يقدمه بعض من (المتفيقهين) المتزمتين لفظا من قسوة على المستهدفين في خرجاتهم بغلظة في اللفظ حد التجريح الشخصي في توجيه النصح والإرشاد يختلف كليا ومرجعيا  عن منهج وخطاب الليونة عند بقية مكونات التيار الديني من علماء معتدلين، وفقهاء متنورين راسخين في العلم من اهل المعرفة العميقة والإفتاء الموثوق بهم عقيدة وفكرا واطلاعا كليا لا جزئيا بأمور الشريعة الإسلامية.
أحمد مازوز،  كاتب صحافي