الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

صافي الدين البدالي: 8 مارس نفاق دولي قديم يتجدد الإحتفال به كل سنة

صافي الدين البدالي: 8 مارس نفاق دولي قديم يتجدد الإحتفال به كل سنة صافي الدين البدالي
لقد سبق أن احتفل ملايين الأشخاص في النمسا والدانمارك وألمانيا وسويسرا باليوم العالمي الأول للمرأة في مارس من عام 1911، وفي عام 1913 تقرر إعلان الثامن من مارس يومًا عالميا  للإحتفال بعيد المرأة، حتى اكتسب هذا الإحتفال طابعًا عالميًّا سنة 1975 ،وقد تقرر الإحتفال به في 8 مارس من كل سنة. وكان مناسبة  لتجسيد دور المرأة في الحياة العامة و قدرتها على التحديات التي تواجهها في جميع أنحاء العالم..
 
لكن بعد مرور السنين تبين بأن هذا الإحتفال بقي في شقه الإحتفالي فقط ،ومناسبة  إصدار بيانات وغيرها التي لم و لن تمكن المرأة من الخروج مما هي فيه عبر العالم، فهي لا تزال تتعرض للإستغلال الثقافي و الإقتصادي والسياسي. ولم تستطع الخروج من هذه الزاوية، زاوية "إنها امرأة".حيث لا زالت الأنظمة غير الديمقراطية وفي مقدمتها الدول العربية،التي لا زالت  ترى في المرأة الأنثى، وليست المرأة الإنسانية المرأة التي أثبتت عبر العصور  القدرة على الصمود  والتكيف مع الظروف الصعبة .كما أثبتت عبر العصور بأنها قادرة على التحدي وعلى التغيير، و نسيت أو تناست هذه الأنظمة بأن المرأة هي قوة دافعة للتغيير والتنمية،وتسعى جاهدة لبناء المجتمع ذي أركان تنموية قوية، لكن لم يتم اعتبارها كقوة أساسية في التنمية المستدامة، وفي نشرالقيم الإنسانية والحقوقية و في تخليق الحياة العامة ، بل اختاروها لتأثيث المشهد السياسي بتواجدها في إطار ما يسمى  بـ "الكوطا "أي نوع من الريع السياسي وليس حق من الحقوق الديمقراطية التي تجعلها منافسة قوية في المشهد السياسي و في الحقل العملي.
 
وها هي أمام أنظار العالم  تتعرض للقتل والتعذيب بل و للإجهاض على يد الكيان الصهيوني المحتل لأراضيها الفلسطينية. فاين هو الضمير العالمي؟ و أين هي الكيانات العربية ؟التي سكت صوتها وذهب بريقها وأصبحت ترى في المرأة الفلسطينية ما يرونها في بلدانهم؟ و ما يراه الكيان الصهيوني فيها بأنها  روح المجتمع وهي كل المجتمع وليس نصفه كما يقولون؟؟.وهو الذي يعلم بقدرة المرأة الفلسطينية و بصمودها وبقدرتها على التحدي وعلى المقاومة والصمود،  لذلك يقوم بقتلها و اجهاض ما في بطنها ، لكنها لم ترفع الراية البيضاء التي رفعتها الأنظمة العربية الرجعية والعابدة لتمثال الصهيونية و الماسونية!؟. فالمراة الفلسطينية كشفت بأن المنتظم الدولي أصبح بدون ضمير حي و كشفت بأن الأنظمة العربية هي عميلة للصهيونية العالمية..