المرتزقة كانوا دوما يلعبون دور الطابور الخامس الذي تستخدمه الدول لتضييق الخناق على أعدائها حتى ولو لم يحقق أي هدف نكاية في الجار، وفي هذا السياق عملت الدولة الجزائرية على فتح مكتب محلي ل"الحزب الوطني الريفي" الذي ينشط أعضاء منه في الأراضي المنخفضة متنقلين بين هولندا وبلجيكا، مما سبق لي مشاهدته فيديو عن أحد هؤلاء وهو ابن أمحمد عبابو زعيم المحاولة الإنقلابية المعروفة بأحداث الصخيرات سنة 1971 ،الذي دخل مقر السفارة المغربية في هولندا محتجا على موظفيها لإثارة الانتباه؛ قلت ربما أن الرجل جاء يطلب من سفارة المملكة إبلاغ السلطات المغربية برغبتهم إطلاق سراح معتقلي الريف، لكني فوجئت به يثور في وجه موظفي السفارة لا من أجل ما سبق ذكره، لكن لأجل قضايا أخرى لا علاقة لها بالريف وأهله!.
ابن عبابو، هذا لم يظهر إلا في هذه السنة، وهو الذي كان يعيش بهولندا وبلجيكا دون أن يثير أي ضجيج حوله، فكيف كان يدبر حياته في مجتمع يشرع المخدرات ويبيعها على عينك يا بن عدي!؟.
المجموعة التي أسست الحزب إياه فيها بارون مخدرات بامتياز؛ وهذا كاف لوحده للقول بان مجرمي الشيرة الهاربين من العدالة كانوا أدوات لمثل ابن اعبابو لكي يمولوه ويدعموه للطعن في بلده وفي مواطنيه ومع من؟ مع عصابة أخرى لا يهمها من الجزائر غير السرقة والنهب وتهريب الأموال إلى البنوك الأوروبية والفرنسية على وجه الخصوص.
المجموعة التي أسست الحزب إياه فيها بارون مخدرات بامتياز؛ وهذا كاف لوحده للقول بان مجرمي الشيرة الهاربين من العدالة كانوا أدوات لمثل ابن اعبابو لكي يمولوه ويدعموه للطعن في بلده وفي مواطنيه ومع من؟ مع عصابة أخرى لا يهمها من الجزائر غير السرقة والنهب وتهريب الأموال إلى البنوك الأوروبية والفرنسية على وجه الخصوص.
سمعت بن سديرة، يتحدت عن الريف ويحصي المدن والجهات التي تشكل جغرافيته وقد حشر فيه حشرا أقاليم وجدة وطنجة.. وكأن عصابة بلاده قد نجحت في تحقيق الأمنيّة الكبيرة في هدم المملكة المغربية لتحقيق حلم اكبر دفين في نفوس العسكر منذ ان زرعه فيهم المقبور بوخروبة المتمثل في الإطلالة على المحيط الأطلسي.
آه المحيط الذي يجعل كل "هروبي" وطأت قدماه بلادنا يتأمل النظرة فيه بشكل يدعو إلى القول أن المحيط ومياه المحيط وسمك المحيط وشواطئ المحيط هي عقيدتهم التي قتلتها عزيمة ونباهة ويقظة المغاربة إلى الأبد.
الآن الخروبي، ومن معه يتجهون نحو موريتانيا، وهذا التحول وحده يكفي للقول إنّ العصابة المتحكمة في الرقاب بقصر المرادية تتنفس آخر ما تبقى لها من الحياة والزمن كفيل بما أقول لأن التاريخ لا يقبل أن تعاكسه إرادة البشر، فما صنعته فرنسا لن يدوم، وسيتخطى حين تنضج شروط تهديمه وإزاحته حتى وإن جندت العصابة مرتزقة العالم.. فالارتزاق لن يصنع التاريخ ولن يحول دون تصحيح مساره.