الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

فؤاد زويريق : هذه بعض أسباب رداءة الدراما والأعمال الفنية المغربية

فؤاد زويريق : هذه بعض أسباب رداءة الدراما والأعمال الفنية المغربية فؤاد زويريق
أصبحت ظاهرة جلب من يسمون بالمؤثرين للتمثيل في الأعمال الفنية المغربية، ظاهرة مستفزة ومقرفة حقيقة، تصيب فن التشخيص ببلادنا في مقتل، لم أفهم إلى حد الآن معنى إقحام واحدة متسولة تافهة، أو واحد متسول أتفه منها، كل اهتمامهم وعملهم في هذه الحياة هو تسول أكبر عدد من الجيمات أو اللايكات في مسلسلاتنا بدعوى شعبيتهم، دون أخذ بعين الإعتبار سوء وبؤس تشخيصهم الذي يؤثر على قيمة العمل، وينزع الفرص من الممثلين الحقيقيين المهمشين الذين يستحقون المشاركة، ويحققون إضافة له. فرغم انتكاسة الدراما ببلادنا إلا أننا لا نوافق بتاتا على هذا المرض الذي يزيد من انتكاستها ورداءتها.
 انتشار هذه الظاهرة للأسف يتحمل مسؤوليته بالدرجة الأولى بعض المنتجين والمستشهرين الجشعين، ويكرسه بعض المخرجين التافهين الكسالى. 
الإعتماد على متسولي اليوتوب، والتكتوك وغيرهما في السينما والدراما بالخصوص، هو خطيئة تهدم ما بني منذ عقود من تكوين علمي وآكاديمي في المعاهد الفنية المتخصصة، وأجزم أن كل متسولي الشبكات الاجتماعية الذين يقحمونهم عنوة في الأعمال الدرامية لا يعرفون ماهية التشخيص، ومدارسه، بل أجزم أنهم لم يسمعوا قط بشكسبير، ولا بستانسلافسكي، ولا بلي ستراسبرغ، ولا بجمال الدين الدخيسي الذي كون أجيالا من الممثلين المغاربة الحقيقيين، الذين مازالوا يترحمون عليه إلى اليوم. 
في نظري من الأفضل غلق المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي (ISADAC) وتوفير مصارفه، ومعه كل المعاهد المتخصصة في التمثيل والاكتفاء بمتسولي الجيمات واللايكات، وتوافه وقمامة الشبكات الإجتماعية ممن يسمونهم ظلما وعدوانا بالمؤثرين، ماداموا في نظر أصحاب القرار أكثر شعبية وكفاءة من الممثلين الحقيقيين خريجي المعاهد، أولئك الذين اكتووا بسياط الإمتحانات والإختبارات والمناهج العلمية، والدراسات الأكاديمية، وصُقلوا فوق الركح قبل أن يقفوا أمام الكاميرا، ولاحول ولا قوة الا بالله.