الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

السراج محمد الضو: تلفزة رمضان وبرامج التفاهة ووجع الدماغ

السراج محمد الضو: تلفزة رمضان وبرامج التفاهة ووجع الدماغ السراج محمد الضو
في كل رمضان منذ سنة 2013، تاريخ تطبيق نظام طلبات العروض التي وضعها مصطفى الخلفي وزير الإعلام في حكومة "خوانجية" المغرب التي شرعن سيادته فيها الفساد، و وضع أسسه التي لا تقهر في قطاع الإنتاج السمعي البصري.
 
قبل كل رمضان هذي "طْنَاشْ عَامْ" كَتْنُوضْ قَرْبَالَةْ في مَرْشِيَاتْ طلبات العروض في snrt و 2m... عشرات الشركات دْيَالْ صاحبي، وبَّاكْ صاحبي وخْتَكْ صاحبتي إلى آخر القائمة. 
 
 نصف ربع قرن والإعلام العمومي يسوق في كل رمضان التفاهة، والسفالة، و وجع القلب والدماغ، فسيتكومات، وكاميرات خفية ومعلومة، ومسلسلات وسلسلات، يسلسل بها عقول متتبعي برامجه في رمضان.
لا أحد يتذكر هذه الأعمال، تمحى بسرعة من الذاكرة، فالتفاهة تستهلك في حينه ولا تترك أثرا …المعايير هي هي، في لجن طلبات العروض، ولكن الأيادي الخفية تتغيير والسماسرة منهم ومنهن ثابتون، بل يتم التمديد لهم ولهن في الكراسي...القواعد هي هي، الإخلاص أولاً واخيراً لنظام بَّاكْ صاحبي، و هو الأول، ومن هم فوقه هم الأوائل.
 
أين هو الإبداع أين هي المهنية؟ ضحك رمضان أصبح كالبكاء وعلى المغاربة أن يضحكوا بَزَّزْ !! أو أنهم متخلفون ودون مستوى هذه الإنتاجات الممولة بأضعاف ميزانيتها الحقيقية...مسلسلات وسينياروهات خارج الزمن المغربي، لا تعالج حتى قضية حقيقية من المجتمع، فقط صراخ وعويل وتَعْوَاجْ لَكْمَامَرْ.
 
ملَّ المغاربة من مسلسلات الخيانة الزوجية، والحب السمج، والجريمة، والمخدرات، والبيع والشرا...تم عمداً تهميش القضايا التي تهمهم من وثائقيات علمية، و تاريخية، وتقاليد اجتماعية، وتاريخ وعمران وحوارات سياسية؛ وثقافية، وسهرات راقية، تعرف بالفنون في مغرب التعدد الثقافي، بدل تكرار أفلام و مسلسلات الصراخ و العويل والسخرية من الشّلْح مُولْ الحانوت، والبدوي الساذج، وتحويلهما إلى مصدر للضحك الماجن !!  في حكايات عفا عليها الزمن الدرامي منذ الستينيات.