الجمعة 7 فبراير 2025
سياسة

السفير المغربي في نواكشوط يبرز الدينامية الجديدة للعلاقات بين المؤسستين التشريعيتين المغربية والموريتانية

السفير المغربي في نواكشوط يبرز الدينامية الجديدة للعلاقات بين المؤسستين التشريعيتين المغربية والموريتانية السفير المغربي في نواكشوط (الثاني يمينا) إلى جانب نواب موريتانيين
أشاد حميد شبار سفير المغرب لدى موريتانيا، بمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين، "والتي تستمد قوتها وحصانتها من الإرث المشترك المتمثل في وشائج القربى التي تربط بين الشعبين، وفي الروابط الثقافية والروحية العريقة والضاربة في القدم". 
وكان السفير شبار يتحدث في الاحتفالية التي أقيمت بنواكشوط الخميس 25 يناير 2024، بمناسبة الإعلان عن تشكيل مجموعة الصداقة الموريتانية المغربية بالجمعية الوطنية الموريتانية.
ولم يفت السفير المغربي الإشادة أيضا ب "المجهودات التي قام بها الفريق السابق وعلى رأسه زينبو بنت التقي التي أبلت وفريقها بلاء حسنا وكانوا حريصين على إتمام مهامهم بجدية واقتدار".
كما انتهز السفير المغربي هذه الاحتفالية ليتقدم بأحر التهاني للمنتخب الوطني الموريتاني على الإنجاز التاريخي الذي حققه بتأهله إلى دور الثمن في كأس إفريقيا للأمم بالكوت ديفوار.
ووفق كلمة السفير شبار فإن العلاقات بين المغرب وموريتانيا، تستمد قوتها، من الحرص الدائم لقائدي البلدين، محمد السادس، والرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، على رسم آفاق واعدة لشراكة مغربية موريتانية قادرة على رفع التحديات التي تواجه البلدين في فضائهما الإقليمي والقاري، إذ تعرف العلاقات الثنائية زخما كبيرا. وتتجلى هذه الدينامية الملحوظة بالخصوص في ارتفاع وتيرة الزيارات المتبادلة خلال الثلاث سنوات الأخيرة، حيث سجلت أكثر من 70 زيارة رسمية متبادلة لوزراء ومسؤولين للبلدين، منها حوالي 30 زيارة خلال سنة 2023، وكانت آخر هذه الزيارات تلك التي قام بها محمد سالم ولد مرزوك، وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج للمملكة المغربية يوم الاثنين 22 يناير 2024، حاملا رسالة شفوية من محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الملك محمد السادس.
وينعكس المستوى المتميز للعلاقات السياسية أيضا على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، حيث ناهزت المبادلات التجارية بين المغرب وموريتانيا خلال سنة 2022 قيمة 300 مليون دولار أمريكي، محققة بذلك نسبة نمو بلغت 58% بالمقارنة مع سنة 2020.
أما على المستوى الاستثماري، فيعتبر المغرب المستثمر الأول في موريتانيا على المستوى الإفريقي، وهو حاضر عبر قطاعات مهمة مثل الاتصالات والأبناك وتحويل وتثمين منتجات الصيد البحري وقطاع الزراعة وقطاع إنتاج الأسمنت ومواد البناء وتوزيع الغاز المنزلي بالإضافة إلى توزيع المواد البترولية، دون إغفال دور المقاولات الصغرى والمتوسطة في مواكبة التطور الاقتصادي الذي تشهده موريتانيا، ولاسيما في قطاع الخدمات.
واستحضارا لكل هذه العناصر، فإن المملكة المغربية تطمح إلى الارتقاء بالعلاقات مع الجمهورية الإسلامية الموريتانية إلى مستوى شراكة استراتيجية تستجيب للتطلعات والطموحات المشتركة للشعبين، كما أكد على ذلك الملك محمدالسادس، في برقية التهنئة السامية الموجهة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بمناسبة احتفال موريتانيا بعيد استقلالها. وتتطلع المملكة المغربية أن تروم هذه الشراكة الاستراتيجية بناء فضاء يسوده الأمن والاستقرار ويحقق الازدهار والرخاء والتكامل الاقتصادي، مع الحرص على تذليل كافة الصعوبات والقضاء على كل العراقيل التي تحول دون الانسياب الطبيعي للاستثمارات والسلع والخدمات بين الجانبين الضمان توسيع وتنويع الشراكة القائمة بين البلدين في مختلف القطاعات الاقتصادية.
بالنسبة للتعاون في المجال البرلماني، فقد سعى البرلمان المغربي بغرفتيه مجلس النواب ومجلس المستشارين، إلى ترسيخ العلاقات البرلمانية ومواصلة تعزيز أواصر التعاون والصداقة مع الجمعية الوطنية في الشقيقة موريتانيا حيث شهدت سنة 2022 التوقيع على مذكرة تفاهم بين مجلس المستشارين والجمعية الوطنية الموريتانية بمناسبة الزيارة الرسمية لرئيس مجلس المستشارين على رأس وفد برلماني مهم لنواكشوط خلال الفترة من 15 إلى 19 يوليوز 2022، حيث أعطت هذه المذكرة دينامية جديدة للعلاقات بين المؤسستين التشريعيتين في البلدين واتفق الجانبان بموجبها على إحداث منتدى برلماني مغربي - موريتاني كفضاء للحوار والتداول في كل القضايا التي ترتبط بتعزيز التعاون وتوطيد الشراكة بين البلدين في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. 
كما شكلت زيارة رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية السابق للمملكة المغربية خلال الفترة من 18 إلى 20 دجنبر 2022، محطة مهمة في دينامية التواصل بين المؤسستين التشريعيتين بالبلدين. وفي هذا الباب، سيقوم رئيس مجلس النواب المغربي، خلال الأيام المقبلة، بزيارة عمل لموريتانيا تلبية لدعوة من رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية.
وختم السفير المغربي في موريتانيا كلمته بالقول: "إن الرهان سيظل معقودا على هذه المجموعة إلى جانب نظيرتها المغربية لفتح آفاق جديدة للتعاون، تمكن ممثلي شعبي البلدين من المساهمة في توحيد الرؤى لإيجاد حلول وتقديم أجوبة لمختلف الإشكاليات المطروحة خاصة على المستوى الإقليمي، وبلورة أساليب كفيلة بوضع مقومات شراكة مثمرة تتجاوز الصيغ التقليدية لمجموعات الصداقة، وتؤسس لنماذج متقدمة ومتجددة للدبلوماسية البرلمانية".