السبت 22 فبراير 2025
مجتمع

 ادريس سالك: الفقيد محمد الفكاك.. كما عرفته

 ادريس سالك: الفقيد محمد الفكاك.. كما عرفته  ادريس سالك والراحل محمد الفكاك في مسيرة احتجاجية
توفي بالدار البيضاء محمد الفكاك أحد أبرز المدافعين عن القضية الفلسطينية الى درجة أنه وصف ، بـ “صديق فلسطين”، بحمله الدائم للعلم الفلسطيني، ومشاركته بشكل مكثف بالفعاليات والمظاهرات الداعمة لغزة. وبهذه المناسبة  توصلت "أنفاس بريس"  من النقابي إدريس سالك بهذه الورقة :
 
التقيت أخي وزميلي الفقيد محمد الفكاك بمقر ك د ش بشارع محمد السادس بدرب بوعزة بن علي بخريبكة في الموسم النقابي 1985/1986 في إحدى تجمعات النقابة الوطنية للتعليم والذي تراسها   الفقيد محمد اديب  عضو المكتب الوطني للنقابة في مشكل تتظيمي داخلي. وكان الفقيد آنذاك كاتبا للفرع بمدينة خريبكة..التحقت مباشرة بالنقابة الوطنية للتعليم بعد  تعييني بثانوية مولاي رشيد بمدينة خريبكة كاستاذ الثانوي التاهيلي غير رسمي في مادة العلوم الطبيعية وبدون رقم تأجير!!..وفي ذلك اللقاء التنظيمي الذي اطره الفقيد محمد اديب عضو المكتب الوطني للنقابة وعضو المكتب التنفيذي للمركزية انذاك ، وهو ابن تادلة البار ..

واستعدادا لتجديد الفرع انتخبت عضوا لمجلس الفرع ممثلا للجنة المؤسسة لثاتوية مولاي رشيد ..وكانت النقابة تتميز بتواجد أربعة فصائل نقابية: الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، والطليعة الديمقراطي الشعبي ،ومنظمة العمل الديموقراطي الشعبي ، والقاعديون؛ وكان الصراع حادا بين تلك الفصائل. وكان الفقيد الفكاك آنذاك منتميا لحزب الطليعة بمعية المرحوم لكبير لكراوي، والمرحوم محمد عاطف، و المرحوم محمد المالكي، والمرحوم محمد مبروم، والمرحوم الجيار..في حين  كان فصيل الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية يتكون من المرحوم مصطفى طه، والعربي ادريوش، وميلود الحناني، والمرحوم حميد شارق ، وعبد ربه ادريس سالك، وممثل منظمة العمل الدبموقراطي الشعبي، والمرحوم عبد القادر ازريع وحسن نعام، والحسبن حجي، أما القاعديون فكان يمثلهم العلاوي والطالبي وبوكطب..
    
وبعد استفحال المشكل التنظيمي بعث المكتب الوطني بلجنة تتكون من بلعربي والمتوكل و المرحوم ازريع وعبد العزيز منتصر ، وقضوا يومين بمدينة خريبكة يومين كاملين في شهر رمضان، واتخذوا مجموعة من القرارات التنظيمية والتي لم تعجب أحد الفصائل،فغادروا التنظيم اتجاه إحدى النقابات التعليمية بخريبكة..
 
كما ساهمنا جميعا في الزخم النقابي الجاد من خلال الإضرابات القطاعية اوالمركزية وخاصة اضراب 14 دجنبر 1990او اضرابات داخل القوسفاط بحيث شارك الفقيد بمعية مناضلي التعليم، والذين كانوا يوزعون النداءات في مختلف توقفات حافلات العمال باحياء ( لبيوت، والمسيرة، والنهضة، والعدولات، والروداني ولخوادرية، والفيلاج) والقرى المنجمية لبوجنيبة..(حطان وبولنوار) حيث كان القمع مسلطا على الفوسفاطيين وكانت سنوات الجمر والرصاص والإعتقالات و المحاكمات الصورية هي المهيمنة على الوضع السياسي بالبلاد.كما شارك الفكاك في تظاهرات فاتح ماي مند 1977 اول فاتح ماي بمدينة خريبكة الساخنة، والتي كانت تجوب أهم الشوارع بالمدينة الى حين مغادرته النقابة..
 
والتقينا معا ايضا في المعارك الاجتماعية المحلية، منها على الخصوص مع المعطلين سنة 1997 ،حيث تم الهجوم من طرف القوات العمومية والتي اعتقلت مجموعة من المناضلين منهم الفقيد محمد الفكاك والمرحوم يحيى المستاري واخرون..وشارك الفكاك ايضا في استقبال ابناء العراق الشقيق في معركة الخليج الأولى وساهم ايضا في عشرات المسيرات التضامنية مع الشعبين العراقي والفلسطيني محليا ووطنيا وجهويا. كما شارك في كل معارك التي نظمتها اللجنة المحلية ضد الحكرة أو من خلال الدفاع على المدرسة العمومية أو ضد الغلاء...وكان المرحوم عضوا نشيطا وفعالا في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان..
 
 وكان الفقيد مولوعا بقراءة الكتب الوطنية والعالمية بحيث ظل الكتاب يرافقه كظله في كل مكان وزمان وهو المثقف العضوي، المهووس بحب السينما وكان منخرطا بالنادي السينمائي بخريبكة المنظم لمهرجان السينمائي الإفريقي والذي شارك في جميع دوراته منذ 1977.وكان جميع المشاركين يعرفون المرحوم سواء بلباسه المتمرد أو وفي نقاشه المتميز ومن خلال الحلقات التي كانت تنظم على هامش الدورات..

وفي غياب اي نشاط سياسي أو نقابي أو سينمائي تراه يجوب شوارع المدينة بهندامه المتمرد يعبيء القوات الشعبية ويتحاور معها..أنه محمد الفكاك كما عرفته وعشت معه اكثر من نصف عمره ذي 76 سنة مخلفا وراءه  زوجة  صالحة و مخلصة له ومناضلة السيدة حفيظة العلالي وينحدران معا من مدينة أبي الجعد مخلفا ثلاثة ابناء هم المهدي، وولادة ولبنى ..