الأحد 5 مايو 2024
منبر أنفاس

سعيد عاتيق: التاريخ والسببية التاريخية

سعيد عاتيق: التاريخ والسببية التاريخية سعيد عاتيق
صار لازما علينا طرح سؤال التاريخ، لنقف على أن التاريخ هو دراسة الماضي بأحداثه لاكتشاف الذاكرة والوقوف على معلومات الأحداث والوقائع وتجارب الشعوب والأمم والأفراد لاستلهام الأحكام لتكون لنا سلاحا في الحياة نجابه بها ظروف معيشنا ونبني بعصارتها لبنات النمو والتقدم وربح الوقت.
وهناك علم التاريخ حيث التدقيق والتمحيص في تجاربه والاستفادة من أحداثه ووقائعه تجنبا للسقوط في أخطاء التجارب والمحطات السابقة، وهنا نكون أمام محطة جد هامة ألا وهي فلسفة التاريخ من حيث الدراسة والتحليل والاستنباط والتسلح بنظريات هادفة تخدم الإنسان وواقعه.
من هذا المنطلق ولذات الأهداف من الضروري والواجب التسلح بعلم التاريخ وفلسفة التاريخ لأنه وبكل بساطة "الإنسان كائن تاريخي "
وإذ نصوغ هذا التقديم ليس اعتباطا أو حشوا وإنما فرضته الظرفية والمرحلة سواء على المستوى المحلي الضيق أو على مستوى وطني أوسع وأرحب .
وهنا نعرج على واقع الجماعات الترابية، واقع يدمي القلوب طبعا لمن له قلب نابض بروح الإنسانية والمواطنة دياااال بصح..
والسؤال ؛ واااش هااد الرباااعات دياال أشباه المستشارين والمنتخبين على طول ركح المجالس الترابية ألا يتدبرون في أمر سابقيهم ؟
ألا يعتبرون من تاريخ المنتخبين الفاسدين؟
ألا يستفيدون من أخطاء من سبقوهم الذين تقمصوا صورة الأتقياء المنقذين وهم رعاااع وأنذال وقد لفظهم التاريخ وهم مكعورين على جنبات مزابل التاريخ ؟
ألا يرعوون؟
فالتاريخ وعلم التاريخ يجنبك السقوط كما سبق في هدر الزمن وهدر التنمية ويجنبك تهديد مسيرة النمو.
مااا شي تاا نكحلها عاااد نتراجع ونفراني فمن الآخر أتعلم وأستفيد،
ولكن وللأسف الشديد وكأن على قلوب أقفالها وضمائر حبيسة اغلالها وقيودها .
كلشي واااضح وباااين وسهل ويسير لكن إنا " عكسنا " هو الشعار العريض وكأني بالمغرب يااالاااه دخل تجربة المجالس المنتخبة ولا إرث لنا نمحصه ونقلب سجلاته للقفز على كل منغصاته واعوجاجاته ...
ولكن، هل توقف التاريخ أم نسجل قطيعة مع كل التاريخ وحينها نكون في نقطة الصفر وإن انطلقنا من الصفر فسينتهي بنا المسير إلى هدف نتيجته صفر لأننا متسللين وغااارقين في الأورجووووو بلااا ماا نرجعووو للفار مادامت المسافة عن التاريخ وفلسفته بعيدة وسحيقة .
وهروبنا من التاريخ وفلسفته إنما ننزع عنا صفة الكائن التاريخي ونصبغ أنفسنا بصباغة اللقطاء الممسوخين وحينها نبقى نشازا ليس إلا .
وفي الختام، ليست المجالس لوحدها من تتجاهل علم التاريخ وفلسفته بل الدولة نفسها تفوت في أكثر من مرة فرصا ومحطات وتقفز دون توازن لتحط أرجلها على سكة تشوبها فقدان المناعة لأنها دائما مااا كتبدااا من الصفر ومع المسير تبدل المقطورات ولكن البداية صفر والمحصلة صفر لأننا ننسلخ من جبة تاريخ محطاتنا، والمحطات مدارس للعلم والتعلم لاسيما إذا كان علم التاريخ historiographie يساهم في تطوير الشعوب كتخصص أكاديمي.
 
سعيد عاتيق، فاعل جمعوي