عاش المواطن المغربي رعبا وهلعا شديدين إثر فاجعة الحوز والتي عرفت تفاوتات في الرؤى، إذ خرج جل المواطنين للشارع هروبا من حدوث اضرار في الأرواح وفي المباني .
ضرب الزلزال في وقت متأخر من الليل بالضبط في حدود الساعة الحادية عشر وإحدى عشر دقيقة من ليلة الجمعة 8 من شتنبر 2023 إذ بلغت قوته 7درجات من سلم ريشتر وبذلك كان أعنف وأقوى زلزال عرفه المغرب بعد مرور قرن من الزمن ولم يشهد كارثة مثل كارثة منطقة إيغيل المتواجدة بإقليم الحوز .
لن أتكلم عن الأضرار في الأرواح وفي عدد الجرحى ،لكنني سأركز هنا في بداية الامر عن تضامن الملك والشعب في غياب اولي للحكومة والتي نعرف جيدا أنها تحتاج لنصح من عاهل البلاد مما يتميز به من حنكة وتبصر في اتخاذ القرارات الصائبة والناجعة بشهادة العالم ملك كريم ،شعبي، وحنانه فاق كل تصور وبأمانة كل يوم يزيدني فخرا انتمائي لهذا الوطن.
تضامن الشعب المغربي كان عفويا بالإضافة إلى خطة جلالته والتي بأوامره المولوية جعلت تلك الاستراتيجية المتخذة من طرف القطاعات المتدخلة أعطت ما كنا نأمله بحيث قلت الأضرار وكانت نتائجها ضعيفة مقارنة مع قوة الهزة الأرضية.
إن المغرب آمن بملكه وشعبه وتلاحمهما يجعله رائدا ومتفوقا على جميع الاصعدة، يبقى على المنتخبين ان يحدون حدو هؤلاء بطبيعة الحال الملك والشعب ونكون بذلك قد وصلنا للهدف المنشود.
لم يروقني تصرفات كل من استغل هذه الفاجعة من أجل أغراض مبيته غير مبال بخطورة المرحلة وهذا ان ذل على شيء، فإنما يدل على الجشع والطمع وروح المسؤولية أكان مواطنا ام مسؤولا حزبيا، نقابيا او مجتمعا مدنيا لان الغاية لا تبرر الوسيلة.
إنني اسجل مسألة تقنية لم ينتبه إليها من اقترح فكرة تضامن الموظفين مع هؤلاء المتضررين من هول الكارثة، ليس عيبا في التضامن لكن العيب في كيفيته وصيغته الغير المبنية على خطة مدروسة بالطريقة التي تجعل الكثيرين بالإسراع إلى التكافل الإجتماعي وتبين في الساعات الأولى من الفاجعة، لكن الحكومة لم تجلس مع الفرقاء الاجتماعيين من أجل معرفة الطريقة والصيغة المناسبتين في التضامن الفعلي من أجل اعمار المناطق المنكوبة وبوسيلة تجعل أبناء هذه المناطق تستفيد من الدعم مع بلورته في جانب إيجابي يعود على الجميع بالمنفعة وتجعلنا نفتخر.
هل نسيت الحكومة سهوا ادراج أرباب المؤسسات التعليمية الخصوصية لتكافلها مع ضحايا الكارثة والمساهمة كما تلزم آباء وأولياء التلاميذ من دفع واجبات التسجيل الغير المقنن مع تواطؤ بعض المسؤولين في تضخم الوضع، هذا من جهة ومن جهة أخرى هل فكرت الوزارة في تعويض عائلات أسرة التربية والتعليم الذين ماتوا جراء الزلزال؟
قلنا على أن الحكومة لم تقم بما يجب عليهم القيام به ولا تجرؤ على اخد النصيحة من فرقائها الاجتماعيين الفاعلين الحقيقيين الذين لديهم وازع المسؤولية مع الجدية في المشاركة في إتخاذ القرارات الجادة والتي تعود بالنفع على هذه الأمة بجميع مكوناتها.
محمد العلوي/ الكاتب الجهوي للمنظمة الديمقراطية للتعليم بالبيضاء