Thursday 8 May 2025
سياسة

زلزال الحوز.. كارثة طبيعية تكشف كوارث حكومية

زلزال الحوز.. كارثة طبيعية تكشف كوارث حكومية هناك‭ ‬بونا‭ ‬واسعا‭ ‬بين‭ ‬جيش‭ ‬محترف‭ ‬و"حكومة‭ ‬متراخية" ‬لا‭ ‬قدرة‭ ‬فعلية‭ ‬لها،‭ ‬خارج‭ ‬وعود‭ ‬أخنوش‭ ‬المألوفة‭. ‬
لم‭ ‬يضرب‭ ‬الزلزال‭ ‬بقوة‭ ‬7‭ ‬درجات‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬ريختر‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬فقط،‭ ‬لتخلف‭ ‬آلاف‭ ‬القتلى‭ ‬والجرحي‭ ‬والمفقودين،‭ ‬بل‭ ‬ضرب‭ ‬أيضا‭ ‬أركان‭ ‬حكومة‭ ‬أخنوش‭ ‬التي‭ ‬أخذت‭ ‬بهول‭ ‬ما‭ ‬وقع،‭ ‬واكتشفت،‭ ‬كما‭ ‬اكتشف‭ ‬معها‭ ‬جميع‭ ‬سكان‭ ‬الأرض،‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬لا‭ ‬"حكومة‭ ‬اجتماعية"،‭ ‬ولا‭ ‬«حكومة‭ ‬وطنية»،‭ ‬ولا‭ ‬«حكومة‭ ‬إنسانية»،‭ ‬بل‭ ‬حكومة‭ ‬تقع‭ ‬خارج‭ ‬الشرط‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬المسؤولين‭ ‬الحكومبين،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬«مول‭ ‬المازوت»،‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬في‭ ‬الكوكبة‭ ‬الأولى‭ ‬لمواجهة‭ ‬الكارثة‭ ‬وإدارتها‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬الفجيعة‭ ‬وتجاوز‭ ‬مخلفاتها‭.‬
عكس‭ ‬ذلك،‭ ‬لم‭ ‬يستفق‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬سباته‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬48‭ ‬ساعة‭ ‬عن‭ ‬الزلزال‭ ‬الذي‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬مصرع‭ ‬حوالي‭ ‬3000‭ ‬شخص،‭ ‬ليقدم‭ ‬على‭ ‬«الفايسبوك»‭ ‬التعازي‭ ‬لعائلات‭ ‬الضحايا‭ ‬بصفته‭ ‬رئيسا‭ ‬للحكومة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أثار‭ ‬استهجان‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬وامتعاضهم،‭ ‬بل‭ ‬أحدث‭ ‬موجة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬التهكم‭ ‬والسخرية،‭ ‬لا‭ ‬بسبب‭ ‬تأخرها‭ ‬فقط‭ ‬بيومين،‭ ‬ولا‭ ‬بسبب‭ ‬حجم‭ ‬القتلى‭ ‬والمنكوبين،‭ ‬بل‭ ‬بسبب‭ ‬«السبق‭ ‬الكبير»‭ ‬في‭ ‬التضامن‭ ‬المادي‭ ‬الذي‭ ‬بادر‭ ‬إليه‭ ‬فاعلون‭ ‬مدنيون‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التضامن‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬التعبير‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬رؤساء‭ ‬دول‭ ‬ومنظمات‭ ‬وتكتلات‭ ‬إقليمية‭ ‬في‭ ‬الساعات‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬أعقبت‭ ‬الكارثة‭. ‬والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬يتبادر‭ ‬إلى‭ ‬الذهن،‭ ‬أمام‭ ‬هذا‭ ‬الاستخفاف، ‬هو:‭ ‬هل‭ ‬يستحق‭ ‬المغاربة‭ ‬حكومة‭ ‬لا‭ ‬توقظها‭ ‬الزلازل‭ ‬من‭ ‬فرط‭ ‬عدم‭ ‬الإنصات‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يوحدهم،‭ ‬في‭ ‬السراء‭ ‬والضراء؟‭ ‬هل‭ ‬الحكومة‭ ‬مغلوبة‭ ‬حقا‭ ‬على‭ ‬أمرها،‭ ‬ولا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تتحرك‭ ‬في‭ ‬«الأزمات‭ ‬الكبرى»؟‭ ‬هل‭ ‬هي،‭ ‬كما‭ ‬يقال‭ ‬عنها،‭ ‬أصغر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬البلاد‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة‭ ‬والواجهات؟
لقد‭ ‬جر‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬نفسه،‭ ‬وعلى‭ ‬أعضاء‭ ‬حكومته،‭ ‬موجة‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬اللاذعة‭ ‬تجاه‭ ‬تدبير‭ ‬الحكومة‭ ‬لهذه‭ ‬الكارثة‭. ‬حيث‭ ‬رصدت‭ ‬مقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬تم‭ ‬نشرها‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬حجم‭ ‬الدمار‭ ‬الذي‭ ‬لحق‭ ‬بالمناطق‭ ‬المنكوبة،‭ ‬وحجم‭ ‬الخسائر‭ ‬التي‭ ‬هلفها،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬طبيعة‭ ‬البنية‭ ‬العمرانية‭ ‬في‭ ‬أقاليم‭ ‬الحوز‭ ‬وورزازات‭ ‬وتارودانت،‭  ‬وهول‭ ‬الهشاشة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬شريحة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الساكتة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المغاربة‭ ‬يقعون‭ ‬خارج‭ ‬«البرامج‭ ‬الحكومية»،‭ ‬وأن‭ ‬التهميش‭ ‬الذي‭ ‬يطالهم‭ ‬«صنع‭ ‬حكومي»‭ ‬عن‭ ‬عمد‭ ‬وسبق‭ ‬إصرار،‭ ‬وإلا‭ ‬بماذا‭ ‬نفسر‭ ‬صمود‭ ‬المباني‭ ‬الحكومية‭ ‬والمقرات‭ ‬العمومية‭ ‬والسدود،‭ ‬بينما‭ ‬تهاوت‭ ‬دواوير‭ ‬بكاملها‭ ‬على‭ ‬سكانها‭ ‬في‭ ‬فاجعة‭ ‬لم‭ ‬تشهد‭ ‬لها‭ ‬تلك‭ ‬المناطق‭ ‬مثيلا؟
لقد‭ ‬انتظرت‭ ‬الحكومة‭ ‬طويلا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تلبي‭ ‬طلبات‭ ‬الاستغاثة‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬مواطنون‭ ‬منكوبون،‭ ‬حيث‭ ‬عبر‭ ‬مواطنون‭ ‬عن‭ ‬استيائهم‭ ‬الشديد‭ ‬من‭ ‬تأخر‭ ‬تحرك‭ ‬فرق‭ ‬الإنقاذ‭ ‬إلى‭ ‬الأماكن‭ ‬المنكوبة‭ ‬لمباشرة‭ ‬عمليات‭ ‬انتشال‭ ‬الضحايا‭ ‬وإغاثة‭ ‬الجرحى‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬المفقودين‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب،‭ ‬بل‭ ‬عبروا‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬الجبال‭ ‬عن‭ ‬تبرمهم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬إلى‭ ‬الدواوير‭ ‬النائية،‭ ‬والتي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تعيش‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬«النواح»‭ ‬على‭ ‬القتلى،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬المبيت‭ ‬في‭ ‬العراء‭ ‬جراء‭  ‬تحول‭ ‬البيوت‭ ‬إلى‭ ‬أكوام‭ ‬مم‭ ‬الحجارة‭ ‬والأتربة‭.‬
إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬يؤاخذ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنتقدين‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬الاستعجالي‭ ‬والجاهزية‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬الكبرى،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬يحتضن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬البؤر‭ ‬الزلزالية‭ ‬المعروفة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الخبراء‭ ‬والمختصين،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أسهم‭ ‬وفق‭ ‬تعبيرهم‭ ‬في‭ ‬تفاقم‭ ‬الأزمة‭ ‬وإزهاق‭ ‬عددٍ‭ ‬أكبرَ‭ ‬من‭ ‬الأرواح‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬اتخاذ‭ ‬التدابير‭ ‬اللازمة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬وطبيعة‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬«المسالك‭ ‬الطرقية»‭  ‬واللوجستيك‭ ‬«معدات‭ ‬الإنقاذ»،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬«دليل‭ ‬محين‭ ‬للمواطن»‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الكوارث‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المناطق‭.‬
نقطة‭ ‬أخرى‭ ‬سوداء‭ ‬حققتها‭ ‬الحكومة‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬متتبعون‭ ‬"ضعف‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الوطني"،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬المغاربة‭ ‬هجروا‭ ‬«الإعلام‭ ‬العمومي»‭ ‬نحو‭ ‬القنوات‭ ‬الإخبارية‭ ‬الدولية‭ ‬المختصة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬لجوئهم‭ ‬إلى‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬بغرض‭ ‬«الإحاطة‭ ‬التامة»‭ ‬بالوضع،‭ ‬والوقوف‭ ‬على‭ ‬مخلفات‭ ‬الزلزال‭ ‬والإجراءات‭ ‬المتخذة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬السلطات‭ ‬العمومية‭ ‬لإغاثة‭ ‬المنكوبين‭. ‬إذ‭ ‬اكتفت‭ ‬«التلفزة‭ ‬المغربية»،‭ ‬كعادتها،‭ ‬بتقديم‭ ‬حصيلة‭ ‬القتلى‭ ‬والجرحي‭ ‬وبلاغات‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬وكأن‭  ‬الكارثة‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭. ‬بينما‭  ‬اكتفى‭ ‬«الوزراء»،‭ ‬مثل‭ ‬الجميع،‭ ‬بتدوينات‭ ‬على‭ ‬حساباتهم‭ ‬الرسمية‭ ‬بمواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬لتقديم‭ ‬العزاء‭ ‬لأسر‭ ‬الضحايا‭ ‬وإظهار‭ ‬الحزن‭ ‬والتأسف‭ ‬والأسى‭ ‬مما‭ ‬وقع،‭ ‬والحال‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬شرط‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي،‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الكوارث،‭ ‬هو‭ ‬«الإقامة» في‭ ‬عين‭ ‬المكان‭ ‬وإظهارِ‭ ‬المشاركة‭ ‬العلنية‭ ‬في‭ ‬الميدان،‭ ‬والمساهمة‭ ‬الفعلية‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الكارثة،‭ ‬والسهر‭ ‬على‭ ‬سير‭ ‬عمليات‭ ‬الإغاثة‭ ‬والإنقاذ‭ ‬وتقديم‭ ‬المساعدات،‭ ‬ووضع‭ ‬الخطط‭ ‬والبرامج‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬بأقل‭ ‬الخسائر‭ ‬الممكنة‭.  ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفروض،‭ ‬حسب‭ ‬المنتقدين،‭ ‬أن‭ ‬يظهر‭ ‬الوزراء،‭ ‬الذين‭ ‬يدبرون‭ ‬قطاعات‭ ‬الإعلام‭ ‬والسكنى‭ ‬والصحة‭ ‬والتجهيز‭ ‬والنقل،‭ ‬حسا‭ ‬وطنيا‭ ‬عاليا‭ ‬قد‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬منسوب‭ ‬الثقة‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين‭  ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬التي‭ ‬أطلقت‭ ‬على‭ ‬نفسها،‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬ولايتها،‭ ‬«الحكومة‭ ‬الاجتماعية»‭ ‬أو‭ ‬«حكومة‭ ‬الكفاءات»‭ ‬أو‭ ‬«حكومة‭ ‬استعادة‭ ‬الثقة»،‭ ‬والحال‭ ‬أنها‭ ‬فوتت‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬فرصة‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬الدليل‭ ‬الملموس‭ ‬أنها‭ ‬حكومة‭ ‬جديرة‭ ‬بالثقة‭ ‬والاحترام‭ ‬لو‭ ‬بالفعل‭ ‬كان‭ ‬بإمكانها‭ ‬إثبات‭ ‬سرعة‭ ‬الاستجابة‭ ‬للكارثة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬أن‭ ‬يمنحها‭ ‬العلامة‭ ‬الكاملة‭ ‬لدى‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الوطني‭.‬
وبالحديث‭ ‬عن‭ ‬العلامة‭ ‬الكاملة،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬الحاسم‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الملكية،‭ ‬بأمر‭ ‬من‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬مما‭ ‬استحقت‭ ‬معه‭ ‬بالفعل‭ ‬«العلامة‭ ‬الكاملة»‭ ‬كما‭ ‬عزز‭ ‬صورتها‭ ‬الإيجابية‭ ‬لدى‭ ‬عموم‭ ‬مواطنين‭ ‬الذين‭ ‬عاينوا‭ ‬منذ‭ ‬اللحظات‭ ‬الأولى‭ ‬لوقوع‭ ‬الزلزال‭ ‬كيف‭ ‬تعبأت‭ ‬مختلف‭ ‬وحدات‭ ‬الجيش،‭ ‬برا‭ ‬وجوا‭  ‬لتقديم‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الدعم‭ ‬لفرق‭ ‬الوقاية‭ ‬المدنية‭ ‬وأطر‭ ‬الصحة،‭ ‬وذلك‭ ‬بالمساهمة‭ ‬المباشرة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الإجلاء‭ ‬والإنقاذ‭ ‬والإسعاف،‭ ‬بالاعتماد‭ ‬على‭ ‬اللوجستيك‭ ‬العسكري‭ ‬المتطور‭ ‬«الطائرات،‭ ‬طائرات‭ ‬الهليكوبتر،‭ ‬طائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار،‭ ‬مستشفى‭ ‬ميداني،‭ ‬آليات‭ ‬الحفر‭ ‬والتنقيب‭.. ‬إلخ»،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬«التخفيف‭ ‬من‭ ‬التأخر‭ ‬الحكومي»‭. ‬كما‭ ‬أثبت‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بونا‭ ‬واسعا‭ ‬بين‭ ‬جيش‭ ‬محترف‭ ‬و»حكومة‭ ‬متراخية»‭ ‬لا‭ ‬قدرة‭ ‬فعلية‭ ‬لها،‭ ‬خارج‭ ‬وعود‭ ‬أخنوش‭ ‬المألوفة،‭ ‬على‭ ‬إعمار‭ ‬المناطق‭ ‬المنكوبة‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬الآجال‭. ‬فبينما‭ ‬أكد‭ ‬الجيش‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬التحديات،‭ ‬اكتفى‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬بإنتاج‭ ‬«الوعود‭ ‬الكاذبة»،‭ ‬لمحاولة‭ ‬استدراك‭ ‬ما‭ ‬فاته‭ ‬من‭ ‬حزم‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الكارثة،‭ ‬والظهور‭ ‬بمظهر‭ ‬الحريص‭ ‬على‭ ‬العدالة‭ ‬المجالية،‭ ‬لكن‭ ‬أنى‭ ‬له‭ ‬ذلك‭ ‬وقد‭ ‬«سبق‭ ‬السيف‭ ‬العدل»،‭ ‬وانتشرت‭ ‬مهزلة‭ ‬«التعزية‭ ‬المتأخرة»‭ ‬انتشار‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬الهشيم؟‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬سيطفىء‭ ‬حرقة‭ ‬المواطنين‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تتوفر‭ ‬حكومة‭ ‬أخنوش‭ ‬على‭ ‬الجرأة‭ ‬الكافية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬وضع‭ ‬مفاتيح‭ ‬الوزارات‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة،‭ ‬وأن‭ ‬تغادر‭ ‬الشأن‭ ‬العام‭ ‬بما‭ ‬تبقى‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬كرامة،‭ ‬إن‭ ‬وجدت‭ ‬بالفعل!
 
تفاصيل أوفى تجدونها في العدد الأسبوعي «الوطن الآن»