1- في عصر تحكمه تكنولوجيا الإنترنت والشاشات:
أصبحت "الديمقراطية السيبرانية " أي استخدام الفضاء الرقمي لتوسيع مجال المشاركة والاستفادة بتكافؤ، حيث لم يعد دور الأطفال يقتصر على اللعب فقط، بل أصبح بإمكانهم أن يكونوا جزءًا من العالم الرقمي بشكل ذكي ومسؤول، من هنا جاء "التنشيط الذكي": أنشطة ممتعة وتربوية تهدف إلى تعريف الأطفال بمواطنتهم الرقمية، وتمكينهم من استخدام التكنولوجيا بأمان، ووعي، وإبداع، فإن تحقيق أقصى استفادة من هذه الفرصة يتطلب مقاربة تربوية شاملة، تضمن الاستخدام الإيجابي للإنترنت وتجنب مخاطره وهكذا تصبح أهداف التنشيط الذكي:
- تعزيز الوعي الأخلاقي في استخدام الإنترنت.
- تربية الأطفال على قيم المواطنة الرقمية.
- تشجيع المشاركة الرقمية الإيجابية في القضايا التي تهم المجتمع.
- تنمية القدرات النقدية والتعبيرية في العالم الرقمي.
بناء الوعي الرقمي المسؤول:
لا يقتصر التعامل مع الإنترنت على التصفح والتواصل فحسب، بل يشمل أيضًا "تحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية" ولتحقيق ذلك، يجب التركيز على:
تعريف النشء بحقوقهم وواجباتهم الرقمية، مثل احترام الخصوصية، ومكافحة التضليل الإعلامي، وحماية البيانات الشخصية.
تنمية مهارات التحقق من الأخبار، لتمييز المعلومات الموثوقة من المضللة، والتعرف على أساليب التلاعب الإعلامي.
التوعية بمخاطر الإفراط في استخدام الإنترنت، مثل الإدمان الرقمي، والتنمر الإلكتروني، وتأثيراته السلبية على الصحة النفسية والجسدية.
تطوير المهارات الرقمية الأساسية:
لضمان مشاركة فعالة، يجب تعزيز:
- مهارات البحث النقدي، لتحليل المعلومات وتقييم مصداقيتها.
- فنون التواصل الرقمي، للتعبير عن الرأي باحترام ووضوح.
- الأمان السيبراني، لحماية البيانات وتجنب الاختراقات والاحتيال الإلكتروني.
دور المؤسسات التربوية والأسرة
لا يمكن تحقيق هذه الأهداف دون تعاون المؤسسات التعليمية والأسر:
- إدراج مفاهيم المواطنة الرقمية في المناهج الدراسية، لتعليم المتمدرسين كيفية التعامل مع العالم الافتراضي بمسؤولية.
- تدريب المربين من مدرسين ومنشطين على أساليب التوعية الرقمية، ليكونوا قادرين على توجيه الطلاب بشكل صحيح.
- دور الأسرة في الرقابة الذكية، عبر الحوار المستمر حول مخاطر الإنترنت، ومراقبة المحتوى دون تقييد الحريات.
التحديات والعقبات
مكونات التنشيط:
1. مواطن رقمي مسؤول
نشاط تفاعلي تمرين يعرف الأطفال على:
ما هي الخصوصية الرقمية؟ (ورشة لعب أدوار: "من يحق له أن يرى صوري؟)
ما هي حقوقي وواجباتي على الإنترنت؟
كيف أتعامل مع الأخبار الكاذبة؟ (لعبة "صح أم خطأ؟")
2. نتشارك ونصنع الفرق
ورشات تعزز المشاركة الإيجابية:
تصميم "ملصق رقمي" يدعو لحدث بيئي أو اجتماعي.
المشاركة في نقاش آمن حول موضوع يهم الأطفال (مثلاً: كيف نحمي الحيوانات)
لعبة "أنا صحفي صغير" لإنشاء تقرير أو فيديو قصير.
3- مهارات رقمية
كيف أبحث بذكاء؟ (نشاط "الباحث السريع)
كيف أعبّر عن رأيي باحترام؟ (مسرح تفاعلي)
كيف أحمي نفسي على الإنترنت؟ (ورشة "كلمات السر وأعداء الإنترنت)
4- أدوار الأسرة والمربين والمنشطين:
تقديم دعم إيجابي دون رقابة صارمة.
فتح حوارات مستمرة مع الأطفال حول استخدام الإنترنت.
مرافقة الأطفال في الأنشطة واكتشاف الفضاء الرقمي معهم.
5- تحديات نناقشها مع الأطفال:
ليس كل الأطفال يملكون إنترنت
الإنترنت قد يخدعنا بمعلومات غير صحيحة
بعض الألعاب أو التطبيقات قد تكون ضارة
رغم الإيجابيات، تواجه الديمقراطية السيبرانية تحديات وعقبات مثل:
- الفجوة الرقمية حيث لا يزال الكثيرون محرومين من الوصول العادل للإنترنت.
- التحيز الخوارزمي الذي قد يعزز وجهات نظر أحادية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
- انتشار الأخبار الكاذبة التي تهدد استقرار المجتمعات وتشوه الحقائق.
خلاصة مؤقتة:
الديمقراطية السيبرانية ليست مجرد تقنية، بل "ثقافة جديدة" تحتاج إلى تربية رقمية متوازنة. بتمكين الأطفال والشباب من أدوات المعرفة والمهارات اللازمة، يمكن تحويل الإنترنت من مجرد وسيلة ترفيه إلى منصة للإبداع والمشاركة المجتمعية الفاعلة.
التكنولوجيا يمكن أن تكون جسرًا للمشاركة والإبداع وبناء المستقبل.
مع "التنشيط الذكي"، يتحول الطفل إلى مواطن رقمي فاعل، ذكي، وآمن.
6- مثال من مناقشات وتطبيقات التنشيط الذكي: الإعلام والرقمنة للأطفال
هل تعرفون أن الهاتف والتلفاز والحاسوب يمكن أن يكونوا ممتعين ومفيدين في نفس الوقت؟ نعم! في التنشيط الذكي، سنتعلم كيف نستمتع ونستفيد من الإعلام والتكنولوجيا بطريقة ذكية وآمنة وخارج أوقات الدراسة
ما هو الإعلام؟
الإعلام هو كل ما نشاهده أو نسمعه أو نقرأه، مثل:
برامج التلفاز
فيديوهات اليوتيوب
الأخبار
الألعاب الرقمية
التطبيقات
لكن ليس كل ما نراه حقيقي أو مناسب لنا، وهنا يأتي دورنا في أن نكون أذكياء رقمياً,
ماذا سنتعلم في التنشيط الذكي؟
كيف نفرّق بين المعلومات الصحيحة والمزيفة
كيف نستعمل الإنترنت بطريقة آمنة
كيف نعبّر عن أفكارنا من خلال فيديوهات أو صور أو قصص رقمية
كيف نصنع محتوى مفيد وممتع بأنفسنا
كيف نحترم خصوصيتنا وخصوصية الآخرين
كيف نستعمل الإنترنت بطريقة آمنة
كيف نعبّر عن أفكارنا من خلال فيديوهات أو صور أو قصص رقمية
كيف نصنع محتوى مفيد وممتع بأنفسنا
كيف نحترم خصوصيتنا وخصوصية الآخرين
أمثلة على أنشطة التنشيط الذكي:
- لعبة صائد الأخبار: نميّز الأخبار الحقيقية من المزيفة.
- ورشة يوتيوبر صغير: نتعلّم كيف نصوّر فيديو بسيط ومفيد.
- تصميم ملصق رقمي عن موضوع نحبه.
- حوار تمثيلي: كيف نرد بأدب على التعليقات الإلكترونية.
- رحلة داخل تطبيقات مشهورة: نكتشف مميزاتها ومخاطرها.
لماذا نحتاج التنشيط الذكي؟
لأننا نعيش في عالم رقمي، وعلينا أن نكون أبطالاً فيه
نستمتع، نبدع، ونتعلم دون أن نضيّع وقتنا أو نعرّض أنفسنا للخطر
نستمتع، نبدع، ونتعلم دون أن نضيّع وقتنا أو نعرّض أنفسنا للخطر
7- اقتباسات من مواقع:
اليونسكو UNESCO تقارير حول التعليم الرقمي ومحو الأمية الإعلامية
الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) – إرشادات حول الأمن السيبراني للأطفال
مكافحة التضليل الإعلامي والأخبار الكاذبة معهد رويترز لدراسة الصحافة
الأمن السيبراني وحماية البيانات منظمة "كاسبرسكي" (Kaspersky)
الفجوة الرقمية والتحيز الخوارزمي البنك الدولي
على هامش تحضيرات المؤتمر الفكري الرابع لحركة الطفولة الشعبية الذي انعقد بمدينة وزان 3 و4 و5 ماي الجاري، ومناقشاته وفعالياته حول تدبير مجال التربية الإعلامية والرقمية، ومن خلال مراجع أشرت الى بعضها وتمارين فعلية مع منصات الذكاء الاصطناعي، أهدي هذه المقاربة الى كل المؤتمرين والمؤتمرات والى عموم المهتمين بالتنشيط التربوي ومستقبله مساهمة في نقاش سيكون له مستقبل وأثر في التنشيط التربوي كما في كل مظاهر الحياة المجتمعية.