مع اقتراب كل استحقاق انتخابي جديد، يطفو على السطح ذلك السؤال المؤلم الذي صار يؤرق جزءا كبيرا من الرأي العام المغربي: هل نحن فعلا أمام انهيار حقيقي للتمثيلية السياسية بالمغرب؟ أم أننا فقط بصدد متابعة فصل جديد من فصول العبث السياسي الذي استوطن مؤسساتنا الحزبية وجعل من الوجوه السياسية أدوات فاقدة للبوصلة والقرار؟
لقد اصبح المشهد أكثر قتامة مما كان عليه في السابق فلا لا شيء ينبئ بأن التغيير قد يكون ممكنا ولا أحد من هؤلاء الذين يخرجون علينا بخطاباتهم المرتبكة وتصريحاتهم الاستفزازية قادر على إعادة الحد الأدنى من الثقة بين المواطن والفاعل السياسي. بل إن الأمر فاق كل التوقعات وصار يدعو إلى الاشمئزاز الحقيقي، حين نجد من يفترض أنهم يمثلوننا يتنافسون في تقديم الولاءات ويمعنون في إذلال أحزابهم وتفريغها من أي محتوى سياسي حقيقي، كما لو اننا أمام عروض مرتجلة، ان ام تكن مفتعلة، لا تحترم لا كرامة ولا ذكاء المغاربة ولا معاناتهم اليومية.
الشارع المغربي اليوم أصبح لا يثق، لا يصغي، لا ينتظر، لأنه فقد الإحساس بأن له تمثيلية حقيقية داخل هذه المؤسسات، لأن الوجوه تتكرر، والخطابات تتشابه، والممارسات تعاد بأساليب أكثر انحدارا بينما المواطن يغرق في همومه اليومية، من ارتفاع الأسعار إلى انسداد الأفق دون أن يجد من يترافع عنه أو يحمل صوته بصدق داخل الفضاءات الرسمية.
إن ما نراه اليوم لا يمكن اختزاله في مجرد "ضعف حزبي"، بل هو عنوان أزمة عميقة في الوساطة السياسية، في مفهوم المسؤولية، في أخلاقيات الفعل العمومي. أزمة إن تركت دون تصحيح قد تدخلنا إلى مرحلة اللاعودة، بحيث لن يبقى للديمقراطية أي مضمون، وستتحول صناديق الاقتراع بعدها إلى مجرد طقس بلا روح...
لقد آن فعلا الأوان لقول الأمور كما هي وكما تبدو عليه، دون تجميل ولبدون خوف!! فالتمثيلية السياسية في المغرب باتت في خطر ليس فقط بسبب تحكم المخزن في مفاصل اللعبة، ولكن أيضا بسبب انبطاح نخب اختارت أن تبيع شرعيتها مقابل بقعة ضوء أو كرسي مهتز، فأضعفت نفسها وأضعفت معها صورة المؤسسات، وأهدرت بذلك فرصة تاريخية كانت يمكن أن تعيد الاعتبار للثقة المفقودة.
هل من بصيص أمل؟ ربما، لكنه لن يكون إلا حين ينهض جيل جديد من الفاعلين السياسيين، يحمل جرأة النقد وصدق الالتزام، ويضع حدا لهذا المسلسل العبثي الذي يهدد ما تبقى من حلم الديمقراطية المغربية.
لقد اصبح المشهد أكثر قتامة مما كان عليه في السابق فلا لا شيء ينبئ بأن التغيير قد يكون ممكنا ولا أحد من هؤلاء الذين يخرجون علينا بخطاباتهم المرتبكة وتصريحاتهم الاستفزازية قادر على إعادة الحد الأدنى من الثقة بين المواطن والفاعل السياسي. بل إن الأمر فاق كل التوقعات وصار يدعو إلى الاشمئزاز الحقيقي، حين نجد من يفترض أنهم يمثلوننا يتنافسون في تقديم الولاءات ويمعنون في إذلال أحزابهم وتفريغها من أي محتوى سياسي حقيقي، كما لو اننا أمام عروض مرتجلة، ان ام تكن مفتعلة، لا تحترم لا كرامة ولا ذكاء المغاربة ولا معاناتهم اليومية.
الشارع المغربي اليوم أصبح لا يثق، لا يصغي، لا ينتظر، لأنه فقد الإحساس بأن له تمثيلية حقيقية داخل هذه المؤسسات، لأن الوجوه تتكرر، والخطابات تتشابه، والممارسات تعاد بأساليب أكثر انحدارا بينما المواطن يغرق في همومه اليومية، من ارتفاع الأسعار إلى انسداد الأفق دون أن يجد من يترافع عنه أو يحمل صوته بصدق داخل الفضاءات الرسمية.
إن ما نراه اليوم لا يمكن اختزاله في مجرد "ضعف حزبي"، بل هو عنوان أزمة عميقة في الوساطة السياسية، في مفهوم المسؤولية، في أخلاقيات الفعل العمومي. أزمة إن تركت دون تصحيح قد تدخلنا إلى مرحلة اللاعودة، بحيث لن يبقى للديمقراطية أي مضمون، وستتحول صناديق الاقتراع بعدها إلى مجرد طقس بلا روح...
لقد آن فعلا الأوان لقول الأمور كما هي وكما تبدو عليه، دون تجميل ولبدون خوف!! فالتمثيلية السياسية في المغرب باتت في خطر ليس فقط بسبب تحكم المخزن في مفاصل اللعبة، ولكن أيضا بسبب انبطاح نخب اختارت أن تبيع شرعيتها مقابل بقعة ضوء أو كرسي مهتز، فأضعفت نفسها وأضعفت معها صورة المؤسسات، وأهدرت بذلك فرصة تاريخية كانت يمكن أن تعيد الاعتبار للثقة المفقودة.
هل من بصيص أمل؟ ربما، لكنه لن يكون إلا حين ينهض جيل جديد من الفاعلين السياسيين، يحمل جرأة النقد وصدق الالتزام، ويضع حدا لهذا المسلسل العبثي الذي يهدد ما تبقى من حلم الديمقراطية المغربية.