الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

هل بدأ شهر العسل بين المغرب وجنوب إفريقيا؟

هل بدأ شهر العسل بين المغرب وجنوب إفريقيا؟

تلقى المغرب ضربة موجعة في شتنبر 2004 حين نجحت الجزائر في دفع برلمان جنوب إفريقيا إلى الاعتراف رسميا بـ "الجمهورية الصحراوية" وإلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة معها.
وقد اختارت السلطات الجزائرية أن يكون توقيت القرار الجنوب إفريقي متزامنا مع استقبالها للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بقضية الصحراء ألفارو دوسوتو وادعائها في شخص وزير الخارجية عبدالعزيز بلخادم أنها "ليست الوصي على الصحراويين ولا الناطق الرسمي باسمهم…وأنها مع الشرعية الدولية ومبدأ حق تقرير مصير الشعوب"، علما أن الجميع يدرك أن الجزائر هي التي افتعلت هذا النزاع وتسخر منذ أكثر من أربعين سنة كل إمكانياتها الديبلوماسية والمالية من أجل خدمة المشروع الانفصالي وتحقيق أهدافها الجيواستراتيجية للهيمنة في المنطقة.
ولم تكن الخطوة التي قام بها الجنوب إفريقيون لتؤدي سوى إلى توتر العلاقات بين البلدين، حيث وصل الأمر برئيس جنوب إفريقيا، جاكوب زوما، إلى الإدلاء بتصريح مناهض للمغرب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أكتوبر 2013: "حريتنا لن تكتمل طالما لم يتمتع الشعب الصحراوي بتقرير مصيره".
فما الذي يحدث الآن؟ وكيف يمكن أن نقرأ الرسالة التي أدلى بها وزير الطاقة الجنوب إفريقي في قلب السفارة المغربية بكيب تاون بمناسبة عبد العرش، حيث قال:" إن جنوب افريقيا تظل ملتزمة بتعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع المغرب"؟ هل ترغب جنوب إفريقيا في إعادة ربط الاتصال بالمغرب؟ وهل استشعرت خطأها في إدارة ظهرها للرباط بدافع من "الفردوس الاقتصادي" الذي فتحه حكام قصر المرادية أمامها؟
لقد ذكر أوليفانت "بعلاقات التضامن التاريخية" التي تربط بين المغرب وجنوب افريقيا، مبرزا أن بريتوريا عبرت عن "عرفانها العميق وغير القابل للنقاش للمغرب للدعم المهم" الذي قدمه للشعب الجنوب افريقي في كفاحه ضد الأبارتايد. كما تحدث عن استقبال المغرب على أراضيه للرئيس الراحل نيلسون مانديلا في العام 1962 خلال فترة الصراع ضد نظام الأبارتايد.
وقال أوليفانت في هذا السياق إن مانديلا اعترف بهذا التضامن المغربي تجاه بلاده في سيرته الذاتية التي تحمل عنوان "مشوار طويل نحو الحرية".
وأضاف الوزير الجنوب إفريقي إن هذا الدعم المغربي الفعال أسس لقاعدة صلبة من أجل تنمية علاقات الصداقة والتضامن التي سهر البلدان على تطويرها منذ 1994، مذكرا بالتوقيع على اتفاق يهم وضع لجنة مشتركة للتعاون في فبراير 1996؛ وهي اللجنة التي قال عنها إنها تظل حتى الآن أهم بنية ينسق من خلالها الجانبان علاقاتهما حول التعاون.
إنها دعوة إلى استئناف علاقة اقتصادية سرقتها انتهازية الجزائر، وهي دعوة إلى طي صفحة توتر استغرق 10 سنوات. فهل سيقبل المغرب اليد الممدودة التي عبر عنها الوزير أوليفانت؟ وهل هي يد المجاملة أم يد الصداقة والتعاون والاعتراف بالخطأ؟
لقد رافق المغرب الجنوب إفريقيين في معركتهم التحررية الطويلة ضد نظام الأبارتايد، وكانت أرضه ساحة دعم مفتوحة لهم وخلفية لإمدادهم بالمال والسلاح. كما استفاد المغرب من تجربتهم في تحقيق المصالحة الوطنية، وقام باستلهام فصولها ونتائجها. وها وهو الآن مقبل على احتضان المنتدى العالمي لحقوق الإنسان في أواخر نونبر 2014، ومن المرجح أن توجه الدعوة لشخصيات حقوقية وازنة في بريتوريا للحضور إلى هذا المنتدى، مما سيشكل فرصة للطرفين من أجل تطبيع العلاقات.. في أفق إقدام سلطات جنوب إفريقيا على التراجع عن اعترافها بالجهورية المزعومة، ووقف معاكستها لمطامح المغرب المشروعة في استكمال وحدته الترابية.