الأحد 24 نوفمبر 2024
منوعات

بوفوس: هكذا اعتمد المولى إسماعيل على الأسرى الأوروبيين لبناء عاصمته مكناس (مع فيديو)

بوفوس: هكذا اعتمد المولى إسماعيل على الأسرى الأوروبيين لبناء عاصمته مكناس (مع فيديو) المهندس المعماري رشيد بوفوس
قال الكاتب والمهندس المعماري رشيد بوفوس، في تصريح لبرنامج l'incontournable الوثائقي، الذي تبثه قناة ARTE، إن السلطان مولاي اسماعيل اتخذ قرارا ببناء أكبر وأجمل عاصمة في العالم آنذاك، ألا وهي مدينة مكناس. 
وأشار بوفوس إلى بأن المولى اسماعيل اعتمد على القرصنة  (ما كان يسمى بالجهاد البحري) بالبحر الأبيض المتوسط، وخصوصا بجنوب انجلترا وايرلندا ، حيث تمكن قراصنته من أسر العديد من  الأوروبيين، من بينهم عدد كبير من الفرنسيين.
وأضاف المهندس المعماري بوفوس، أن  الكاتب الفرنسي "جيرمان مويت" تم اختطافه من طرف قراصنة سلا، وسجن بحبس قارة بمدينة مكناس، وأنه كلف آنذاك بتحضير الصباغات لتلوين الزليج الذي استعمل في تزيين الأبواب الرئيسية للعاصمة مكناس.
وأضاف بوفوس أن السلطان مولاي إسماعيل قام ببناء قصور ذات أسوار ضخمة وعالية لأول مرة في تاريخ المغرب، من أجل إثارة إعجاب الزوار والسفراء، وأيضا من أجل إظهار عظمة حكمه الذي دام 55 سنة.
وأفاد المتحدث بأن عهد مولاي إسماعيل شهد نوعا من التنافس بين مملكتين : المملكة الفرنسية في عهد لويس الرابع عشر، والمملكة المغربية في عهد السلطان مولاي إسماعيل خلال القرن 17 ، مشيرا بأن لويس الرابع عشر أرسل سفراءه إلى المولى إسماعيل من أجل إبرام معاهدة سلام بين المغرب وفرنسا بغية إيقاف عمليات القرصنة بالبحر الأبيض المتوسط، وأيضا من أجل استرداد الأسرى. وقد استمرت المفاوضات عدة سنوات، علما أن الأسرى كانوا يشكلون يد عاملة بالغة الأهمية وكان المولى إسماعيل بحاجة ماسة إليها من أجل بناء عاصمته بمكناس.
وتطرق بوفوس الى اعتناق الكثير من الأسرى للإسلام، الأمر الذي مكنهم من إطلاق سراحهم، إذ  كان المولى اسماعيل يفخر كثيرا باعتناق هؤلاء للدين الإسلامي، في عهد اتسم بالصراع بين الحضارات والديانات بين الغرب والإسلام، إذ كان يعتبر اعتناق أسير مسيحي للإسلام معركة تم كسبها.
وأكد بوفوس أن الكاتب الفرنسي  "جيرمان مويت" رفض اعتناق الإسلام وهو الأمر الذي أبقاه تحت الأسر، رغم أنه حاول إقناع المولى اسماعيل بالعفو عنه وإطلاق سراحه عبر مخاطبته باللغة العربية، ومحاولة إقناعه عبر الإشارة الى كونه  قضى 11 سنة في المغرب، وأنه لا يمكنه البقاء لفترة أطول، ملتمسا العفو الملكي من أجل إطلاق سراحه، وهو الأمر الذي استجاب له السلطان مولاي اسماعيل، خاصة بعد توقيع المغرب وفرنسا معاهدة سلام، علم 1682.
 وقال بوفوس إن تلك الفترة شهدت تشكل إمبراطورية مغربية جديدة على الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، خصوصا بعد انهيار حكم المسلمين في الأندلس. وقد كان الغرب يتحاشى الصدام مع هذه الامبراطورية المغربية أو احتلالها، علما أنها كانت مبعث خوف وفزع كبير لدى الأمم.