(الاعتداء الجنسي) فعل مدان ويجب أن ينال الفاعل العقاب وعلى الجميع أن يتعبأ لمواجهة الاعتداء الجنسي على القاصرين وأن يتم تشديد العقوبة في هكذا قضايا دون تمتيع المتهم بظروف التخفيف، وشخصيا كمحام أرفض دوما ولازلت كذلك مؤازرة أي شخص متهم في مثل هذه الجرائم مع أنني أؤمن إيمانًا عميقا بالمحاكمة العادلة وشروطها وضمنها حق المتهم في الدفاع مواجهة الاعتداءات الجنسية بشكل عام وتلك المتعلقة بالقاصرين بشكل خاص تقتضي بالإضافة إلى الجانب الزجري (العقاب) مقاربة شمولية تدمج الأبعاد التربوية والحقوقية والنفسية والإعلامية حيث يقوم مختلف المتدخلين والفاعلين في مسار التنشئة الاجتماعية بوظائفهم بشكل متكامل لبناء مجتمع منفتح ومتصالح مع ذاته.
ولكن لابد من أن نحتاط في قضية بيدوفيل الجديدة وأن لا نساهم في خلط الأوراق من حيث ندري أو لا ندري وذلك باستهداف التخييم كمؤسسة للتربية على القيم ومساهمة في بناء الشخصية مع ان ما وقع لا علاقة له بذلك ،والمعروف تاريخيا أن التخييم تقوم به جمعيات مدنية (وعلى الأقل بعضها )انطلاقا من هواجس المساهمة في ترسيخ قيم المواطنة بما تقتضيه من التزام ومسؤولية وحقوق تقابلها واجبات ،هي جمعيات ساهمت تاريخيا ولازالت بنسب متفاوتة بإمكانيات متواضعة وأحيانا منعدمة بروح من المسؤولية والتطوع والتضحية في إذكاء الوعي بقضايا الطفولة والشباب ،جمعيات كان لها الفضل في إنتاج أطر وقامات فكرية وحقوقية وسياسية لعبت دورا كبيرا في النضال الوطني من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان فحذاري من الإنجرار وراء استهداف الفعل المدني الجاد والمسؤول.