سيرا على نهج سياستها التعنتية للعرب والمسلمين، تأبى إسرائيل إلا أن تواصل جبروتها على المستضعفين وتهديهم مع إطلالة العيد حصيلة ما اقترفته على مدى 19 يوم من القصف والغارات لقطاع غزة الفلسطيني. بعد أن وافقت على هدنة 12 ساعة التي كانت كافية ليعلم حفدة صلاح الدين الأيوبي في كل أرجاء العالم بأن عدد إخوانهم من الشهداء الفلسطينيين بلغ 1030، بالإضافة إلى 6000 جريح معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ. ويوم أمس السبت فقط مارست الدول العربية "المنددة" هوايتها في التفرج على عمليات انتشال أكثر من 132 من تحت الأنقاض، بينهم 29 في حي الشجاعية شرق مدينة غزة وحي الزيتون وحي التفاح، فضلا على 13 في مخيمات اللاجئين دير البلح والبريج والنصيرات و32 في بيت حانون و11 في خان يونس ورفح، بحسب حصيلة مؤقتة للمتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة. وفيما تبقى هذه الحصيلة مؤقتة ومرجحة للارتفاع، يظل الفلسطينيون في ثبات على صمودهم رغم الخذلان العربي الذي لم يعد غريبا عنهم، ورغم التنديدات الشفوية التي لم تعد تحرك قيد أنملة اعتبار المنتهك الواثق من تفاهة الصراخ بلا فعل.
خارج الحدود