Wednesday 22 October 2025
Advertisement
كتاب الرأي

بنسعيد الركيبي: قيادة الاتحاد الاشتراكي في ورطة .. طريق الخلاص أو طريق النهاية

بنسعيد الركيبي: قيادة الاتحاد الاشتراكي في ورطة .. طريق الخلاص أو طريق النهاية بنسعيد الركيبي
تقف قيادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في قلب ورطة سياسية وتنظيمية لم تعد مجرد خلاف داخلي أو جدل عابر، فقد تحولت إلى مأزق عميق يهدد الحزب الذي تقوده وتضعه أمام اختبار الشرعية والمستقبل. فالعهدة الرابعة التي حصل عليها الكاتب الأول السابق للحزب لم تكن ثمرة نقاش ديمقراطي حر ولا نتيجة اقتراع شفاف، وإنما جاءت عبر ملتمس مطعون في شكله ومضمونه، وبمشاركة ضعيفة لا تتجاوز 30% من المؤتمرين. وهو ما يجعل شرعيته منقوصة ويترك الباب مفتوحا أمام الطعن القانوني والتشكيك الشعبي.

لكن الورطة أكبر من الشكل القانوني. إنها عزلة جماهيرية وسياسية. فقد تحول التمديد إلى مادة للسخرية في الإعلام وإلى صدمة في الرأي العام، فيما انسحب العديد من المناضلين أو جمدوا عضويتهم رفضا للانحراف عن مسار الديمقراطية الداخلية. والنتيجة أن إدريس لشكر بات يملك الحزب شكليا لكنه فقد الثقة والالتفاف حوله.

ويزداد المأزق قتامة بفعل تأخر التهنئة الملكية التي يتوصل بها زعماء الأحزاب كما جرى به التقليد، بعيد اختيارهم لرئاسة أحزابهم. وحتى لو توصلت قيادة الاتحاد بالتهنئة بعد حين فلن تكون سوى صدقة سياسية باردة.. بلا روح ولا قيمة. لأن الرسالة الأبلغ قد قيلت بالصمت: أنت لم تعد في موقع التقدير وإنما في موقع المجاملة... 

فليس اليوم  أمام قيادة الاتحاد ، التي كتبت وأخرجت مسرحية التمديد سوى خيارات محدودة للخلاص من ورطتها : إما أن يعترف الكاتب الأول المنتهية عهدته بأن التمديد اختيارا غير موفق ولا يستشرف التغييرات التي أعلن عنها البلاغ الملكي الصادر إثر الاجتماع الوزاري الذي ترأسه جلالة الملك، ، وإما أن يواصل المكابرة فيكتب نهايته السياسية بيده. و بينهما خيار ثالث يحتاج الى التحلي بأكبر قدر من الشجاعة السياسية ،وإن كان صعبا، وهو  أن يختار الخروج المشرف قبل أن يخرجوه بالدعوة إلى عقد مؤتمر استثنائي، فيترك صورة أقل خسارة مما قد يصنعه الانهيار القادم.