الأربعاء 5 فبراير 2025
سياسة

الطيار: الجزائر تستخدم البوليساريو كأداة لتصفية حساباتها وكمرتزقة فـي النزاعات الإقليمية

الطيار:  الجزائر تستخدم البوليساريو كأداة لتصفية حساباتها وكمرتزقة فـي النزاعات الإقليمية الخبير الأمني محمد الطيار ومشهد من مخيمات تندوف
شواهد‭ ‬انتشار‭ ‬أنشطة‭ ‬الجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬كثيرة،‭ ‬وتورط‭ ‬عناصر‭ ‬مليشيات‭ ‬البوليساريو‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأنشطة‭ ‬الإرهابية‭  ‬في‭ ‬شمال‭ ‬مالي‭ ‬وموريتانيا‭ ‬وباقي‭ ‬دول‭ ‬الساحل‭ ‬الافريقي‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬المسلمات،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬سيطرة‭ ‬عصابات‭ ‬التهريب‭ ‬على‭ ‬المجال‭ ‬الجغرافي‭ ‬للمخيمات،‭ ‬وتورط‭ ‬مسؤولي"‭ ‬البوليساريو"‭ ‬في‭ ‬التهريب‭ ‬بأنواعه،‭ ‬من‭ ‬تهريب‭ ‬مواد‭ ‬المنظمات‭ ‬الإنسانية‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬ساكنة‭ ‬المخيمات،‭ ‬إلى‭ ‬تهريب‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬الجزائرية‭ ‬المدعومة،‭ ‬وتهريب‭ ‬الوقود‭ ‬وكذا‭ ‬التورط‭ ‬في‭ ‬تهريب‭ ‬الحشيش‭ ‬والكوكايين‭ ‬والاتجار‭ ‬في‭ ‬الأسلحة‭ ‬وفي‭ ‬البشر،‭ ‬ليس‭ ‬وحده‭ ‬المشهد‭ ‬المسيطر‭. ‬
‭ ‬فبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تورط‭ ‬مليشيات‭ ‬البوليساريو‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الانشطة‭ ‬الارهابية‭ ‬والجريمة‭ ‬المنظمة،‭ ‬فقد‭ ‬دأب‭ ‬أيضا‭ ‬النظام‭ ‬العسكري‭ ‬الجزائري‭ ‬على‭ ‬استخدامها‭ ‬كأداة‭ ‬لتصفية‭ ‬حساباته‭ ‬مع‭ ‬خصومه‭ ‬وكمرتزقة‭ ‬في‭ ‬النزاعات‭ ‬الإقليمية‭.‬
 
النظام العسكري الجزائري يستخدم عناصر "البوليساريو" كأداة لتصفية حساباته في شمال مالي طيلة‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬كانت‭ ‬المواجهات‭ ‬بين‭ ‬عناصر‭ ‬"البوليساريو"‭ ‬والجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬مالي‭ ‬تندلع‭ ‬بسبب‭ ‬الصراع‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬تهريب‭ ‬الكوكايين‭ ‬وتجارة‭ ‬الأسلحة‭ ‬الخفيفة‭. ‬وقد‭ ‬تعود‭ ‬أيضا‭ ‬النظام‭ ‬العسكري‭ ‬الجزائري‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬مليشيات‭ ‬البوليساريو‭ ‬كأداة‭ ‬لتصفية‭ ‬حساباته،‭ ‬وذلك‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬هواري‭ ‬بومدين‭ ‬حيث‭ ‬استعملها‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬شنها‭  ‬ضد‭  ‬موريتانيا‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬السبعينات،‭ ‬وفي‭ ‬صراعه‭ ‬مع‭  ‬الحركات‭ ‬المعارضة‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬الجزائري‭ ‬وشمال‭ ‬مالي‭. ‬ففي‭ ‬إطار‭ ‬صراعه‭ ‬مثلا‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬الحركات‭ ‬الأزاوادية‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬مالي‭ ‬التي‭ ‬ترفض‭ ‬الخضوع‭ ‬له،‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬نونبر‭ ‬2009‭ ‬حيث‭ ‬اختطفت‭ ‬مجموعةُ‭ ‬مسلحة‭ ‬من‭ ‬قبيلة‭ ‬لبرابيش‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬مالي،‭ ‬أربعة‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬ميليشيات‭ ‬البوليساريو‭ ‬ضمنهم‭ ‬القائد‭ ‬المساعد‭ ‬للمنطقة‭ ‬العسكرية‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬«البوليساريو»‭ ‬الطالب‭ ‬آمي‭ ‬الديه،‭ ‬واقتادتهم‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الجزائرية،‭ ‬حيث‭ ‬نقلوا‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬تاودني‭ ‬في‭ ‬مالي،‭ ‬ليطلق‭ ‬سراحهم‭ ‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬دفعت‭ ‬قيادة‭ ‬«البوليساريو»‭ ‬فدية‭ ‬مالية‭. ‬
 
وفي‭ ‬سنة‭ ‬2016‭ ‬قامت‭ ‬الجزائر‭ ‬بنقل‭ ‬أربعة‭ ‬من‭ ‬الأزواديين‭ ‬إلى‭ ‬داخل‭ ‬الجزائر‭ ‬لمحاكمتهم،‭ ‬بعدما‭ ‬كلفت‭ ‬مجموعة‭ ‬مسلحة‭ ‬من‭ ‬«البوليساريو»‭ ‬باختطافهم‭ ‬من‭ ‬منطقة كيدال‭ ‬شمال‭ ‬مالي‭. ‬وقد‭ ‬ردت‭ ‬آنذاك‭ ‬«الحركة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتحرير‭ ‬أزواد»‭ ‬باعتقال‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬الصحراويين،‭ ‬وهددت‭ ‬بتصفيتهم‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يطلق‭ ‬سراح‭ ‬مواطنيها،‭ ‬وأضافت‭ ‬حينها‭ ‬الحركة‭ ‬الأزوادية‭ ‬بأنها‭ ‬ستقوم‭ ‬باختطاف‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬عثرت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬الرحل‭ ‬الصحراويين‭ ‬المحسوبين‭ ‬على"البوليساريو"‭.‬
 
تورط عناصر ميليشيات البوليساريو  كمرتزقة في النزاعات الإقليمية تناقلت‭ ‬وكالات‭ ‬الإعلام‭ ‬الدولية‭ ‬خبر‭ ‬تورط‭ ‬عناصر‭ ‬"البوليساريو"‭ ‬في‭ ‬الأزمة‭ ‬الليبية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نقلته‭ ‬مؤسسة‭ ‬"هيودسن"‭ ‬التي‭ ‬أفادت‭ ‬أن‭ ‬"الثوار‭ ‬الليبيين‭ ‬اعتقلوا‭ ‬نحو‭ ‬556‭ ‬مقاتلاً‭ ‬من‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو،‭ ‬وقد‭ ‬أختير‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائتي‭ ‬مقاتل‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬البوليساريو‭ ‬مدربين‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭ ‬على‭ ‬مهارات‭ ‬حرب‭ ‬العصابات‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬القذافي‭. ‬وتم‭ ‬تسليحهم‭ ‬برشاشات‭ ‬كلاشينكوف‭ ‬والقنابل‭ ‬اليدوية‭ ‬وقاذفات‭ ‬الصواريخ‭ ‬وأرسلوا‭ ‬بسيارات‭ ‬الدفع‭ ‬الرباعي‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا»‭. ‬والأمر‭ ‬نفسه‭ ‬ذكره‭ ‬علي‭ ‬الريشي‭ ‬وزير‭ ‬الهجرة‭ ‬الليبي‭ ‬السابق،‭ ‬الذي‭ ‬إنضم‭ ‬إلى‭ ‬«الثوار»،‭ ‬وأكد‭ ‬أنذاك‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬له‭ ‬لقناة‭ ‬«المهاجر»‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬مقرها‭ ‬واشنطن‭ ‬أن‭ ‬«مرتزقة‭ ‬البوليساريو‭ ‬كانوا‭ ‬يقاتلون‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬قوات‭ ‬نظام‭ ‬القذافي‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الليبي‭.‬»‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬موظفين‭ ‬سامين‭ ‬بمنظمة‭ ‬الحلف‭ ‬الأطلسي،‭ ‬أعلنوا‭ ‬أن‭ ‬القذافي‭ ‬قد‭ ‬صرف‭ ‬ما‭ ‬مقداره‭ ‬3.5‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استجلاب‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬المرتزقة‭ ‬من‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬بقيمة‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬دولار‭ ‬لكل‭ ‬واحد‭ ‬طيلة‭ ‬شهرين،‭ ‬وأن‭ ‬أغلب‭ ‬أولئك‭ ‬المرتزقة‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬صحراويي‭ ‬مخيمات‭ ‬تيندوف‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬هجوم‭ ‬"الثوار"‭ ‬على‭ ‬السفارة‭ ‬الجزائرية‭ ‬بطرابلس‭ ‬بتاريخ‭ ‬22‭ ‬غشت‭ ‬2011،‭ ‬أعلنوا‭ ‬عثورهم‭ ‬على‭ ‬وثائق‭ ‬خاصة‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬الجزائري‭ ‬القوي‭ ‬للقذافي‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الدعم‭ ‬العسكري‭ ‬واللوجستيكي،‭ ‬وأيضا‭ ‬إرسال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مرتزقة‭ ‬«البوليساريو»‭ ‬إلى‭ ‬التراب‭ ‬الليبي‭. ‬
 
كما‭ ‬أكدت‭ ‬مالي‭ ‬سنة‭ ‬2013،‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬وزير‭ ‬خارجيتها،‭ ‬تيامان‭ ‬كوليبالي،‭ ‬انضمام‭ ‬مقاتلين‭ ‬من‭ ‬البوليساريو"‭ ‬إلى‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬الناشطة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬مالي‭ ‬حيث‭ ‬وضح‭ ‬أنذاك‭ ‬الوزير‭ ‬المذكور‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬صحفي‭ ‬أن:‭ ‬"عدد‭ ‬أفراد‭ ‬المجموعات‭ ‬الإسلامية‭ ‬المتطرفة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬مالي‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬500‭ ‬مقاتل‭ ‬جهادي‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الأزمة،‭ ‬وأصبح‭ ‬اليوم‭ ‬يتراوح‭ ‬بين‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬و500‭ ‬و7‭ ‬آلاف‭ ‬مقاتل"‭. ‬وأضاف‭ ‬"أن‭ ‬مجموعات‭ ‬من‭ ‬حاملي‭ ‬السلاح‭ ‬التحقوا‭ ‬بالإرهابيين‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬مالي،‭ ‬قادمين‭ ‬من‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬عليها‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو،‭ ‬جنوب‭ ‬غرب‭ ‬الجزائر"‭. ‬
 
كما‭ ‬تأكد‭ ‬تورط‭ ‬عناصر‭ ‬مليشيات‭ ‬البوليساريو‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬اللبناني‭. ‬وعرفانا‭ ‬بالمجهود‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬في‭ ‬النزاع‭ ‬السوري،‭ ‬تم‭ ‬تأسيس‭ ‬لجنة‭ ‬لدعم‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالشعب‭ ‬الصحراوي‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬سنة‭ ‬2016‭.‬
‭ ‬وفي‭ ‬سنة‭ ‬2017،‭ ‬رصدت‭ ‬الأجهزة‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬المغربية‭ ‬ثلاث‭ ‬وقائع،‭ ‬تؤكد‭ ‬الروابط‭ ‬المتينة‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬المليشيات‭  ‬الانفصالية‭ ‬بحزب‭ ‬الله،‭  ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬انخراط‭ ‬خبراء‭ ‬عسكريين‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬تدريب‭ ‬عناصر‭ ‬البوليساريو‭ ‬بمخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬على‭ ‬حرب‭ ‬العصابات،‭ ‬وحرب‭ ‬الشوارع،‭ ‬وتكوين‭ ‬عناصر‭ ‬الكومندو،‭ ‬وتسليم‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬كذلك‭ ‬أسلحة‭  ‬لمليشيات‭ ‬البوليساريو‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬صواريخ‭ ‬سام‭ ‬9‭ ‬وسام‭ ‬11‭. ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬قامت‭ ‬الأجهزة‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬المغربية،‭ ‬برصد‭ ‬تورط‭ ‬ديبلوماسيا‭ ‬في‭ ‬السفارة‭ ‬الايرانية‭ ‬بالجزائر‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬عمليات‮ ‬‭ ‬تسليح‭ ‬البوليساريو‭ ‬وتسهيل‭ ‬كل‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللوجيستيكية‭ .‬