شواهد انتشار أنشطة الجريمة المنظمة في مخيمات تندوف كثيرة، وتورط عناصر مليشيات البوليساريو في مختلف الأنشطة الإرهابية في شمال مالي وموريتانيا وباقي دول الساحل الافريقي أصبح من المسلمات، كما أن سيطرة عصابات التهريب على المجال الجغرافي للمخيمات، وتورط مسؤولي" البوليساريو" في التهريب بأنواعه، من تهريب مواد المنظمات الإنسانية الموجهة إلى ساكنة المخيمات، إلى تهريب المواد الغذائية الجزائرية المدعومة، وتهريب الوقود وكذا التورط في تهريب الحشيش والكوكايين والاتجار في الأسلحة وفي البشر، ليس وحده المشهد المسيطر.
فبالإضافة إلى تورط مليشيات البوليساريو في مختلف الانشطة الارهابية والجريمة المنظمة، فقد دأب أيضا النظام العسكري الجزائري على استخدامها كأداة لتصفية حساباته مع خصومه وكمرتزقة في النزاعات الإقليمية.
النظام العسكري الجزائري يستخدم عناصر "البوليساريو" كأداة لتصفية حساباته في شمال مالي طيلة العقود الماضية كانت المواجهات بين عناصر "البوليساريو" والجماعات المسلحة في شمال مالي تندلع بسبب الصراع على عمليات تهريب الكوكايين وتجارة الأسلحة الخفيفة. وقد تعود أيضا النظام العسكري الجزائري على استخدام مليشيات البوليساريو كأداة لتصفية حساباته، وذلك منذ عهد هواري بومدين حيث استعملها في الحرب التي شنها ضد موريتانيا في عقد السبعينات، وفي صراعه مع الحركات المعارضة في الجنوب الجزائري وشمال مالي. ففي إطار صراعه مثلا مع بعض الحركات الأزاوادية في شمال مالي التي ترفض الخضوع له، ما حدث في نونبر 2009 حيث اختطفت مجموعةُ مسلحة من قبيلة لبرابيش العربية في شمال مالي، أربعة من قادة ميليشيات البوليساريو ضمنهم القائد المساعد للمنطقة العسكرية الأولى في «البوليساريو» الطالب آمي الديه، واقتادتهم من الأراضي الجزائرية، حيث نقلوا إلى منطقة تاودني في مالي، ليطلق سراحهم خلال أيام بعد أن دفعت قيادة «البوليساريو» فدية مالية.
وفي سنة 2016 قامت الجزائر بنقل أربعة من الأزواديين إلى داخل الجزائر لمحاكمتهم، بعدما كلفت مجموعة مسلحة من «البوليساريو» باختطافهم من منطقة كيدال شمال مالي. وقد ردت آنذاك «الحركة الوطنية لتحرير أزواد» باعتقال ثلاثة من الصحراويين، وهددت بتصفيتهم ما لم يطلق سراح مواطنيها، وأضافت حينها الحركة الأزوادية بأنها ستقوم باختطاف كل من عثرت عليه من الرحل الصحراويين المحسوبين على"البوليساريو".
تورط عناصر ميليشيات البوليساريو كمرتزقة في النزاعات الإقليمية تناقلت وكالات الإعلام الدولية خبر تورط عناصر "البوليساريو" في الأزمة الليبية، وهو ما نقلته مؤسسة "هيودسن" التي أفادت أن "الثوار الليبيين اعتقلوا نحو 556 مقاتلاً من جبهة البوليساريو، وقد أختير أكثر من مائتي مقاتل من عناصر البوليساريو مدربين بشكل جيد على مهارات حرب العصابات بناء على طلب القذافي. وتم تسليحهم برشاشات كلاشينكوف والقنابل اليدوية وقاذفات الصواريخ وأرسلوا بسيارات الدفع الرباعي إلى ليبيا». والأمر نفسه ذكره علي الريشي وزير الهجرة الليبي السابق، الذي إنضم إلى «الثوار»، وأكد أنذاك في تصريح له لقناة «المهاجر» التي كان مقرها واشنطن أن «مرتزقة البوليساريو كانوا يقاتلون إلى جانب قوات نظام القذافي ضد الشعب الليبي.» إضافة إلى أن موظفين سامين بمنظمة الحلف الأطلسي، أعلنوا أن القذافي قد صرف ما مقداره 3.5 مليون دولار من أجل استجلاب المئات من المرتزقة من شمال إفريقيا، بقيمة 10 آلاف دولار لكل واحد طيلة شهرين، وأن أغلب أولئك المرتزقة كانوا من صحراويي مخيمات تيندوف. كما أنه بعد هجوم "الثوار" على السفارة الجزائرية بطرابلس بتاريخ 22 غشت 2011، أعلنوا عثورهم على وثائق خاصة تدل على الدعم الجزائري القوي للقذافي بما في ذلك الدعم العسكري واللوجستيكي، وأيضا إرسال العديد من مرتزقة «البوليساريو» إلى التراب الليبي.
كما أكدت مالي سنة 2013، على لسان وزير خارجيتها، تيامان كوليبالي، انضمام مقاتلين من البوليساريو" إلى الجماعات الإرهابية الناشطة في شمال مالي حيث وضح أنذاك الوزير المذكور في تصريح صحفي أن: "عدد أفراد المجموعات الإسلامية المتطرفة في شمال مالي كان في حدود 500 مقاتل جهادي في بداية الأزمة، وأصبح اليوم يتراوح بين 5 آلاف و500 و7 آلاف مقاتل". وأضاف "أن مجموعات من حاملي السلاح التحقوا بالإرهابيين في شمال مالي، قادمين من مخيمات تندوف، التي تسيطر عليها جبهة البوليساريو، جنوب غرب الجزائر".
كما تأكد تورط عناصر مليشيات البوليساريو في الحرب الأهلية في سوريا إلى جانب حزب الله اللبناني. وعرفانا بالمجهود الذي قدمته في النزاع السوري، تم تأسيس لجنة لدعم ما يسمى بالشعب الصحراوي من طرف حزب الله سنة 2016.
وفي سنة 2017، رصدت الأجهزة الاستخباراتية المغربية ثلاث وقائع، تؤكد الروابط المتينة التي تجمع المليشيات الانفصالية بحزب الله، تتمثل في انخراط خبراء عسكريين من حزب الله في تدريب عناصر البوليساريو بمخيمات تندوف على حرب العصابات، وحرب الشوارع، وتكوين عناصر الكومندو، وتسليم حزب الله كذلك أسلحة لمليشيات البوليساريو من قبيل صواريخ سام 9 وسام 11. فضلا عن ذلك سبق وأن قامت الأجهزة الاستخباراتية المغربية، برصد تورط ديبلوماسيا في السفارة الايرانية بالجزائر في تنظيم عمليات تسليح البوليساريو وتسهيل كل الإجراءات اللوجيستيكية .