متابعة لموضوع حرق المصحف الشريف من طرف متطرف بالسويد أمام مسجد بمدينة ستوكهولم، تواصلت جريدة "أنفاس بريس" مع خالد شيات، أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الأول بمدينة وجدة، الذي أكد أن هناك إشكالية حقيقية في تقدير مفهوم منظومات الدول الغربية التي تدعي قيم التعددية والديمقراطية والحرية، وهي قيم توجد بأشكال مختلفة في هذه الدول.
وتابع قائلا بأنه يجب أن نتحدث بصدق حول بعض الإطلاقيات التي توصف بها هذه الحقوق، متسائلا: كيف لشخص يطلب من الحكومة السويدية أن يقوم بحرق كتاب سماوي معين، وكيف يقبل أن يمر هذا الطلب الذي هو في نظرهم حرية أن يمس بمشاعر ملايين الأشخاص؟؟، وكيف يتم التوازن بين حق شخص واحد وحقوق ملايين الأشخاص..هذا استفزازوإدعاء الدفاع عن الحريات والحقوق، وأين حقوق الذين مورس في حقهم هذا الإجرام؟ يقول الأستاذ شيات، الذي يضيف، " أننا لانتحدث عن حقوق الإنسان بدولة السويد..ولكن نتحدث عن حقوق الإنسان كمسألة كونية وفي مجال أوسع". كما يتساءل عن الحكمة من حرق كتاب سماوي كيفما كان نوعه، وعن الفائدة من ذلك وماهي الإشارة المقصودة من وراء الحرق؟
وشدد ضيف "أنفاس بريس" على أن حرق الكتب السماوية هو فعل الجبناء والضعفاء والمتخلفين، مذكرا بحرق كتب فلاسفة مثل ابن رشد، فما أدراك بكتاب الله. وانتقل الأستاذ شيات إلى الحديث عن نسق ذي طبيعة استراتيحية سياسية، مشيرا إلى المشاكل التي أثارها فعل حرق المصحف الشريف بين السويد وتركيا التي لم تبد أي استعداد لإعطاء الضوء الأخضر لدخول السويد إلى الناتو.
كما تناول إقحام الدول الإسلامية في هذا النزاع موضحا أن تركيا ليست هي العالم الإسلامي وليست أرض القرآن، بل هي دولة تتبنى العلمانية.
وختم شيات تصريحه بالتنويه ببلاغ وزارة الخارجية المغربية الذي شدد على إمارة المؤمنين، وهي في نظره إشارة طيبة وايجابية مبنية على الريادة الإيمانية والقيم القرانية والتسامح وتصالح للإنسانية، لأن ما يمس الإسلام والمسلمين يمس بالدرجة الأولى المغرب والمغاربة.