أكد سعيد الصديقي، الخبير في القانون الدولي والعلاقات الدولية على أن تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية تختلف من دولة إلى أخرى، " فمن الناحية الاقتصادية، والمالية، لعل الجزائر وليبيا هما المستفيدان الوحيدان في المنطقة المغاربية بفضل ارتفاع أسعار النفط، والغاز، وحادة العالم، وخاصة الدول الغربية إلى هذين المصدرين من الطاقة.
وأضافي في تصريح لجريدة "أنفاس بريس" على هامش الندوة المنظمة من طرف منتدى المتوسط للتبادل والحوار بشراكة مع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية اليوم الخميس 22 يونيو 2023 بعنوان:" الحرب الروسية-الأوكرانية وتداعياتها على المنطقة المغاربية (أضاف) أن الدول المغاربية متضررة من الناحية الاقتصادية بسبب ارتفاع أسعار النفط، وباقي الواردات من مصادر الطاقة، والحبوب.
وفي السياق ذاته، اعتبر المتحدث ذاته أن المنطقة المغاربية كمنظومة ونسق إقليمي لا تتأثر بشكل كبير، باعتبار أن هذا النسق يتميز بالشك المتبادل، وعدم الثقة بين الدول المغاربية، بالإضافة إلى التنافس، الأمر الذي استمر عبر كل الأنظمة الدولية الثنائية الأحادية القطبية، والآن إرهاصات أولية للنظام متعدد الأقطاب، وبالتالي من الضروري أن يكون هناك تأثير على هذه المنظومة.
من جانبه، أبرز بلال التليدي، الباحث في العلوم السياسية أن المغرب لحدود الآن يدير العلاقة مع الحرب الروسية-الأوكرانية بطريقة جد متوازنة، حيث بدا من أول وهلة ينآى بنفسه عن الانخراط في أي محور من المحاور، ويحافظ على التوازن مع روسيا، لاعتبارات تخص القضية الوطنية، وفي نفس الوقت، يقوم بكل الاحتياطات اللازمة لإدارة التوازن الإقليمي في علاقته بالجزائر.
والإطار ذاته اعتبر بلال التليدي أن الدولة التي يمكن أن تعيش تحديات أكثر هي الجزائر، التي تعيش حالة من العزلة شبه الكاملة بسبب قطع العلاقات مع المغرب بما يفيد أن حدودها من جهة الشرق مغلقة، وحدودها من جهة ليبيا مغلقة أيضا، لاعتبارات أمنية، يتدخل نفس الاعتبار الأمني ليجعل حدودها من جهة الجنوب، وبشكل خاص مع الصحراء حدودا تثير الكثير من التحفظ، والحذر، وأيضا تبقى رئتها المفتوحة وبشكل نسبي مع تونس.