حل السياسي محمد الشيخ بيد الله، وزير الصحة السابق والقيادي في حزب الأصالة والمعاصرة ورئيس مجلس المستشارين سابقا وأحد مؤسسي جبهة البوليساريو، ضيفا على برنامج "بصمات" الذي تبثه قناة M24، وتطرق في حوار مفصل إلى محطات ساخنة من مساره المهني والسياسي، بدءا بمساهمته في تأسيس نواة للطلبة الصحراويين بالرباط، مرورا بالأخطاء السياسية الكبرى التي واكبت تأسيس جبهة البوليساريو، والدور الليبي والمعارضة المغربية في الجزائر في تعزيز الدعوة إلى الانفصال وحمل السلاح، وصولا إلى ما يعيشه ملف الصحراء من انعطافات ديبلوماسية مهمة..
"أنفاس بريس" تنشر أبرز مضامين هذا الحوار:
ألم تُطرح فكرة تأسيس حزب صحراوي يدافع عن الوحدة الترابية للمملكة؟
أعتقد أن النخبة السياسية الصحراوية المتنورة لم تفكر قط في تأسيس حزب سياسي جهوي. لم تكن في مخيلتنا، في ذلك الحين، فكرة التقوقع الحزبي في منطقة صغيرة سكانها لا يصلون إلى 100 ألف. تفكيرنا كان منصبا على الانتماء الى حزب وطني من مشارب مختلفة، وقد كنا نعتبره بمثابة مدرسة تتيح الاحتكاك بمشاكل مختلف الجهات المغربية، وأيضا تملك الثقافة المغربية التي كانت من أهداف النخبة الصغيرة المتنورة التي شاركت في الانتخابات عام 1977.
هذه الفترة عرفت تأسيس مجموعة من الأحزاب، حيث كانت هناك حركة سياسية قوية في المغرب. كيف يمكن أن تصف هذه المرحلة؟
تلك المرحلة كانت تسيطر عليها الحرب الباردة والعلاقات بين الغرب والاتحاد السوفياتي، كما كانت تتميز بالأفكار القوية التي كانت تأتي من الدول الاشتراكية والدول الشيوعية عبر الأحزاب المغربية، وذلك من خلال أحداث تشيكوسلوفاكيا وأحداث اليونان المعروفة بثورة الكولونيلات واحتلال براغ. هذه الظروف كلها كان لها طنين في المجموعات التي كانت تتحرك على صعيد الجامعات، وبالتالي كانت لدى الطلبة والشباب بمختلف انتماءاتهم إنصات للتحولات التي تقع، بما فيها أفكار البعثيين على الصعيد العربي، وعلى رأسهم ميشيل عفلق، والأفكار الناصرية، إلى جانب أفكار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، والتي كانت حاضرة في الحقل الطلابي، وعلى مستوى قيادات الأحزاب السياسية. كنا طبعا متشبعين بهذه الأفكار، ونشارك في مناقشتها والتسلح ببعضها من أجل المناقشة والمحاججة، وأعتقد أن لكل فترة أهلها ورجالها ونساءها ومناخها وثقافتها..
تلك المرحلة كانت تسيطر عليها الحرب الباردة والعلاقات بين الغرب والاتحاد السوفياتي، كما كانت تتميز بالأفكار القوية التي كانت تأتي من الدول الاشتراكية والدول الشيوعية عبر الأحزاب المغربية، وذلك من خلال أحداث تشيكوسلوفاكيا وأحداث اليونان المعروفة بثورة الكولونيلات واحتلال براغ. هذه الظروف كلها كان لها طنين في المجموعات التي كانت تتحرك على صعيد الجامعات، وبالتالي كانت لدى الطلبة والشباب بمختلف انتماءاتهم إنصات للتحولات التي تقع، بما فيها أفكار البعثيين على الصعيد العربي، وعلى رأسهم ميشيل عفلق، والأفكار الناصرية، إلى جانب أفكار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، والتي كانت حاضرة في الحقل الطلابي، وعلى مستوى قيادات الأحزاب السياسية. كنا طبعا متشبعين بهذه الأفكار، ونشارك في مناقشتها والتسلح ببعضها من أجل المناقشة والمحاججة، وأعتقد أن لكل فترة أهلها ورجالها ونساءها ومناخها وثقافتها..
أنت لا تخفي إعجابك بميشيل عفلق، فما الذي يثيرك في فكر هذا الأخير؟
لم أكن إطلاقا من أنصار حزب البعث، ولكن عددا من الطلبة، وخاصة منهم الموريتانيين كانت تربطهم علاقات كبيرة مع حزب البعث، وكانوا يربطون الاتصال بسفارة العراق من أجل الحصول على الكتب البعثية، والتي لم أقرأ منها ولو كتاب واحد. لكن بالمقابل كان حزب البعث يمثل بالنسبة لنا نوعا من القبول بالآخر. فوجود المسلمين إلى جانب المسيحيين داخل حزب البعث كان بالنسبة لنا شيئا جذابا، ويعطينا فكرة عن حياتنا، وعن علاقتنا مع اليهود المغاربة. ثم لا ينبغي أن ننسى أن صداهم كان قويا، كما أن أقلامهم كانت قوية جدا وتصل إلينا بسرعة خاطفة. وكان محمد الخصاصي رئيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب آنذاك بمثابة ممثل للبعثيين، وهو للإشارة رجل دمث الأخلاق ومناضل كبير تم تعيينه في ما بعد سفيرا للمغرب في سوريا. وقد تميزت تلك الفترة بالبحث المستمر من طرف الشباب المغربي عن ذواتهم بين التيارات المختلفة بحيث كانوا يغيرون قناعاتهم بسرعة كبيرة.
لم أكن إطلاقا من أنصار حزب البعث، ولكن عددا من الطلبة، وخاصة منهم الموريتانيين كانت تربطهم علاقات كبيرة مع حزب البعث، وكانوا يربطون الاتصال بسفارة العراق من أجل الحصول على الكتب البعثية، والتي لم أقرأ منها ولو كتاب واحد. لكن بالمقابل كان حزب البعث يمثل بالنسبة لنا نوعا من القبول بالآخر. فوجود المسلمين إلى جانب المسيحيين داخل حزب البعث كان بالنسبة لنا شيئا جذابا، ويعطينا فكرة عن حياتنا، وعن علاقتنا مع اليهود المغاربة. ثم لا ينبغي أن ننسى أن صداهم كان قويا، كما أن أقلامهم كانت قوية جدا وتصل إلينا بسرعة خاطفة. وكان محمد الخصاصي رئيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب آنذاك بمثابة ممثل للبعثيين، وهو للإشارة رجل دمث الأخلاق ومناضل كبير تم تعيينه في ما بعد سفيرا للمغرب في سوريا. وقد تميزت تلك الفترة بالبحث المستمر من طرف الشباب المغربي عن ذواتهم بين التيارات المختلفة بحيث كانوا يغيرون قناعاتهم بسرعة كبيرة.