احتضنت كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان بفاس الدورة الأولى من المؤتمر الوطني حول البحث العلمي والتطبيقات الطبية للكيف أو القنب الهندي، على مدار ثلاثة أيام: من 25 إلى 27 ماي 2023. المؤتمر الذي نظمته الوكالة الوطنية للنباتات الطبية والعطرية وكلية الطب والصيدلة وطب الأسنان بفاس شهد حضور عدد من الخبراء والباحثين من مشارب علمية مختلفة تبادلوا خلاله نتائج أبحاثهم العلمية بخصوص الاستعمالات الطبية للقنب الهندي .
ويأتي تنظيم هذا المؤتمر كفرصة لتسليط الضوء على القنب الهندي، الذي يعتبر من المخدرات التي يتم استهلاكها على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى اكتشاف فوائده الطبية والتطبيقات العلاجية، بالإضافة الى تبادل الأفكار حول تاريخ هذه النبتة وفوائدها العلاجية، فضلا عن مخاطر استخداماتها الخاطئة .
ويسعى المؤتمر إلى تشجيع وإثارة اهتمام الباحثين المغاربة في البحث العلمي حول القنب الهندي، وتحديد المحاور الأولوية، وتعزيز مواضيع البحث في هذا الصدد، بالإضافة إلى تعزيز سبل الحفاظ وحماية التنوع المحلي للقنب الهندي، كما يعد فرصة مثالية للتعرف على آخر التطورات العلمية والتقنية في هذا المجال.
في هذا السياق قال عبد السلام قرطوطي، نائب عميد كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان، مكلف بالصيدلة في تصريح لجريدة " أنفاس بريس " إن المؤتمر ينعقد في سياق دولي مختلف، فبعد أن كانت نبتة الكيف تعتبر مخدرا شرعت اليوم مجموعة من الدول في تقنين زراعتها بناء على أبحاث علمية من أجل الاستعمالات الطبية والصناعية وضمنها المغرب الذي أصدر قانونا خاصا لتقنين زراعة الكيف، مشيرا بأن تنظيم هذا المؤتمر يدخل في إطار المساهمة في مجهودات البحث العلمي المتعلقة بهذه النبتة : تاريخها، كيفية الحفاظ عليها وتثمينها، استعمالاتها ومنافعها في علاج مجموعة من الأمراض ومن بينها السرطان، أمراض الجهاز الهضمي، الأمراض الجلدية..دون إغفال الأعراض الجانبية لاستعمالات هذه النبتة من تسممات وغيرها، وكيفية تفاديها وبالتالي الخروج بتوصيات يمكن أن تساهم في تطوير طرق استغلال هذه النبتة وهو ما سيمنح المغرب قيمة مضافة .
بدوره أكد محمد الأزمي الإدريسي، نائب عميد كلية الطب والصيدلة بفاس، مكلف بالبحث العلمي في تصريح للجريدة أن الأبحاث التي أجريت حول العالم أكدت أن هناك مكونات من نبتة القنب الهندي تتضمن فوائد تسمح باستعمالها كنبتة طبية، مشددا على ضرورة أن يكون ذلك الاستعمال مبني على طريقة علمية ومقننة، ولذلك – يضيف – فإن من أهم توصيات هذا المؤتمر هو تكوين فرق للبحث العلمي حول هذه النبتة وحول مكوناتها من أجل التوصل الى تحديد أكبر عدد ممكن من فوائد هذه النبتة .
وزكت ليلى بوستة، أستاذة باحثة بكلية العلوم بفاس بدورها نفس الطرح حين أكدت في تصريحها ل " أنفاس بريس " على ضرورة استعمال نبتة القنب الهندي بطريقة صحيحة، عبر استغلالها بطريقة علمية وبقواعد علمية وداخل مختبرات مغربية، مبرزة أهمية استعمال مستخلصات هذه النبتة في علاج العديد من الأمراض والأعراض، مقدمة مثال وجود 5 أو 6 أدوية في العالم مستخلصة من القنب الهندي، والتي تستعمل في علاج الصرع وعلاج الزهايمر وفي علاج عدد من الأمراض المستعصية.
وأشارت محاورتنا أن الرؤية الموجودة حاليا في المغرب تتلخص في ضرورة استخلاص مجموعة من مكونات من هذه النبتة واستعمالها في علاج أعراض توجد بكثرة في المغرب وضمنها الألم والالتهابات، وهو مسار للبحث جد مهم وتشتغل عليه حاليا فرق للبحث، وهو ما سيمكن من صناعة أدوية مستخلصة من القنب الهندي .
وأشارت أن القنب الهندي يعالج الأرق، وهذا مبرهن عليه علميا ، داعية فرق البحث العلمي الى تكثيف الاشتغال على هذه المجالات من أجل صناعة مادة مستخلصة من القنب الهندي المغربي بطرق علمية في المختبرات وأيضا عبر إجراء بحوث سريرية .
والملفت في نبتة القنب الهندي مقارنة مع نباتات أخرى – تضيف بوستة - هو كون جسمنا يفرز مواد قريبة جدا من مكونات القنب الهندي وإذا حصل هناك نقص في هذه المواد، فينبغي تعويضها عبر أدوية أو عبر مواد مستخلصة من القنب الهندي لأنها تتجانس مع حاجيت جسمنا.