الجمعة 7 فبراير 2025
كتاب الرأي

نوفل البعمري: القمة العربية السعودية؟

نوفل البعمري: القمة العربية السعودية؟ نوفل البعمري
من المنتظر أن تحتضن السعودية، بتاريخ 23 ماي المقبل، القمة العربية على مدار خمسة أيام، وهي القمة التي ستسبقها اجتماعات تحضيرية سواء على مستوى وزراء خارجية الدول العربية أو على مستوى باقي المسؤولين للدول العربية، والتي ستحاول السعودية ضمان نجاحها وحضور مختلف القادة العرب الكبار لتعويض قمة الجزائر التي انتهت إلى مقاطعتها من مختلف حكام الدول العربية حتى باتت عنوانا للفشل، وهو ما ستعمل السعودية على تفاديه، وإذا كان من السابق لأوانه الحديث عمن سيحضر ومن سيتغيب، فإن ما هو أكيد أن القمة المقبلة ستكون لها راهنية كبيرة وستعكس مدى قدرة النظامين السعودي والإماراتي على إنجاح التحركات التي يقومان بها في اتجاه سوريا وإيران ومن خلالهما تجاه الصين وروسيا مما يشير إلى وجود خريطة جديدة إقليمية على المستوى العربي تتشكل، وهي خريطة تريد أن تتجه بالبوصلة العربية نحو خط واتجاه آخر، خاصة مع المواقف الأخيرة للدول العربية تجاه إيران، التي أدانته بسبب تدخلاته في الدول العربية وتغذيته للتنظيمات الانفصالية والإرهابية، لذلك سيكون المغرب معنيا بهذا التحرك القبلي الذي يحدث وسيحدث، وبما سيتم طرحه في القمة العربية السعودية من مستجدات تشهدها الساحة العربية وتقودها كل من السعودية والإمارات.
المغرب استراتيجيًا معني بهذه التحركات لعدة اعتبارات نورد منها مايلي:
المغرب كان قد تدخل في اليمن تضامنًا مع السعودية ضد تنظيم الحوثيين الشيعي، الذي كان يستهدف أمن السعودية.
المغرب معني بهذه التحركات لأنه عانى من جهة أخرى من التدخل الإيراني في المنطقة بسبب دعمه وتسليحه لميشليات البوليساريو وآخر ما قامت به إيران هو إرسال طائرات «درون» لهذا التنظيم الإرهابي.
سوريا ونظامها مازال موقفهما من الوحدة الترابية ملتبسا وقد سبق للسفير السوري بالأمم المتحدة أن استعمل هذه الورقة للضغط على المغرب من أجل دفعه لتغيير موقفه من الصراع الذي كان دائرا على السلطة بسوريا.
انطلاقًا من هذه المحددات الأساسية التي تحكم علاقته بالقمة العربية التي ستنعقد بسوريا، وارتباطًا بالتحرك السعودي والإماراتي في الشرق الأوسط، يظل المغرب معنيًا بشكل مباشر بهذه التحركات وبالتحضيرات التي تتم للقمة العربية وبالمواقف التي ستعلن عنها في ظل هذه المستجدات التي تحدث بالشرق الأوسط، والتي تفرض تحركًا دبلوماسيًا مغربيًا لوضع مختلف مطالبه لدفع النظام السوري، قبل إعادته للجامعة العربية، أن يوضح موقفه من الوحدة الترابية لمختلف الدول على رأسها المغرب، وأن يكون هناك التزام إيراني بوقف كل أشكال الدعم العسكري والسياسي والإعلامي لتنظيم البوليساريو، أضف إلى كل ذلك كيفية ضبط هذه المتغيرات الجيواستراتيجية التي تريدها السعودية والإمارات بالشكل الذي لا يؤثر على التوازن في منطقة شمال إفريقيا، خاصة وأن كلا النظامين السوري والإيراني معروفان بدعمهما للنظام الجزائري!!
القمة العربية المقبلة سيكون لها ما بعدها لأنه إذا ما استطاعت السعودية إقناع الدول العربية «بصواب» التحرك الدبلوماسي الذي تقوم به ستشهد الجامعة العربية تحولًا كبيرا على مستوى مواقفها التي ظلت تحكمها منذ أكثر من عشر سنوات، وعليه يجب أن يكون المغرب حاضرًا في كل تفاصيل تحضير القمة، وفي أن يسعى ويدفع في اتجاه تعزيز مكاسبه الدبلوماسية سواء عادت سوريا للجامعة العربية أم لم تعد، وسواء تمت المصالحة مع إيران أم لا!!
وسيكون لنا عودة لهذا الموضوع وفقًا لما سيحدث من تطورات.