السبت 20 إبريل 2024
منبر أنفاس

خليل البخاري: ما أحوجنا إلى حوكمة تربوية بمؤسساتنا التعليمية

خليل البخاري: ما أحوجنا إلى حوكمة تربوية بمؤسساتنا التعليمية خليل البخاري
ان مختلف التحولات التي يشهدها العالم في كافة المجالات: علميا، تكنولوجيا، اتصاليا ومعلوماتيا، تنعكس بدون شك على المؤسسة التربوية وبصفة خاصة الإدارة العربوية، كونها المتحكمة في كافة امور الحياة المدرسية وهي المسؤولة عن الاخفاق أو النجاح في تحقيق الأهداف التربوية. لذلك، على الإدارة التربوية أن تواجه المستقبل بكل تحدياته الجسام وتتكيف مع التغيير المتسارع.
على مدير المدرسة الابتعاد عن الطرق التقليدية في عمله اليومي، والتي تجعله مصدرا الملل والرتابة والنمطية والروايات بعيد عن روح الإبداع.
وعليه ان يوجد في نفسه قائد مبدع يستطيع أن يواجه التحديات المفروضة عليه في هذا العصر ويرتقي بالمدرسة نحو التألق.
ولكي يتحقق ذلك، يجب على مدير المؤسسة التربوية الالتزام بأمرين مهمين: أولهما ان يمتلك مهارات الابداع في عمله الاداري، وثانيها تطوير رؤية ورسالة مشتركة للمدرسة، بحيث يشرك جميع العاملين معه في صياغة مشروع مفيد للمدرسة وتحديد اولويات المدرسة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني وأولياء الأمر لمساعدته في تحقيق أهداف المدرسة، وبناء ثقافة مشتركة تمكن المدرسة من تحقيق التغيير المنشود.
ان القيادة المدرسية السليمة هي التي تحفز على التفكير السليم والابداع المثمر للعاملين ويحقق ذلك من خلال حث كل العاملين بالمدرسة على تطبيق أساليب تدريس وأنشطة جديدة. فامتلاك المدير بمهارات الابداع وانفتاحه على كل المجالس التعليمية في مقدمتها مجلس التدبير وبرلمان التلاميذ وجمعية أولياء الامور، يعتبر بداية للتغيير المنشود الذي يسعى اليه كل حريص على العملية التعليمية وتصل الى تعليم نوعي يقرأ الماضي والحاضر ويتبصر المستقبل ويواكب التحولات التي يشهدها العالم في كافة المجالات.
ان المدير الحقيقي هو المحرك والموجه لكل العناصر والامكانيات المتوفرة في المدرسة. فالقدرة على إدارة. المدرسة تتوقف على كفاءة وأهلية مديرها القادر على قيادة عناصر العملية التعليمية قيادة حكيمة متبصرة دون تحيز وتفعيل دور مشاركة التلاميذ ومجالس التعليم عوض الانكباب على تصفح المذكرات التي لا تنتهي والبقاء حبيس المكتب.
لا بد لمدارسنا أن تتحول من مؤسسات تقليدية جامدة الى مدارس متعلمة نشيطة ودمقراطية خالية من نماذج المديرين الانفراديين في اتخاد القرارات التي تهم المؤسسة والتلاميذ بالدرجة الأولى. كما أننا بحاجة إلى مدراء حركيين بمعنى يسايرون المستجدات التربوية ويعقدون شراكات تخدم مصلحة المدرسة، وقادرين على تهيئة الظروف بالمدرسة وبمحيطها لجعل المدرسة مشتلا حقيقيا لإنتاج النخب ولتسير في الطريق الصحيح.
 
خليل البخاري، باحث تربوي