Sunday 18 May 2025
سياسة

زيارة النعم ميارة للقاهرة تعطي دينامية جديدة للعلاقات المغربية- المصرية

زيارة النعم ميارة للقاهرة تعطي دينامية جديدة للعلاقات المغربية- المصرية ميارة خلال لقائه بالمستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ المصري
 اعطت زيارة رئيس مجلس المستشارين النعم ميارة، الأسبوع المنصرم، إلى القاهرة دفعة جديدة للعلاقات المغربية المصرية التي تشهد خلال السنوات الاخيرة دينامية كبيرة بفعل تكثيف تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين والمواقف الإيجابية الداعمة والمعززة لقوة محوري الرباط والقاهرة .
وشكلت زيارة النعم ميارة على رأس وفد برلماني هام،  أهمية كبرى لسياقها وطبيعة القضايا التي تناولها  المسؤول المغربي مع رئيس مجلس الشيوخ ووكيل مجلس النواب وكذا وزير الخارجية المصري، حيث تم التأكيد على دور البعد البرلماني في تعزيز وتدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين في شتى المجالات. 
كما تم التأكيد على أهمية تنسيق المواقف بشأن القضايا ذات الإهتمام المشترك للبلدين على الصعيدين الإقليمي والدولي باعتبارهما موقعين جيو استراتيجيين متميزين وقطبين مركزيين بالمنطقة.
ويبرز البعد السياسي في العلاقات المتميزة بين البلدين، لاسيما   مواقف القاهرة الداعمة لقضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية والتزامها بالحل الأممي لقضية الصحراء وتأييدها  لقرارات مجلس الأمن  الذي رحب بالجهود المغربية المتسمة بالجدية والمصداقية والرامية إلى المضي قدماً نحو التسوية السياسية. في حين تدعم الرباط امن مصر المائي وحقوقها في مواردها المائية.
ويكتسي البعد الاقتصادي الذي كان حاضرا في محادثات المسؤول المغربي مع المسؤولين المصريين،  اهمية من خلال دوره في تعزيز العلاقات المغربية - المصرية والارتقاء بها إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة، وكذا العدد الهام من الاتفاقيات الموقعة بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، وايضا لثقلهما الاقتصادي في القارة الإفريقية لاسيما وان الشريكين يتوفران على قدرات اقتصادية هامة وكفاءات بشرية متميزة. بالإضافة  إلى ما تشكله التحديات المشتركة الأمنية من مكانة متقدمة في اجندة البلدين خصوصا تلك المرتبطة منها بالتهديدات الأمنية العابرة للقارات والتصدي للهجرة غير الشرعية بما يعزز جهود التنمية المستدامة ويحافظ على أمن واستقرار المنطقة. فضلا عن التطابق الحاصل في عدد من القضايا الدولية التي تندرج في إطار التوابث العربية،  منها أساسا القضية الفلسطينية من خلال الدعوة إلى إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة، لاسيما وان الملك محمد السادس يرأس لجنة القدس التي تقوم بعمل متميز في دعم صمود المقدسيين والحفاظ على الطابع العربي والإسلامي للقدس، وعلى وضعها القانوني ومكانتها الحضارية ورمزيتها كأرض للتعايش بين الديانات الثلاث.
ومن شأن هذه الزيارة أن تعطي نفسا جديدا للدينامية التي تشهدها العلاقات المغربية - المصرية اعتبارا لما يلعبه البعد البرلماني من دور محوري في تعزيز هذه الدينامية خصوصا في ظل التحديات المختلفة التي تعيشها المنطقة.
جدير بالذكر في هذا السياق، أن الديبلوماسية البرلمانية شهدت  انتعاشة ملحوظة في السنوات الاخيرة بفعل المبادرات الاستباقية الهادفة والجادة لرئيس مجلس المستشارين النعم ميارة على مختلف الواجهات الدولية،  نورد منها على سبيل المثال لا الحصر  الزيارة الناجحة التي سبق له أن قام بها في الشهور الاخيرة إلى جمهورية موريتانيا، والتي التقى خلالها كبار المسؤولين في الجارة الجنوبية وتوجت بالاتفاق على مجموعة من الإجراءات الهامة منها التوقيع على بروتوكول تعاون بين برلماني البلدين وإقامة منتدى برلماني  بشكل منتظم بين الجانبين، كفضاء للحوار  والنقاش والتداول في مختلف القضايا المشتركة وكذا كآلية لتعزيز التعاون والشراكة خدمة للمصالح الحيوية بين البلدين الشقيقين