ما الفرق بين الجنيرال المذبوح الذي أعطى الأمر بقتل الملك الحسن الثاني وضيوفه في قصر الصخيرات عام 1971؟
ما الفرق بين الجنيرال أوفقير الذي أعطى الأمر بقصف الطائرة الملكية عام 1972؟
وما الفرق بين العمدة محمد ساجد الذي لم يتحرك لتنفيذ ما أمر به الملك محمد السادس؟
في ظني لا يوجد أي فرق، بل هناك قاسم مشترك بين الجنيرالين والعمدة، ألا وهو اغتيال الملك!!
في الحالة الأولى (المذبوح و أوفقير) كانت هناك رغبة في الاغتيال المادي. وفي الحالة الثانية (عمدة الدارالبيضاء) هناك رغبة في الاغتيال الرمزي للملك محمد السادس.
فما معنى أن يخطب الملك أمام البرلمان حول الدارالبيضاء وينعي «بياضها الذي اسود» بسبب «تزفت» المسؤولين وبدل أن تزهر المدينة بالأشجار والورود نراها «تطلي البشر» بالأزبال؟
ما معنى أن تخصص صفقة جديدة بقيمة 54 مليار سنتيم في السنة لقطاع النظافة، وبدل أن تكون شوارع المدينة بهية وأنيقة نراها تتحول إلى مطارح كارثية للأزبال؟
ما معنى أن ينخرط المغرب في أعلى الهرم في ميثاق للبيئة بينما سلطات مدينة الدارالبيضاء تنخرط في حملة «زبالة لكل مواطن»؟
ما معنى أن يأذن أمير المؤمنين بفتح 117 مسجدا جديدا (والمسجد عنوان للدين، والدين مرادف للنظافة، والنظافة من الإيمان)، في الوقت الذي يأذن العمدة بفتح الأرصفة وأحواض الأشجار لرمي 3000 طن من الأزبال بالدارالبيضاء؟
ما معنى أن ترصد الدولة حوالي 58 مليار سنتيم للانتخابات المقبلة لاختيار منتخبين، وهي لم تعمل أي شيء لمعاقبة المتهاونين الحاليين لفتح شهية الناس للمشاركة في اختيار اللاحقين؟
ما معنى رصد 80 مليار سنتيم وما يزيد للزفت وإعادة الزفت بالبيضاء، إذا كانت شاحنات شركات النظافة تعصر ملايير الأطنان من الأزبال الكريهة في شوارعنا وأزقتنا؟
ما معنى المناداة على شركات أجنبية وإمطارنا بشعارات جذابة لتبرير منحها تدبير مرفق النظافة، إذا كانت هذه الشركات الأجنبية هي أكبر المتورطين في الإبادة الجماعية لساكنة العاصمة الاقتصادية لنهبها 54 مليار سنتيم كل عام دون أن تأتي بقيمة مضافة في جمع الأزبال؟
ما معنى أن يقوم البوليس والنيابة العامة وإدارة الضرائب بـ «سخسخة» المواطن البسيط إذا تأخر في تسديد الضرائب، في حين يتواطؤون مع العمدة ومسؤولي المدينة في عدم «جرجرتهم» ومساءلتهم عن تقصيرهم في «صرف» 54 مليار سنتيم، ومعرفة مآل هذا المبلغ الذي تكشف وضعية الأزبال بالدارالبيضاء أن مبلغ الصفقة لا ينبغي أن يتجاوز «جوج فرانك» فأحرى مليار أو 54 مليارا؟
فالله ينعل للي ما يحشم!!
في الصميم