تعيش قيادة الواتة بإقليم صفرو على ايقاع نزاع حول مياه السقي تطور إلى نزاعات كبيرة وتسبب في اندلاع احتجاجات لازالت مستمرة منذ شهور، ويقول المحتجون إن دوار زاوية سيدي بنعيسى يظل هو المتضرر الوحيد والأوحد بالنظر لوقوع الدوار جغرافيا ضمن آخر سلسلة لتوزيع مياه السقي .
في نفس السياق قال عبد الله فتحي، رئيس جمعية مستغلي المياه للأغراض الزراعية في الواتة إن عين منطقة الواتة سجلت تراجعا ملحوظا في صبيبها المائي نتيجة عوامل الجفاف والسماح بإنجاز الثقوب المائية في إطار مخطط المغرب الأخضر والذي أدى الى استنزاف الفرشاة المائية، حيث كان صبيب العين – يضيف محاورنا – يصل إلى 600 لتر في الثانية لكنه تراجع حاليا الى أقل من 100 لتر في الثانية مما أدى إلى انقطاع تزويد عدد من الدواوير في المنطقة بالماء.
وأشار محاورنا أن دوار تاغزوت يقع ضمن دائرة الاتهام بالنظر لوجود مستغلين كبار قاموا بوضع قنوات للسقي اعتبرها محاورنا غير شرعية مع تراجع صبيب عين الواتة، حيث أن قطرها يصل الى 136 سنتيمتر وهو الأمر الذي يتعارض مع ما سبق لجمعية مستغلي مياه السقي للأغراض الفلاحية أن أوصت به ( 75 سم في القطر ) مضيفا بأن هذا المعطى تثبته محاضر العون القضائي الذي عاين القنوات المذكورة، علما أن قناة قطرها 25 سنتيمتر فقط بإمكانها استيعاب 40 لتر في الثانية.
وأوضح محدثنا أنه إذا تم تقسيم صبيب العين حاليا والذي يصل إلى 100 لتر حاليا، بين الضفة اليمنى والضفة اليسرى فهذا يعني منح 50 لتر لكل ضفة، مع العلم أن النزاع قائم حاليا في الضفة اليمنى فقط علما أن دوار واحد وهو دوار تاغزوت يسيطر على ما يقارب نصف الحصة المخصصة للضفة اليمنى بأكملها وهو ما يشكل إجحافا كبيرا بباقي الدواوير ( 7 دواوير ) علما أن دوار زاوية سيدي بنعيسى يظل المتضرر الأكبر بالنظر لوقوعه في آخر سلسلة لتوزيع مياه السقي.
وأشار فتحي لجريدة " أنفاس بريس " إن جمعية مستغلي مياه السقي لأغراض فلاحية سبق لها أن نادت بتنقية مجرى العين على طول كيلومتر و 700، علما أنه يضم عيون صغيرة، حيث يواقع تراكم للرمال والأتربة والأعشاب الطفيلية، وبالتالي فإزالة هذه التراكمات وتنقية المجرى بإمكانه زيادة نسبة المياه في العين تبعا لما خلصت له دراسة حديثة لوكالة الحوض المائي لسبو رفقة عدد من الشركاء ( وزارة الفلاحة، وزارة التجهيز والماء، السلطات الترابية، الجماعة المحلية، جمعية مستعملي المياه المخصصة للأغراض الزراعية بالواتة ) .
ويشدد فتحي على ضرورة إيجاد حل جذري للنزاع حول مياه السقي، وهو الأمر الذي طرحه في جلسة مع الشركاء على أساس إبرام ملحق اتفاقية تخص دوار زاوية سدي بنعيسى لتمكينه من حصته في مياه السقي، وهو المقترح الذي طرحته ساكنة الدوار و تبنته جمعية مستغلي مياه السقي للأغراض الفلاحية . وتقوم حاليا وزارة الفلاحة بدراسة من أجل بناء ساقية صغيرة لاستخراج حصة زاوية سيدي بنعيسي.
وأكد محاورنا وجود تجاوب كبير وايجابي من طرف الجهات المعنية وعلى رأسها السلطات الإدارية، نافيا وجود أي مشكل مع المؤسسات التي تتعاطى بجدية مع الموضوع، بل المشكل يكمن في إمكانية تطور النزاع حول مياه السقي خصوصا مع حلول فصل الصيف، علما أن المياه لا تصل حاليا الى زاوية سيدي بنعيسى رغم التساقطات المطرية.
.gif)
