الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

كريم مولاي: 22 عاما في المنفى الاختياري بلندن هربا من الجزائر

كريم مولاي: 22 عاما في المنفى الاختياري بلندن هربا من الجزائر كريم مولاي
في هذا اليوم الثالث من فبراير تنقضي 22 عاما بالتمام والكمال على مغادرتي للجزائر إلى المنفى الاختياري الذي لا أزال مقيما فيه، ففي مثل هذا اليوم من سنة 2001 وصلت الى بريطانيا بعد أن أيقنت أنه لايمكنني المواصلة في الحرب القذرة التي تم إقحامي فيها من طرف جهاز المخابرات الجزائري. سنوات قضيتها تحت غطاء هذا الجهاز جعلتني أصبح شاهدا على العديد من المواقف والأحداث الدامية والخطيرة التي حصلت في سنوات العشرية السوداء ..
نعم أخطأت كغيري من الوطنيين في أول عهدهم بالحياة، فيحسبون أن النظام هو الوطن، ولكن التجربة غير القول لذلك ما إن أدركت الفارق بين الوطنية الحقيقية والنظام الزائل، حتى أخذت قرارا شجاعا بالانضمام إلى المعارضة والقيام بواجبي في تعرية ما أحسب أنه جرائم بحق بلادي الجزائر.
سنوات من النضال عبر الصحافة والبرامج التلفزيونية وشبكات التواصل الاجتماعي جعلت من شخصي وبكل تواضع منبرا لمن لا منبر لهم وصوتا لمن لا يجد آذانا صاغية لندائه، لن نمل ولن نكل حتى نسقط هذا النظام الديكتاتوري ونرى الجزائر وطننا الحبيب بين أيدي وطنيين يقودونها نحو التقدم والإزدهار ..
لقد قدمت مراجعاتي في عدد من المنابر الإعلامية والسياسية، وأدليت بشهادتي في عدد من المواقع والمنظمات الحقوقية الدولية، وهو جهد المقل الذي لا يبخس جهود غيره من الوطنيين الواقفين على الجمر داخل الخضراء، أو ممن هم شركاء لي في المنفى والاغتراب.. وأشعر بكثير من الفخر ليس فقط لأنني ابن أرض الشهداء، وإنما لأنني وريث الشهداء في الدفاع عن الحرية والكرامة والمواطنة.
في هذه الذكرى الأليمة على كل وطني، إذ أن النفي في نهاية المطاف هو عقوبة قاسية لأنه قتل معنوي بأتم معنى الكلمة، مع ذلك فإنني أحمد الله حمدا كثيرا على أن من علي بالصحة والعافية، ويسر لي مسارب كثيرة لحفظ كرامتي أولا، ثم لتمكيني من أدوات التعبير عن ذاتي وعن حبي لوطني، الذي يتعرض لمزيد من التفكيك والعبث بسبب استمرار عقلية الغنيمة التي تتعامل بها عصابة الجنرالات غير عابئين بمصالح البلاد والعباد..
 
كريم مولاي؛ خبير أمني جزائري/ منفى في المملكة المتحدة