الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد شروق: صعود المنتخب المغربي لكرة القدم إلى القمة أسهل من البقاء فيها..ونماذج من هنا وهناك

محمد شروق: صعود المنتخب المغربي لكرة القدم إلى القمة أسهل من البقاء فيها..ونماذج من هنا وهناك محمد شروق
الصعود إلى القمة أسهل من البقاء فيها..حكمة تعلمناها منذ الصغر وستظل عنوانا لكل مسار ناجح وعليه أن يظل ناجحا وهذا هو التحدي والرهان.
هذا ما ينطبق على المنتخب الوطني لكرة القدم الذي أبهر العالم أجمع حين فرض نفسه ضمن المربع الذهبي في كأس العالم قطر 2022.
وصول المنتخب إلى هذه المكانة الرفيعة تكليف ومسؤولية، وعليه أن يحافظ عليها لان كرة القدم لاتعترف إلا بالنتائج المتوالية.
ولن تكون للإنجاز الذي حققه وليد الركراكي وأسوده قيمة إذا لم يستمر المنتخب في فرض نفسه كمنتخب كبير مهاب الجانب، وأول تحدي هو الفوز بكأس أفريقيا 2023، علما أن المنتخب المغربي سيكون في أية مواجهة الفريق الواجب هزمه لأن في ذلك شرفا للمنتخبات الفائزة عليه.
والتاريخ يقدم لنا نماذج في الصعود إلى القمة ثم مغادرتها بسرعة ليبقى التغزل بالتاريخ والافتخار بالماضي بدون جدوى ولافائدة.
عندما شارك المنتخب الوطني في مونديال المكسيك 1970 وترك أصداء طيبة، أقصي في الدور الأول لكأس أفريقيا 1972 بالكاميرون، وانتظرنا 16 سنة للعودة إلى كأس العالم بالمكسيك 1986..المنتخب سيحقق إنجازا غير مسبوق بالوصول إلى الدور الثاني كأول منتخب عربي وأفريقي.لكن ماذا بعد؟
لم نفز بكأس أفريقيا 1988 التي نظمناها بالمغرب، بل لم نتأهل لدورة الجزائر 1990 وغادرنا المنافسة في الدور الأول في دورة السنغال 1992. أكثر من هذا، المغرب أقصي من المشاركة في دورتي  الكوتديفوار 1994 وتونس 1996. 
وبعد المشاركة في كأس العالم 1998، كان على المغاربة انتظار 20 سنة للعودة للحضور ضمن كبار كرة القدم في العالم في دورة روسيا 2018.
ولنا في التجارب الدولية نماذج كثيرة..فباستثناء المنتخبات الكبيرة التي تكون دائما في الموعد، هناك منتخبات تصعد إلى القمة لكن مقامها بها يكون وميضا.
 فمنتخب الكاميرون الذي وصل ربع نهاية كأس العالم 1990، تلقى هزيمة قاسية في الدورة الموالية 1994 أمام الروس ب 6.1.
المنتخب البلغاري الذي بلغ نصف نهاية كأس العالم 1994 لم يظهر له أثر في الدورات المقبلة.
نفس الأمر بالنسبة لمنتخب اليونان الذي فاز بكأس أوروبا سنة 2004 وودع القمة بدون رجعة.
وأين منتخب التشيك الذي لعب نهاية كأس أوروبا سنة 1996؟.
وأين منتخب رومانيا الذي حضر بقوة في كأس العالم 1994.
أما منتخب الدنمارك، فأصبح عاديا بعد فوزه المفاجىء بكأس أوروبا سنة 1992.
لنعد إلى المنتخب المغربي لنقول: من حقنا أن نفرح ونسعد بما حققناه..لكن علبنا أن نعد العدة لما سيأتي حتى نظل في القمة وهكذا ليس بعزيز على منتخب يتوفر على لاعبين من طراز عال ومدرب فرض نفسه كمدرسة مستقلة وإمكانيات لاحدود لها..