الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

فردوس: الشمس ستشرق من المغرب في هذا اليوم الجميل لتلامس جمال الرباط

فردوس: الشمس ستشرق من المغرب في هذا اليوم الجميل لتلامس جمال الرباط أحمد فردوس
نحن جيل الإنتكاسات السياسية الذي اكتوى بسلوك المُنْدَسِّين في مؤسساتنا الوطنية، أمد الله في عمرنا حتى عشنا لحظة سعادة وفرح عارم يكتسح كل مدننا وقرانا ودروبنا وأزقتنا، بفعل يقظة زمرة أسود الأطلس الذين أسسوا لمعنى الوطنية الصادقة والدفاع على راية الوطن في حضرة جميع الدول وأمام العالم بأسره.
لقد عشنا تاريخيا، ملحمة الاستقلال الوطني مع المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، التي قرأنا صفحاتها المشرقة التي كتبها الأبطال الأشاوس الوطنيون، من خيرة رجالات الوطن، وتربينا في أحضان مدرسة النضال الوطني، وتعلمنا معنى أن يكون قلبك وكبدك على الوطن دون مساومة أو سمسرة.
وبعد ذلك، عشنا ملحمة المسيرة الخضراء المظفرة، مع الملك الراحل الحسن الثاني الذي أذهل العالم مع 350 ألف مغربي ومغربية حين دمروا الحدود الوهمية بدون سلاح، مغاربة بسطاء يحملون قلوبهم وكتاب الله وراية الوطن مرددين شعار المسيرة الخالد.
وبين هذه الملاحم الوطنية وغيرها من المحطات الخالدة، عشنا انتكاسات سياسية أفرزت طفيليات تمتص دماء الشعب وتقتات على الريع، وتسببت في تفقيرنا، وسرقة كل أحلامنا، وداست بأحديتها أوراق الدستور والقانون من أجل أن تتسلل عبر نوافذ التسلط والنفوذ.
الحمد لله على نعمته، ها نحن اليوم من طنجة إلى لكويرة، نشعر بأحاسيس الوطنية تنبض من جديد، بقلوب تؤمن بالعمل الصادق وبالنّية والمعقول والصدق والأمانة، وتضخ دماء الوطنية في عروق هذه الأرض الطيبة، حيث ندخل كالفاتحين عبر بوابة الإرادة والإصرار نحو تغيير العقليات الجاثمة على صدورنا، ها نحن اليوم نؤسس لغد جديد بقيادة ملك استطاع أن ينتصر على كل جاحد، ويسقط الأقنعة بسياسته الوطنية والدولية التي يشهد بها العدو قبل الصديق.
(سِيرْ، سِيرْ، سِيرْ)...نحو النصر والتغيير، كان شعار جمهورنا العريض، هنا وهناك، في الملاعب والمدرجات، بالمقاهي والأزقة، وفي شوارع مدننا العتيقة، وقرانا النائية في الجبل والسهل...شعار أساسه التحفيز، رسمه أولادنا بعرقهم ونبضات قلوبهم، وهم يواجهون أعتى المنتخبات الدولية، وكانت النّية كمنشط للقيم الوطنية النبيلة التي تسلح بها أسود الأطلس والمدرب الوطني وليد الركراكي، فتحقق النصر تلوى النصر، والفوز تلى الفوز، إلى أن طُبِّقَ سيناريو إجهاض الحلم المغربي والعربي والإفريقي، ومع ذلك استحق الوطن بفعل زمرة الأسود أن يحتل المرتبة 11 عالميا وصنف الأول إفريقيا وعربيا.
الحمد لله على نعمة الله، لم تخب دعوات أمهاتنا الجميلات، والمكافحات اللواتي أرضعن من ثديهن حليب عشق الوطن لفلذات أكبادهن، هن اللواتي تقاتلن من أجل صناعة اللحظة الجميلة المفعمة بالحب والجمال وسط ميدان الحياة، صبرن وتكبدن وعانين في سبيل أن تهدي كل أم وسام الشرف لهذه الوطن، فعلا على هذه الأرض ما يستحق الحياة.
خاب ظن من أَلِفَ أن يقتات من عرق بنات وأبناء الوطن، وخاب من اعتاد على سرقة أحلامنا وانتصاراتنا وثروتنا، وانقلب السحر على الساحر، وشهد العالم بملء فم المتتبعين أن المغرب هو أرض الحضارة والنظارة، والتاريخ والجغرافيا، والإنسانية.
سقط القناع عن القناع، وكُشِفَتْ كَوَالِيسُكُمْ يا مرتزقة النهب والسلب، انتصرنا بالنية والمعقول والصدق، وما عاد لكم مكان بيننا، هل استوعبتم الدرس؟
العاصمة الإدارية، مركز الثقافة والتراث والعلم، مدينة الرباط، أرض الشرفاء والسلاطين والملوك العلويين، تعيش يوم الثلاثاء 20 دجنبر 2022، ملحمة حب ساحر وأبدي، وتعيد تجديد البيعة على إيقاع شعار (الله الوطن الملك)، من أجل مسيرة جديدة نحو التطور والنماء والتنمية وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية.
أحبابنا، أولادنا، فلذات أكبادنا، كتيبة أسود الأطلس، هم رمز للنخوة المغربية والعربية والإفريقية، رفعوا رؤوسنا عاليا بالكد والقتالية والندية أمام العالم، بقيادة وليد الركراكي، سيحولون الرباط إلى نقطة إشعاع كوني، بجمالهم ونقاء ضمائرهم، وصفاء سريرتهم، سيحيون الجمهور والشعب ونساء ورجال الصحافة، وكل الكتاب والمفكرين والباحثين الذين دونوا بمداد من الفخر هذا المنعطف التاريخي عن طريق مونديال قطر 2022.
(إِلَا بْغَاتْ تْجِي الْمُوتْ دَابَةْ غِيرْ تْجِي) الحمد لله عشنا حتى رأينا وسمعنا ولمسنا واقعيا، بأن لا شيء مستحيل على المغاربة، لا شيء مستحيل على المغربيات الشامخات الجميلات. لا شيء مستحيل من أجل أن نعيش بكرامة.
هذه رسالتي لمن يهمه الأمر، فعلا لقد سقط القناع عن القناع، وكُشِفَتْ كَوَالِيسُكُمْ الخبيثة، انتصرنا بالنية والمعقول والصدق وصفاء السريرة، فما عاد لكم مكان بيننا، سراق أحلامنا، هل استوعبتم الدرس؟