الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد العزيز كوكاس:أجمل الأمهات.. كادحات مغربيات بسيطات.. وأسود الأطلس أزالو الشعودة والدعارة عن نسائنا

عبد العزيز كوكاس:أجمل الأمهات.. كادحات مغربيات بسيطات.. وأسود الأطلس أزالو الشعودة والدعارة عن نسائنا عبد العزيز كوكاس
ظلت النساء المغربيات ضحايا الانتقام الشرقي من هذا المغرب الأقصى الذي يخفي الشمس عن المشرق، كن مجرد داعرات وساحرات، مشعوذات و"متحررات" جدا.. فماذا فعل المنتخب المغربي في مونديال قطر؟
في قلب الخليج حيث يحتفظ المتخيل الجمعي للنساء المغربيات بصورة نمطية مقززة، إذ هن إما مشعوذات، سحارات وخطافات الرجال أو داعرات، ها هنا أمهات متواضعات في قلب مدرجات المونديال، بكامل التواضع والبهاء ينزلن إلى أرضية العشب الأخضر كما البساط الأحمر في مهرجانات السينما الدولية، أمهات جليلات، كن خادمات في بيوت الأجانب، عاملات بسيطات، يرسمن الشرف ويعدن البكارة للنساء المغربيات الفاضلات، المغتصبات بالقوة والفعل، أمهات متشحات بجلابيبهن وخفرهن الرائع، بلباسهن المحلي وهن اللواتي يعشن في قلب أوروبا، معتزات بمنجزهن الذي أصبح على كل لسان عبر العالم، لذلك افتتنت الكاتبة والصحافية الإنجليزية الشهيرة أليسون ريد، بجو المشاعر الإنسانية التي منحها المنتخب المغربي مدربا ولاعبين لمونديال قطر بجلب أمهاتهم وكتبت مقالا يتقطّر شاعرية في المجلة الشهيرة "التايمز": "بعد أن سدد أشرف حكيمي ركلة جزاء على طريقة بانينكا ضد إسبانيا، كافأته والدته الفرحة بقُبلة وضمّت رأسه بين يديها.. ونتج عن ذلك مشاهد حية ومثيرة مثل والدة الركراكي، فاطمة التي عانقت ابنها الذي بحث عنها بين الجماهير بعد الفوز على البرتغال، وكذا فعل اللاعبون وعانقوا أهاليهم. وأحضر سفيان بوفال، لاعب فريق ساوثهامبتون الإنكليزي، والدته إلى الملعب ورقصا وكأنهما في حفلة عرس، ولم يهتما بما فكر به الناس، بل الاحتفال باللحظة التاريخية فقط. وكانت هذه المظاهر تغيرا منعشا عن هوس الإنكليز بالزوجات والصديقات والقيل والقال. فالأمهات هن المحبوبات".
إنه سحر خاص، سحر القيم الاجتماعية الحميمية التي تميز المجتمع المغربي برغم زحف العولمة والفردانية النرجسية، سحر رضا الوالدين والارتباط الحميمي بالأم.. ظهرت الأم، ليس في صورة مخملية أنيقة ومرفهة، بل الأم المكافحة التي تجوع ولا تأكل بثديها، وها هم الأبناء اليوم الذين يسوون الملايير لا يخجلون من أصولهم وانتمائهم الاجتماعي، إنه طعم إنساني نادر منحه المغرب لمونديال قطر.. لقد لعب أسود الاطلس بكرة لم تكن مملوءة فقط بالهواء والمال والسياسة، بل بالحب والوفاء للأصول والدفء الإنساني، لذلك منحوا كاس مونديال قطر، شاعرية استثنائية.