الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد العزيز الداودي: عندما تفوز أنت فرنسي وعند الخسارة أنت إفريقي !!!

عبد العزيز الداودي: عندما تفوز أنت فرنسي وعند الخسارة أنت إفريقي !!! عبد العزيز الداودي
أسدل الستار عن مونديال قطر في نسخته الثانية والعشرون وتوج منتخب الارجنتين باللقب للمرة الثالثة في تاريخه بعد أن فاز على المنتخب الفرنسي بركلات الترجيح. وبقدر ما حطم مونديال قطر كل الارقام القياسية سواء من حيث عدد الأهداف المسجلة أو عدد المتابعين او جمهور المدرجات؛ ناهيك طبعا عن التنظيم المحكم والرائع.
بقدر ما أساء إليه العديد ممن حاولوا توظيفه دينيا وايديولوجيا عبر جعل مباريات كرة القدم صراعا بين الديانات وتذكير المشاهدين لها بمعارك قديمة استعملت فيها الأسلحة والعتاد للانتصار.
رغم أن الرسالة التي يجب أن يلتقطها الجميع هي أن المونديال هو فرصة للتعايش بين بني البشر بغض النظر عن مذاهبهم الدينية والتي ليست هي المحدد للوطنية طبعا.
وهذا يقتضي أن نحترم آراء الناس وذوقهم في تشجيع منتخب على آخر، وفي اعتقادي أن الحملة التي تعرض لها الفكاهي جمال دبوز أثناء حمله لقميص يوحي به إلى ازدواجية الجنسية وإلى تشجيعيه للمنتخبين الفرنسي والمغربي مجانبة للصواب. لاعتبار بسيط هو أننا كمغاربة كيف نعتز بتأييد الناخب الفرنسي هيرفي رونا للمنتخب المغربي ونفخر كذلك بوقوف جاد المالح إلى جانب المنتخب المغربي، وبالمقابل نرفض سلوك جمال الدبوز.
وحدها الرسائل القوية التي بعثها الركراكي عبر التصريحات الصحفية المتعددة أبانت عن رشد قل نظيره وعن تحليل رياضي محظ وعن ايمانه بكون المنتخب المغربي يمثل قبل كل شيء القارة الأفريقية ثم البلدان المغاربية ولم يستصغر من قيمة أي منتخب أو يقول نحن الأفضل كل ما كان يقوله (غادي نتقاتلوا).
نقطة سوداء أخرى تنضاف إلى المونديال متمثلة في العنصرية وبطلها مدرب المنتخب الفرنسي وبعض وسائل الإعلام بفرنسا. الأول انتفض على لاعب إفريقي من أصول إفريقية وطريقة تعامله تؤكد على أنه تعامل مع اللاعب كأنه قائده العسكري او سيده والثانية اي وسائل الإعلام صبت جام غضبها على لاعبين من أصول أفارقة اهدرا ركلات الترجيح. ولم يشفع الاداء الخارق والاسطوري لكليان أمبابي وتتويجه كهداف للبطولة لوسائل الاعلام هاته .
وصدق باتريس ايفيرا حين قال عندما تفوز أنت فرنسي وعندما تنهزم لن تكون سوى افريقيا. وحتى لا ننسى تعقيب رابح ماجر اللاعب الدولي الجزائري السابق على مباراة جمعت بين المنتخبين النيجيري والجزائري حين نعت اللاعبين النيجيريين ب les macaques وهي فصيلة من القردة.
إذن نحن بحاجة إلى إعادة الاعتبار لكأس العالم باعتباره قبل كل شيء مناسبة للتنافس الرياضي الشريف ولقبول العيش المشترك.