في ظل كل الأجواء المشحونة تطل علينا فرحة فوز المنتخب المغربي من نافذة كرة القدم على منتخب بلجيكا الذي سبقت صورته العالمية طريقة لعبه. وظهر جليا أننا نعطي أحكاما مسبقة على الأشياء عن طريق السماع أكثر من المعاينة. بل لقد ذهب بعض المحللين كون المنتخب ضيع انتصارا أولا على المنتخب الكرواتي بعدما ركن للدفاع عوض مباغثة الخصم وتسجيل إصابتين على الأقل حسب جل المتتبعين.
لكن الركراكي يسجل كإطار وطني قراءته الجيدة لمباراة بلجيكا وكيف استثمر مقدرات مجموعته لقلب النتيجة. مع وجود معطى اساسي أن الفريق الخصم لم يظهر بالمستوى المطلوب. مما فتح الباب على مصراعيه لتنافس آخر بين المنتخب الكرواتي والمغربي على الصدارة. التي ستفتح الأبواب مشرعة للتأهل لدور الربع وليس الثمن كما يتبادر للذهن. وهي تقنية وقراءة احترافية اعتقد انها لاتغيب عن ذهن المدرب. لاسيما أن الخصم الذي سنقابله في الدور الثاني لم يحسم بعد بين ألمانيا وإسبانيا.
انتصار البارحة ساهم في زرع الفرح بين مكونات المجتمع املا في غد جديد نسعى جميعا من اجل أن نعيش أفراحا أخرى في مجالات آخرى وأن يصبح مسؤولونا في قطاعات اخرى بنفس النجاعة المطلوبة والحس الوطني =. لتصبح الفرحة افراحا، بعدما نلتفت للمعيش اليومي للمواطن البسيط. مايثير الانتباه في خضم هذه الفرحة العارمة التي تجاوزت الحدود حيث شهدت حضورا متميزا للمغاربة من أجل تشجيع المنتخب. ولعل من غريب الصدف ماجاء في مراسلة للقناة "بين سبور" الرياضية وهي تنقل أجواء ماقبل المباراة بين الدارالبيضاء وبلجيكا حيث بدا عدد المشجعين المغاربة قليلا في الساعات الأولى بساحة ملعب محمد الخامس عكس مقهى تطوان ببلجيكا والتي اراد المعلق نقل تعليقات المواطن البلجيكي فإذا به يصطدم بعدد غفير من مغاربة المهجر مما جعل طاقم الاستوديو التحليلي يستقبل الحدث بنوع من الفكاهة والضحك لحدود اعتبرها بعضهم لغزا محيرا لأول مرة يقع في برنامج رياضي.
في ظل فرحة وطنية عامة والتي أسجل معها ملاحظتين هامتين : الأولى حذار من ركوب بعض الفشلة على هذا الإنجاز وما أكثرهم ..! وهم يعتقدون أن نشوة الفوز قد تنسينا بعض المشاكل التي يعاني منها المواطن من خلال تدبير سياسي سيئ للمرحلة وخرجات غير محسوبة تزيد الوضع تأزيما. الأمر الثاني والذي أجده هاما أتمنى أن يلتقط خصوم وحدتنا التربوية رسالة مفادها ان انتصار المغرب شرف وفخر للجميع يقتضي توحيد الجهود وجعله فرصة لبناء وتعزيز المشترك. لامجال للتفرقة والتشرذم .كما قال العروي ذات مرة في بعض حواراته " المغرب يعيش في جزيرة ." وهي استعارة تبعث على رفع التحدي والإنجاز وليس القبول بوضعية الإنكماش والإستسلام له.