الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

وزان ... عاملات الطبخ بالمؤسسات التعليمية والعنف ضد المرأة.. أية علاقة؟

وزان ... عاملات الطبخ بالمؤسسات التعليمية والعنف ضد المرأة.. أية علاقة؟ GUASTORI هي الشركة المكلفة بالاطعام
تزامن الأسلوب الاحتجاجي الراقي الذي تخوضه عاملات الطبخ بالأقسام الداخلية بمختلف المؤسسات التعليمية بإقليم وزان، مع اليوم الدولي للقضاء على العنف (25 نونبر) الذي تعقبه الأيام 16 من الترافع ودق الأجراس لمكافحة العنف بكل أشكاله القائم على نوع الجنس.
احتجاج راقي، لأن عاملات الطبخ استحضرت وهن يقررن خوض معركتهن النضالية، المصلحة الفضلى للطفل / التلميذات والتلاميذ، بحيث أن تعطيل تقديم وجبات تغذية هؤلاء يتعارض مع هذا المبدأ الحقوقي الذي يشكل محور الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، وارتقاء المغرب بحق الطفل في الحماية وجعله حقا دستوريا.
الاحتجاج كما صرحت بذلك عاملات الطبخ لموقع "أنفاس بريس" كانت مضطرات لخوضه، بعد أن لوى الجوع أمعائهن، وأمعاء الأسر التي يعيلونها، وأرجعن ذلك لتماطل المقاولة المكلفة بالمطعمة التي لم تصرف لهن أجورهن (ثلاثة أشهر متتالية) ليومنا هذا.
يحدث هذا في فترة صعبة تجتازها بلادنا من حيث غلاء المعيشة والارتفاع المهول للأسعار لهذا السبب أو ذاك. وتساءلت العاملات المذكورات كيف لورش الحماية الاجتماعية الذي أطلقه الملك، أن يكلل بالنجاح، بينما لازال بالبلاد مقاولات تحن للزمن البائد، بما يحمله هذا الزمن من ممارسات قروسطية، ولا اعتراف لها(مقاولات) بقانون الشغل، وإلا ما هو تفسير عدم تصريح المقاولة المشغلة لهؤلاء العاملات بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي على سبيل الذكر؟
العاملات المتضررات تسجل بشكل ايجابي المجهودات التي تقوم بها المديرة الإقليمية لمعالجة المشكل، لذلك فهن يلتمسن منها رفع سلاح دفتر التحملات في وجه المقاولة المتمادية في غيها. كما أن الصف الحقوقي الذي يخلد بمختلف الأشكال، الأيام العالمية للقضاء على العنف ضد المرأة (عدم صرف الأجرة عنف اقتصادي) بجانب نساء إقليم وزان، فقد قرر الدخول مؤسساتيا على خط هذه المعضلة، الاجتماعية والقانونية في شكلها، الحقوقية في عمقها.
لذلك فإنه يدعو عامل الإقليم، من خلال باشوية وزان وباقي الآليات القانونية والادارية التي بيده، الدخول على الخط، قبل توسع رقعة الاحتقان والتوتر، بلادنا في غنى عنهما في هذا الفترة الصعبة.
يذكر بأن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة طنجة تطوان الحسيمة، وفي إطار بحثها عن تجويد خدمة اطعام تلميذات وتلاميذ الأقسام الداخلية بمختلف المديريات الاقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، قد قررت الانتقال من التدبير المباشر للمرفق المذكور (الأقسام الداخلية) إلى التدبير غير المباشر وفق نمط جديد يسمى " المطعمة".
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو، هل الأكاديمية الجهوية سبق وأخضعت تجربة هذا النمط الجديد، للتقييم بعد تنزيله، في أقسام داخلية محدودة خلال الموسم الدراسي الفارط؟ فحسب أكثر من مصدر، فقد عاش التدبير الجديد للمطعمة جملة من المشاكل ... كما أن المقاولة السابقة وكما جاء على لسان عاملات متضررات، لم يتم التصريح بهن لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وأنهن لم تتلقيا أجورهن عن شهرين، ناهيك عن الاختلالات التي لحقت عملية توفير المواد الغذائية في وقتها.