الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

محمد التراسيم يروي تفاصيل أول سجن عشوائي  بمخيمات تندوف وكيف يتم تصفية ضحايا شباب؟

محمد التراسيم يروي تفاصيل أول سجن عشوائي  بمخيمات تندوف وكيف يتم تصفية ضحايا شباب؟ سجون مخيمات البوليساريو
في إطار فضح ما تعرض له الضحايا من جرائم في سجون تندوف، بأدوات تعذيب جزائرية وتمويل جزائري، في مشاهد رهيبة صادمة مقززة، تفتح" أنفاس بريس"، نافذة على فظاعات التعذيب بمعسكرات تندوف، عبر نشر شهادات ضحايا هذه الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، التي تمارس تحت حماية النظام العسكري الجزائري.
وفيما يلي شهادة محمد التراسيم، أول ميكانيكي لدى البوليساريو وأول معتقل مغربي في سجون البوليساريو بتندوف وعلى أراض جزائرية...
 
" كان عمري 16 عاما، وكنت أول معتقل مغربي صحراوي في سجون مخيمات البوليساريو وعلى الأراضي الجزائرية، حيث تم اعتقلنوني بالقوة  واختطافي ووضعي في سجن انفرادي  بعدما تم استدراجي بعد فخاخ في الكلام قيادة البوليساريو. كنت أشغل ميكانيكيا وسائقا، حيث كتفوني ووضعوني في سيارة، حيث تم ترحيلي إلى منطقة "أم غريد" وهو أول سجن عشوائي، وطلبوا مني أن أحفر غارا على الخلاء بعمق برميل، فصار سجني بلا سقف ولا غطاء ولا فراش، سوى أنني ألتحف السماء، نكنيه بلغتنا "أوريش".
 يمنحونك فقط سطلا تطرح فيه فضلاتك، لا يمكنك أن تصعد إلا بعد المناداة عليك قضيت فيها ثلاث سنوات، وكان عمري آنذاك 16 عاما، حينها شرع في تنفيذ الإعدام رميا بالرصاص ضد شباب في مقتبل العمر، يتم تنفيذه بهستيريا، ويتم دفن الضحايا بوضع الرأس ورجلا الضحية في الأعلى خارج الحفرة التي ستتحوّل إلى قبر بعد الرّدم، تنهشه الكلاب ويتبولون عليهم في مشهد مقزّز دراماتيكي تنعدم فيه أبسط شروط الإنسانية وتنتفي فيه الآدمية وتجسّد الحقارة والإهانة الحاطّة من الكرامة.
 ما عايشته طيلة سجني وتعذيبي واعتقالي درّست التكنولوجيا في سجن أكثر رقابة، بلا حقوق مواطنة، العمل والإنتاج فقط.
استطعت الفرار  إلى المغرب بعدما تم إرسالي إلى الجزائر لاستكمال التكوين في تخصص التنكولوجيا، حينها اصطحبت جزائريين هناك، وتمكنت بفضل صداقتهم من اللّجوء إلى سفارة المغرب بالجزائر وعدت إلى المغرب في مسار لأفلت بجلدي، وأنقذ ما تبقى من حياتي.
 اليوم أجريت عمليتين على القلب بسبب كل الإهانات والاعتداءاتف صرت  في حروب نفسية يوميّة،  تتحول معها ليالي إلى كوابيس، فما زلت أتذكر كل ما حصل من تعذيب جسدي ونفسي في كل لحظة وحين، ونهار وليلة."