الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

يونس التايب: ديبلوماسية الجزائر..بداية فصل الانتكاسات والخيبات

يونس التايب: ديبلوماسية الجزائر..بداية فصل الانتكاسات والخيبات يونس التايب
سيتم الإعلان قريبا، بشكل رسمي، عن تأجيل القمة العربية المقرر تنظيمها في الجزائر، في شهر نونبر المقبل، لأربعة أسباب جوهرية تتعارض مع الادعاءات الجزائرية بالحرص على وحدة الصف العربي، هي:
- رفض الدول العربية للحملات العدائية التي يشنها النظام الحاكم في الجزائر ضد المملكة المغربية.
- تورط النظام الجزائري في التآمر ضد مصر عبر تنسيق وثيق ومريب مع إثيوبيا.
- توفر معطيات أمنية مؤكدة عن وجود تعاون واتفاقات بين الجزائر وإيران، بشكل يهدد الأمن العربي، ويتيح تحركات تمس بالاستقرار وتفتح باب الإرهاب في منطقة الصحراء والساحل.
- رفض الدول العربية لإصرار النظام الجزائري على حضور الرئيس السوري بشار الأسد في القمة.
وفي انتظار ترسيم صدمة الإعلان عن ذلك التأجيل، لازالت الديبلوماسية الجزائرية تتلقى ضربات تؤكد فقدانها لاحترام عدد من الدول التي لا تستوعب حربائية المواقف والمغالاة في التحريض، خاصة ضد المغرب، بشكل يعيق عمل المنظمات الإقليمية، خاصة على المستوى الإفريقي والعربي.
وآخر الضربات هي تلك التي تم ترسيمها، يوم السبت الماضي، بعد رفض كل الدول الفاعلة في الملف الليبي، اقتراح الجزائر بتعيين صبري بوقادوم، وزير خارجيتها السابق، ممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، حيث أعلن أنطونيو غوتيريس عن تعيين عبد الله باتيلي، من السينغال، ممثلاً خاصاً له ورئيساً لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، خلفاً للسلوفاكي يان كوبيش.
بصدق، ما استغربت له في هذا الملف، هو كيف اعتقد النظام السياسي الحاكم في الجزائر، أن مرشحه يمكن أن يحظى بالثقة لشغل منصب حساس يحتاج إلى الحياد والاستقلالية، وإلى كفاءة ديبلوماسية وقانونية وقدرات تفاوضية حقيقية.
والمعروف أن شرط الحياد ليس متوفرا في صبري بوقادوم، لأن بلاده تعتبر طرفا في النزاع الليبي بحكم مساندتها لجهة ليبية دون باقي الجهات الفاعلة في الساحة الليبية، ولأن الرجل فشل، حين كان وزيرا للخارجية، في إنجاح أي جولة حوار بين الفرقاء الليبيين بسبب عدم حياده وفشله في تدبير الحوار بينهم.
وتكفي شهادة الجزائريين أنفسهم حول الحصيلة الرديئة لعمل صبري بوقادوم على رأس ديبلوماسية بلاده، حيث يعاب عليه فشله الكبير الذي استوجب تغييره. في نفس الوقت، يشهد لعبد الله باتيلي بقدر كبير من الحكمة والاتزان والكفاءة، ولا قياس مع وجود الفارق بين الرجلين.
للإشارة، يتميز مسار عبد الله باتيلي و خبرته، التي تزيد عن 40 عاماً من العمل مع حكومة بلاده و مع عدد من المؤسسات الأكاديمية و المنظمات الإقليمية ومنظومة الأمم المتحدة، بعدة محطات ناجحة منها عمل السيد باتيلي خبيراً مستقلاً للمراجعة الاستراتيجية لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، و قبل ذلك عمل نائبا للممثل الخاص للأمين العام في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لتحقيق الاستقرار في مالي، عامي 2013 و 2014، و ممثلا خاصا في وسط أفريقيا ورئيسا لمكتب الأمم المتحدة الإقليمي لوسط أفريقيا في الغابون، بين عامي 2014 و 2016. ثم سنة 2018، تم تعيينه مستشاراً خاصاً للأمين العام بشأن مدغشقر، ثم سنة بعد ذلك عين خبيراً مستقلاً للمراجعة الاستراتيجية لمكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا.
أتمنى لعبد الله باتيلي النجاح في مهامه من أجل الدفع باتجاه حل سياسي شامل، يمكن من وضع إطار دستوري توافقي للبلاد وإجراء الانتخابات، ولم الشمل لأبناء الشعب الليبي الشقيق الذي يستحق كل خير والعيش بأمان في دولته المستقلة.