الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

مستشارون بزاكورة يقودون انقلابات "غير جادة" على الرؤساء

مستشارون بزاكورة يقودون انقلابات  "غير جادة" على الرؤساء عمالة إقليم زاكورة
لا حديث هذه الأيام، بين متتبعي الشأن المحلي بإقليم زاكورة، إلا عن حالة الاحتقان والأزمات  الصامتة  والعلنية أحيانا، التي يعيش على وقعها الكثير من المجالس الجماعية، من أفلاندرا إلى امحاميد الغزلان،  خاصة على مستوى  المكاتب المسيرة. حيث ظهرت ملامح هذه الثورات والتمردات على شكل محاولات انقلابية  ضد الرئيس أو لعزله، أبطالها نواب الرئيس وأغلبيته في مختلف الجماعات الترابية، حيث يمكن القول إن  أغلب الرؤساء باتوا  في  وضع  لا يحسدون عليه. ذلك أن أغلبهم  يواجه  أحلافا أو مجموعات، بدوافع  إما قبلية أو سياسية.
هناك، مثلا، جماعات  تشهد وضعا أكثر احتقانا  وتأزما، إذ تعرف منذ تشكيل المجلس الحالي شبه حصار  (بلوكاج)، كما أن السائد بين  أطراف ومكونات هذه  المجالس هو النقاش الحاد والساخن وتوجيه  سيل من الاتهامات إلى الرئيس، وعلى رأسها  عشوائية تدبير عدد من الملفات، وغياب الشفافية والوضوح في معالجة بعض القضايا، والانفراد بالتسيير، فضلا عن الفساد المالي، إضافة إلى تبديد المال العام. 
في حين يتهم الرؤساء نوابهم وأعضاء أغلبيتهم المنقلبة ضدهم، بعرقلة التنمية بالجماعات الترابية والابتزاز ووضع العصا في عجلة المجلس الجماعي، من خلال الترويج لمجموعة من  المغالطات  والأكاذيب بهدف تحقيق  منافع شخصية، من قبيل شبهات  سندات الطلب والفساد المالي، علما أن  ميزانية هذه الجماعات  متوقفة مند التصويت عليها، ولم يصادق  عليها بعد من طرف الجهات المختصة مركزيا..
وإذا كانت هذه حال أغلب الجماعات الترابية بإقليم زاكورة، فإن بعضها شهد مؤخرا تجددا لـ "المواجهات" ولعبة شد الحبل من جديد بين الرؤساء  ومناصريهم، سواء أكانوا من الأغلبية أم المعارضة  من  جهة، ومناوئيهم في المجالس من جهة ثانية. بل إن بعض المكونات لم تتوان في استغلال  بعض المشاكل التي اعترضت تنفيذ بعض المشاريع أو الصفقات. ذلك أنه رغم انفتاح  رؤساء بعينهم على جميع آراء ومقترحات المعارضة وباقي أعضاء  الأغلبية، بما يخدم المصلحة العامة والساكنة، فإن التوتر  وغياب  التواصل لازال قائما.
ومع ذلك، يلاحظ المتتبعون للشأن المحلي بإقليم زاكورة أن المواجهات بين الرؤساء ومعارضيهم داخل مجالس الجماعات لم تصل إلى حد إصدار بيانات أو بلاغات أو توجيه شكايات إلى الجهات المختصة، بل  ظلت سجينة المجالس واللقاءات الخاصة  بالتحالفات الجديدة، مما يعطي الانطباع أن "مطالب  المتمردين الموجهة للرؤساء ربما غير واقعية"، بحسب مراقبين، أو "تتضمن بعض القضايا غير الواضحة  خاصة أن المجالس لم يمض على تشكيليها  سوى  مدة قصيرة، الشيء  الذي يوضح طبيعة المستشارين وهشاشة التحالفات التي اسست عليها توافقات تشكيل المكاتب المسيرة لهده الجماعات الترابية"، يقول متتبعون آخرون.