السبت 18 مايو 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: السجّاد الأحمر لا يصنع الدول ولا الرؤساء.. يا قيس ويا تبون !؟

 
 
يوسف غريب: السجّاد الأحمر لا يصنع الدول ولا الرؤساء.. يا قيس ويا تبون !؟ يوسف غريب
يفتح السّتار على وقع  دقّات أرجل شبه آدمي مبرمج الخطوات فوق سجّاد أحمر نحو درج طائرة بهوية جزائرية ينتظر نزول وفد جزائري كما أخبرتنا المذيعة... لنعرف بعد ثوان أنّ الأمر يتعلّق بوفد جزائري من أصول صحراوية... بل طلبت المذيعة من الجمهور مهلة كي تستوضح الصورة التي رست على وفد رواندا..
يغلق باب نفس الطائرة من جديد بعد إرجاع إمرأة نزلت قبل الوقت.. ويعود الرجل الشبه الآدمي بنفس الخطوات المبرمجة ليستقبل هذه المرة رئيس دولة (جنوب الصحراء!؟) كما أخبرتنا بذلك نفس المذيعة..
هي تفاصيل مشهد بخشبة مسرح قرطاج الدولي سرق فيه  السجّاد الأحمر الأضواء تنفيذاً لتعليمات المخرج العام لهذا المشهد العبثي بقصر المرادية بالجزائر الذي عوّدنا  بغبائه في محاولات مماثلة في الفكرة والأسلوب.. منها أن الطائرة الجزائرية هي الوحيدة في العالم  القادرة على نقل ثلاث وفود مرة واحدة ممثل الجزائر وممثل دولة روندا وبينهما شخص متعدد الهويات حسب المقام والمقال.. هي نفس الطائرة التي لم يجد قيس السعيد أي مانع ان يعود إليها ثلاث مرات مادامت قيمة هذا الدور يقترب إلى 300 مليون دولار.. ولا يتطلب سوى بعض خطوات ولثوان على السجاد الأحمر بجانب موظف جزائري ينتحل صفة رئيس دولة بتندوف..
في الحقيقة هذا الدور قد يكون أغلى ما عرفته السينما وقاعات المسرح.. لكن في عمق الأشياء قد يكون هذا القيس الشقيّ أغبى رئيس دولة في العالم بقبوله هذا الدور البئيس وهو يجرّ بلده نحو الهاوية والمجهول.
فبالإضافة إلى الإساءة إلى دولة اليابان الشريك الأساسي والمحوري في هذا المؤتمر الإقليمي والداعم الأساسي فيها.. فقد أضاع أيضا على الشعب التونسي فرصة انتعاش اقتصاده الذي يعاني منذ عشر سنوات تقريبا زاد من تدهوره جانحة كورونا وتداعياتها الإجتماعية التي ما زالت مستمرة إلى الآن..
إذ بعد حوالي يوم واحد من هذا المشهد المسرحي، نشرت الإدارة الأمريكية قرار تجميد المساعدات المالية التي كانت مقررة للشعب التونسي والبالغ قيمتها 500 مليون دولار.
الأمر لم يتوقف هنا إذ  أعلنت اليابان بأن سلوك تونس عجل بفشل القمة، مباشرة بعد انتهاء هذا القيس الشقي اجتماعاً على هامش الدورة مع ممثلي البنوك و الصناديق السيادية اليابانية و حتى الأوروبية، ودرس معهم إمكانيات تمكين الخزينة التونسية من قروض طويلة الأمد أو خطوط ائتمانية...، و تحصل على الموافقة المبدئية من البنوك و الصناديق اليابانية، ليتوصل بعد يومين من انعقاد القمة، بمراسلة من الحكومة اليابانية، تخبر فيها البنك المركزي التونسي أنه إذا أرادت تونس أن تتحصل على القروض من البنوك اليابانية،فعليها أن توقع اتفاقيات مع البنك الدولي .. كجواب  دبلوماسي عن رفض الاتفاقيات وتجميدها.
ويبدو أن الخسائر ليست اقتصادية فقط، بل سياسية أيضا، بعدما تناسلت البيانات داخل تونس تدين ما أسمتها تهورا بروتوكوليا زعزع الإستقرار الدبلوماسي التونسي وجعله يميل عن الحياد لصالح الحليف الجزائري، وأجمعت النخبة المفكرة في تونس بأن الرئيس "قيس" قد أجرم في حق العلاقات الأخوية بين الشعوب المغاربية، وأن ما قام به لم يقرب بين الأشقاء المتنافرين بل أضاف إلى جدران الخلاف شقوقا جديدة، ستزيد من تمزيق الصف العربي وستزيد من رفع مستوى العداوات بين الأنظمة بالمنطقة... و دعت لربيع تونسي برائحة الياسمين من أجل تبديد حكم الرجل وإنهاء عصره، و الدعوة إلى انتخابات مبكرة تنقذ تونس مما أسموه "بديكتاورية القيس المجنون".
المعارضة التونسية اتهمت "قيس" أيضا برهن القرار السيادي التونسي لدولة الجزائر، وقالوا أن ساكن قصر "قرطاج" بعدما باع الحياد الذي ورثه التونسيون منذ حوالي قرن، للنظام الجزائري مقابل وديعة بقيمة 300 مليون دولار، قد تلقى من كبار ضباط الجيش التونسي توصية قبل ساعات من قراره استقباله ل ( بن بطوش) ونصحوه بعدم المجازفة مع الرباط إذ أن  تونس تستفيد من التعاون الأمني مع  المغرب  وبفضلهم جنبت تونس في أكثر من مرة حمامات دم...،
هو آدميّ وآليّ ومتحكّم فيه عن بعد.. من طرف من يعتقد أن مرور بن بطوش فوق السجاد الأحمر سيؤدي إلى مقعد بالأمم المتحدة.. والحال أن هذا المرور هو آخر الظهور لهذا الممثل فوق مسرح الأحداث بشكل نهائي... بدءاً بتصريح رئيس الإتحاد الإفريقي بافتتاحية تليكاد.. وصولا إلى تطهير هذا الوهم من الإتحاد الإفريقي بشكل نهائي.. بموازاة تطهير الشعب التونسي بلدهم من شقاوة هذا القيس واسترجاع كرامتهم وتحررهم من كبرانات فرنسا التي سيخرج عنّا رئيسهم  هذا اليوم بتصريح على هامش لقائه مع رئيس غينيا بيساو قائلاً : ( وتداولنا في القضايا الإقليمية بما فيها قضية الصحراء الغربية)
هو مرغم على القول لا غير ، ونحن كعادتنا نفكر بهدوء ... ونضرب بقوة