الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

فاتحة لمسلك: الالتفاتة الملكية أعادت الأمل لمغاربة العالم

فاتحة لمسلك: الالتفاتة الملكية أعادت الأمل لمغاربة العالم فاتحة لمسلك
خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة ثورة الملك والشعب هو التفاتة في وقتها المناسب تجاه الجالية المغربية في جميع أنحاء العالم..
التفاتة افتقدناها لمدة سنوات طويلة من طرف الحكومات المتتالية و مؤسساتها في بلدنا الحبيب المغرب، وزادت حدتها خلال جائحة كورونا، حيث عانت شريحة عريضة من المهاجرين العالقين نتيجة إغلاق الحدود للحد من تفشي الوباء عبر التراب الوطني..فكان هناك عائق التواصل الذي كان منعدما مع المؤسسات الحكومية دون الأخذ بعين الاعتبار معاناة المئات، بل الآلاف من المُواطنين الذين اضطروا للبقاء بعيدا عن مقر إقامتهم وكل التزامتهم بما فيها عملهم..
هؤلاء المواطنين حينذاك لم يكونوا يبحثون عن استثناءات..كانوا فقط في حاجة إلى حلول معقولة لما ألم بهم..
فقط على سبيل المثال، و ليس الحصر، لأن هناك ملفات وقضايا عديدة كشفت فيها المؤسسات الحكومية على تجاهلها وعدم اهتمامها بالمشاكل والعراقيل التي يواجهها المهاجر المغربي، في المعاملات البنكية، المحاكم و الإدارات.
هذا الوضع جعلهم عرضة لعمليات النصب والاحتيال من طرف مؤسسات عقارية تحت شعار خدمة المهاجر و التشجيع على إنعاش ميدان العقار في المغرب..
ما علينا.. احنا اولاد اليوم.. 
الالتفاتة الملكية في الخطاب الاخير أعادت لنا بصيصا من الأمل لكي تنال الجالية مكانتها التي تستحق..
جالية معظمها يكافح، يعمل ويشقى في جميع المجالات،في مختلف الاختصاصات وعلى كل المستويات لتضخ نحو بلدنا الحبيب المغرب مداخيل لا يستهان بها بحيت وصلت التحويلات إلى ما يقارب 93,7 مليار درهم في سنة 2021 .. وهي مداخيل تكاد تعادل أهم موارد الصناعات في المغرب وأهم  الموارد الطبيعية كذلك..
كمهاجرة مغربية أتطلع أن تمثلني مؤسسات يتم تأسيسها في إطار أنظمة دستورية وديمقراطية وتكون أولويتها خدمة المهاجر المغربي في الدرجة الأولى.. 
مؤسسات تعم فيها المساواة بين المغربي والمغربية من جهة.. ويراعى فيها التنوع والاختلاف في المبادىء والقناعات، في الأعمار، في التكوين الأكاديمي. ليكون الهدف هو مرافقة المهاجر المغربي و منحه كل التسهيلات الضرورية في ظل ما يسمح به القانون المغربي طبعا..
مؤسسات تساعد على تأطير المهاجر المغربي حتى يتمكن من الاندماج في مجتمع بلد الإقامة دون الانسلاخ عن هويته مما سيساعد على الدفاع عن ثوابت وطنه المقدسة  ووحدته الترابية بأدلة و معطيات معقولة و واقعية يسهل على المتلقي استيعابها و التمعن في محتوياتها..
مؤسسات حريصة و أمينة على الميزانيات المخصصة لها والتي يجب استثمارها في المناسبات الوطنية، في حوارات ومنتديات للتعريف بالهوية المغربية من جهة، و مساعدة المهاجر الذي بمر بظروف صعبة من جهة اخرى.
للي بغا الشطيح و الفيجطة يحك جيبو..
كلها تطلعات ليس من المستحيل تحقيقها، لكن الطريق صعب و مليء بالعراقيل وأهمها ان معظم أفراد الجالية خصوصا في أوربا يعانون  التفكك والشتات مصدرها عدم وعي البعض.. و غرور البعض..وبين هذا وذاك..ملايين المغاربة "مجلوقين" خارج بلدهم الأم..  نتمنى خيرا ان شاء الله.. 
فاتحة لمسلك ، مهاجرة مغربية