الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

منتدى حقوق الإنسان يشرح مساوئ الخطوة الطائشة للرئيس التونسي

منتدى حقوق الإنسان يشرح مساوئ الخطوة الطائشة للرئيس التونسي محمد أنين رئيس المنتدى الوطني لحقوق الإنسان
اعتبر المنتدى الوطني لحقوق الإنسان أن جميع المغاربة تفاجؤوا، وكذلك الشأن بالنسبة لجل مكونات الشعب التونسي: أحزاب سياسية، وهيئات نقابية، ومثقفين ومفكرين. بالخطوة الطائشة واللا محسوبة، التي أقدم عليها قيس سعيد، باستقباله ـ خلال مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا “تيكاد 8، المنعقد بتونس“ ـ لكبير المرتزقة، الملتصقين بكابرانات الجارة الشرقية، والذين يقتاتون على خيرات وثروات الشعب الجزائري المغلوب عل أمره.
وأضاف المنتدى في رسالة موجهة إلى الرئيس التونسي بان “الزلة الديبلوماسية التونسية” غير المسبوقة في تاريخ العلاقات الأخوية المغربية ـ التونسية، خلفت موجة غضب داخل الأوسط السياسية والنقابية بالبلدين معا.
وأوضح المنتدى أن قيس السعيد من المفروض فيه، أن يصون العلاقات التاريخية المشتركة والمتميزة بين الشعبين الشقيقين، والتي تمتد عبر قرون خلت، وكان عليه على الأقل ـ إن لم تكن ذاكرته ضعيفة، وضيقة أن يستحضر الإلتفاتة الملكية الفريدة، تجاه الشعب التونسي في عز جائحة كورونا، وفي عز تخلي المنتظم الدولي عن أشقائنا التونسيين.. وذلك بإرسال مستشفى ميداني جاهز و مجهز، إلى منطقة “منوبة” التونسية..
ولذلك تستطرد الرسالة ليس من الرياء أو المن، أن يجد المنتدى نفسه اليوم مضطرا، لتقليب صفحات التاريخ القريب، لتذكير قيس سعيد، بالاثنيْ عشرة طائرة مغربية المحملة بـ 134 طنا و689 كلغ من المساعدات والتي حطت بتونس في إطار جسر جوي أخوي لنقل المساعدات الطبية العاجلة، التي أمر العاهل المغربي آنذاك، بإرسالها إلى تونس
لمواجهة وطأة جائحة كورونا، لقد كان ـ وكما عودنا دائما ـ قرارا ملكيا حكيما، ينسجم وروابط التضامن الفعال، وأواصر الدم والقرابة والتاريخ والمصير المشتركين، التي تجمع بين المملكة المغربية والجمهورية التونسية، وذلك في إطار الأخوة العريقة التي توحد بين الشعبين الشقيقين؛
وابرزت الرسالة بأن المنتدى الوطني لحقوق الإنسان، الذي بنى أدبياته وأهدافه على الدفاع عن الوحدة الوطنية، متبنيا مقترح الحكم الذاتي، في إطار السيادة المغربية، وبناء على مرتكزات الجهوية المتقدمة، في أفق تحقيق الجهوية الموسعة؛ وكذلك العمل على التعريف بالقضية الوطنية، في مختلف المحافل الدولية، وخاصة الحقوقية منها، مع حشد الدعم الإفريقي والدولي في هذا الشأن؛ فإنه وعلى غرار باقي الضمائر الحية، والقوى الحرة، ببلدان المغرب العربي الكبير، يعلن شجبه الشديد للخطوة المتهورة لقيس سعيد، والتي تتنافى وإرادة غالبية الشعب التونسي إلى جانب كونها تشكل طعنة غادرة للعلاقات الأخوية المغربية ـالتونسية؛ وإدانته القوية لهذه الخطوة الطائشة، والمعادي لقضيتنا الوطنية الأولى؛ مع ثمينه العالي لردود فعل الهيئات السياسية والنقابية، وكذا ردود فعل الشخصيات الفكرية التونسية، التي لم تستسغ هذا التصرف غير الديبلوماسي الذي يسيء أبلغ إساءة إلى وحدة المغرب الوطنية، ويسعى إلى هدم العلاقات الطيبة التي تجمع البلدين، منذ قرون.
ومن جهة أخرى يحيي المنتدى القوى الحية التونسية، على مواقفها خاصة كل من غازي الشواشي، الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي التونسي، الذي اعتبر أن قيس سعيد، بتصرفه هذا، يكون قد اتجه نحو تدمير علاقتنا مع الدول الشقيقة والإضرار بمصالح تونس الدبلوماسية والاقتصادية. و محمد الأسعد عبيد، الأمين العام للمنظمة التونسية للشغل، الذي علق على تصرف قيس سعيد، بعبارة أن “القذافي ورؤساء الجزائر لم يفعلوها علنا، استقبال رسمي لجماعة لا يعترف بها أحد إلا القليل وفي زوايا مظلمة” مسترسلا في حين كانت الدولة المغربية من الأوائل، الذين وقفوا معنا في محنة الكوفيد 19 وفي الأزمة السياحية..معقبا في ذات الوقت، ملف الصحراء هو موضوع مغربي، ولا يحق لنا ان نتدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة مخاطبا الرئيس التونسي، عبر تدوينة له على صفحته بالفيسبوك بالقول، ” من كلفك لكي تعترف بجماعة منشقة على الدولة المغربية، بهذه الحماقة لقد خلقت ازمة ديبلوماسية بين دولتين شقيقتين منذ زمن بعيد؟ وفي نفس الاتجاه وصف الإعلامي التونسي بقناة الجزيرة محمد كريشان، ما قام به قيس سعيد، باستقباله زعيم الانفصاليين بشكل رسمي، حسب تغريدة له على حسابه على تويتر :“بسقطة تاريخية فادحة في تعامل الدولة التونسية مع قضية الصحراء.، مضيفا أنه كان تقليدا راسخا لعقود، حرص تونس على عدم التورط في هذه القضية بأي شكل من الأشكال..
إلى أن جاءت خطوة قيس سعيّد لتنسف كل ذلك.. تماما كما نسف كل مقومات الديمقراطية وكل هيبة لدولة تحترم نفسها. ومن جهته صرح الإعلامي التونسي الجمعي القاسمي، لأحد الجرائد الإلكترونية، بأن ما أقدم عليه قيس سعيد هو قفزة نحو المجهول، مرتبطة بحسابات ضيقة، ولم تأخذ بعين الاعتبار موازين دول المنطقة. وأن ما قام به، هوخطوة غير مدروسة وغير محسوبة، تنم عن جهل لنواميس الدبلوماسية، وضرب لأعراف الدبلوماسية الهادئة.. وتكريس لهدم الاتحاد المغاربي، مؤكدا في ذات الوقت، أن اصواتا تونسية، قد اعلنت بشدة رفضها لاستقبال رمز من رموز الانفصال بالمنطقة خاصة أمام جميع التطورات التي حققها المغرب، بما في ذلك افتتاح قنصليات بالعيون والداخلة؛ إلى جانب المواقف الدولية الأخيرة بشأن مغربية الصحراء، والتي كان آخرها، الموقف الالماني الذي اعتبر أن الحكم الذاتي، هو المدخل الأساسي لحل هذا النزاع المفتعل.