الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

هل تحول الداخلية أكبر مستشفى للأمراض الصدرية بإفريقيا إلى مزار سياحي؟

هل تحول الداخلية أكبر مستشفى للأمراض الصدرية بإفريقيا إلى مزار سياحي؟ مستشفى بن صميم
 يعتبر  مستشفى بن صميم، بمنطقة أزرو بإقليم  افران، أكبر مستشفى لعلاج الأمراض الصدرية والتنفسية في القارة الإفريقية، خلال مرحلة الأربعينيات من القرن الماضي. و
قد شُيّد بموقع غابوي بضواحي قرية زاوية  بن صميم، شمال شرق منطقة أزرو بإقليم  افران، حيث عُولج به آلاف المرضى من مغاربة  وفرنسيين وأفارقة.
"أنفاس بريس" زارت هذه المعلمة الاستشفائية التاريخية التي تحولت، بمرور الوقت، إلى مقر دائم للأشباح، بعد تخريبها ونهب أجهزتها ومحتوياتها. إذ لم يتبق منها سوى بنايات  من 8 طوابق،  منها طابقان أرضيان مشيدان على مساحة حوالي 30 هكتارا. يحرسها شخصان  تأكدنا، في ما  بعد، أنهما  تابعين لوزارة الداخلية.
 ومن أجل  الوقوف عل أسباب  بناء  هده المؤسسة  الاستشفائية بهذا المجال الغابوي الجبلي، والأدوار التي  كانت  تقوم بها،  وسبل تدبيرها إداريا وماليا، فضلا عن أسباب إغلاقها، والمآل الذي تتجه إليه..
 انتقلنا إلى مقر المصالح التابعة لوزارة الصحة والرعاية الاجتماعية بمدينة أزرو، حيث أدلى لنا  مصدرنا بالمعطيات الآتية:
بخصوص دواعي بناء المستشفى، يروى أنه بعد فرض الحماية الفرنسية على المغرب، زار المنطقة مواطن فرنسي، كان  يعاني من ضيق في التنفس (الربو)، وبعد أن مكث بها مدّة أحسّ بتحسّن حالته، ثم شُفي لاحقا، لكون علاج داء السل، آنذاك، كان  يعتمد على  الهواء  والتغذية  المتكاملة،  لتقوية جهاز المناعة. وحين علمت إدارة الحماية الفرنسية قررت، بعد إجراء أبحاث في الموضوع، تشييد هذا المستشفى لعلاج الأمراض التنفسية. وقد استغرقت عملية بنائه 10 سنوات من 1934 إلى 1945، وتطلبت أزيد من  3000 عامل بناء كانوا يعملون، على شكل أفواج، ليلا ونهارا.
وأضاف المصدر ذاته أنه ابتداء  من 1945، شرع المستشفى في استقبال المرضى،  حيث كان يعمل به  32  ممرضا و4 أطباء متخصصبن وطبيب رئيسي واحد، كلهم  يقيمون بالمستشفى. وكان المرضى  يأتون من كافة مناطق المغرب، ومن دول إفريقيا عديدة،  بل حتى فرنسا  نفسها.
 وأوضح المصدر ذاته، أن هذه المؤسسة الاستشفائية، ونظرا لوجود المسلمين والمسيحيين بها قصد العلاج،  أقيمت داخلها  مساجد وكنائس وقاعة للسينما، حيث شكلت نموذجا  للتسامح  الديني. 
واسترسل المصدر نفسه  قائلا: "نظرا لأن التغذية  المتكاملة كانت تعتبر  من عوامل العلاج بالمستشفى إلى جانب الهواء النقي،  فقد كان المرضى يستهلكون أطنانا من اللحوم، بكيفية مجانية".
 وعن أسباب إغلاق هذا المستشفى التي تمت أواخر السبعينات من القرن الماضي، أكد مصدرنا الطبي أن "السبب الأساس يعود إلى  اكتشاف  الأدوية الناجعة لمعالجة داء السل، والتي أصبحت معها الوسائل المعتمدة في المستشفى غير  ضرورية  وباهظة التكاليف، حيث كان قطاع التدفئة، مثلا، يكلف ميزانية المستشفى  200 طن من خشب التدفئة أسبوعيا، فضلا عن  تكاليف التغذية (حوالي شاحنة  من اللحوم  اسبوعيا)..".
وكشف المصدر ذاته أنه بعد إغلاق المستشفى وتفويته  لوزارة الداخلية، تشكلت لجنة وزارية  كلفت  بالبحث عن  طرق إعادة  تشغيل  هذه المؤسسة، في إطار مشروع سياحي يعود بالنفع  على ساكنة  المنطقة.  
وارتباطا  بالموضوع، وحسب الإفادات التي حصلت عليها "أنفاس بريس"  من مجموعة من المهتمين بالشأن المحلي بمنطقة بن صميم ، فإنّ  وزير الصحة آنذاك، رحال الرحالي (الحركة الشعبية)، والمنحدر من منطقة عين اللوح، لعب  دورا مهما  في انخراط  شباب المنطقة في قطاع السياحة، وتوزيعهم على مختلف مستشفيات المغرب.